القنوات السورية على "تيليغرام": تحريض على المعارضة

القنوات السورية على "تيليغرام": تحريض على المعارضة

20 ابريل 2018
لا يراقب تيليغرام هذه القنوات (سيرغي كونكوف/تاسّ)
+ الخط -
كغيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي، اجتاح برنامج المراسلات "تيليغرام" لمؤسسه الروسي بافيل دوروف، جوالات السوريين الذين يعدّون من الأكثر استعمالاً له في الشرق الأوسط، نظرًا لسهولة ذلك، وقلة استهلاكه لباقة الإنترنت من جهة، وما يشاع عن أنّه من أكثر التطبيقات أماناً ولديه شيفرة خاصة معقدة للمراسلات.

لكن مع إطلاق "تيليغرام" لإحدى أهم ميزاته الحالية وهي ميزة القنوات، وهي شبيهة بصفحات "فيسبوك"، لكن مع عدم إمكانية الردّ أو التعليق على ما ينشر من منشورات بأشكالها المتعددة (نص - صور - فيديو)، بدأت حمى هذه القنوات تجتاح السوريين بمختلف توجهاتهم، سواء موالاة أو معارضين أو حتى "معارضي المعارضين" من الذين باتوا يسمون بالثورة المضادة والمتمثلين بالفصائل المتشددة (داعش - النصرة - وباقي تفريعاتهم) الذين وجدوا في هذه المنصة الضعيفة الرقابة نسبيا ساحة لهم ينشرون عبرها أفكارهم وإصداراتهم وتوجيهاتهم، والأخطر من ذلك توجيهاتهم لعناصرهم أو مناصريهم عبر هذه القنوات.

ولعلّ الدور الأبرز الذي ظهر فيه هذا التطبيق، هو الاقتتال الأخير في الشمال السوري من فصائل محسوبة على الجيش الحر (الزنكي ــ أحرار الشام ــ صقور الشام) والفصائل المتشددة التي تمثلت في هيئة "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً).




رصد "العربي الجديد" مجموعة من هذه القنوات وأمثلة عن المنشورات وعدد الأعضاء المتابعين لها.

قناة أبو اليقظان المصري، وهو شخص مصري من المقربين لحزب "النور" السلفي في مصر، قدم لسورية بعد إطلاق سراحه من سجون مصر ليلتحق بصفوف "أحرار الشام"، ثم ينشق عنهم مبايعاً هيئة تحرير الشام، ليصبح أحد أبرز شرعييها. ويتجاوز عدد متابعيها 12700، وتنشر بشكل يومي وبطريقة مكثفة مجموعة من المنشورات تحض في أغلبها على قتال الجيش الحر، وتقدم لمتابعيها ما تراه "أدلة" على وجوب القتال.

وليس بعيدًا عن قناة أبو اليقظان، قناة أخرى تحمل اسم "الغريب المهاجر القحطاني"، وهي قناة يديرها ميسر القحطاني، المكنى بأبي ماريا القحطاني، وهو عراقي من القيادات السابقة في تنظيم "داعش" الإرهابي، قبل انحيازه لأبي محمد الجولاني متزعم تنظيم "جبهة النصرة" عام 2015.

وتحرص القناة التي وصل متابعوها إلى 10400 متابع، على الخلط بين منشورات القحطاني وبعض المنشورات المتنوعة بين أحاديث وروايات تخدم مشروع هيئة "فتح الشام" من جهة، وتجذب المزيد من المتابعين كقناة متخصصة دينياً من جهة أخرى.



يركز القحطاني في قناته على الفصائل ذات التوجه الإسلامي الوطني، فتكاد تكون نصف منشوراته اليومية موجهة ضد فصيل "جيش الإسلام"، باعتباره "العدو الأكبر" بتوصيف القحطاني، الذي لم ينسَ قتال جيش الإسلام لـ "داعش" في الغوطة عام 2014. ونشرت القناة مجموعة من المنشورات تحرّض ضد قدوم جيش الإسلام إلى إدلب، مما تسبب في قيام أفراد من هيئة تحرير الشام باعتقال مجموعات من الشباب القادم من الغوطة لاشتباههم بصلتهم به.

وفي ذات المنحى التحريضي، تأتي قناة تحمل اسم "أبو الفتح الفرغلي"، وهو مصري آخر ضمن صفوف "هيئة تحرير سورية"، تعدَّى متابعوها الـ 9000.

وكسابقاتها، تركز هذه القناة على نشر الفتاوى التي تشجع أنصار ومقاتلي "هيئة تحرير الشام" على قتال باقي الفصائل بحجة البغي. ففي هذا المنشور مثلاً يكثر الفرغلي "حمده لله" على ما وصفه بالنصر على البغاة، والبغاة هنا ليسوا جنود النظام السوري أو شبيحته، إنّما مقاتلو الجيش السوري الحر في ريف إدلب، مظهرًا تشفياً بما أوقعوه من قتلى في صفوفهم.

ولا تقتصر قنوات "تيليغرام" التي ينشر من خلالها إعلاميو وشرعيو هذه التنظيمات المتطرفة على القنوات الثلاث أعلاه، إنما هناك مئات أخرى منها تتنوع في أساليبها ومنشوراتها. فهل بات "تيليغرام" بضعف رقابته على مثل هكذا قنوات وحسابات شريكًا لها في التحريض؟