القضاء العراقي يوضح ملابسات الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني

القضاء العراقي يوضح ملابسات الاجتماع مع وزير الخارجية الإيراني

20 يوليو 2020
اعتبر مراقبون اللقاء تدخلاً إيرانياً في القضاء العراقي (سافين حميد/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مجلس القضاء الأعلى في العراق عن تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيسه، القاضي فائق زيدان، بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد، أمس الأحد، وذلك بعد موجة جدل حول اللقاء وأسبابه. 
وقال مجلس القضاء العراقي، وهو أعلى سلطة قضائية في البلاد، في بيان له، إن زيدان بحث مع ظريف عملية مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية أميركية مطلع العام الحالي.
ونقل البيان عن زيدان قوله، إن "القضاء العراقي تعامل مع ‏هذه الحادثة بوصفها جريمة جنائية جار التحقيق فيها وفق إجراءات التحقيق ‏المرسومة بموجب قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي".
وأضاف البيان أنه "منذ الساعات الأولى لحصول تلك الجريمة، تم اتخاذ عدد من ‏الإجراءات التحقيقية بخصوص الجريمة، ذلك أن قواعد الاختصاص ‏المنصوص عليها في قوانين جميع دول العالم، ومنها قانون العقوبات العراقي، ‏تنصّ على سريان القانون الوطني على جميع ‏الجرائم التي ترتكب داخل العراق أياً كان نوع تلك الجريمة، وبصرف النظر عن جنسية ‏مرتكبها أو جنسية المجني عليه فيها"، مبيناً أنه ناقش مع الوفد الإيراني المقترح المقدّم من قبل القانونيين المرافقين لظريف المكلفين بمتابعة هذا الملف، ‏بخصوص إمكانية تقديم الشكوى عن تلك الجريمة إلى الجهات الدولية ‏المختصة، بالتنسيق بين الجهات ذات الاختصاص في البلدين على المستويين ‏القضائي والحكومي.

انتقد عراقيون لقاء رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي يمثل سلطة محلية بوزير خارجية دولة أخرى

وأشار رئيس مجلس القضاء العراقي إلى اتفاق الجانبين على استمرار المباحثات بين ممثلي البلدين ‏قضائياً وحكومياً للوصول إلى آلية مناسبة بخصوص ذلك، واستكمال مباحثات ‏ممثلي الادعاء العام في البلدين بخصوص هذا الملف، والتي سبق أن أجريت ‏الجولة الأولى بخصوصها في طهران قبل عدة أشهر، ومن المؤمل استكمالها ‏خلال الأيام القادمة في بغداد.‏

مسؤول في وزارة الخارجية العراقية قال لـ"العربي الجديد" إن الوزارة ساهمت في تنسيق اللقاء بين وزير الخارجية الإيراني ورئيس مجلس القضاء الأعلى، إلا أنها غير معنية بمحتوى الحوار الذي دار بين الجانبين، مبيناً أن السلطات الحكومية العراقية لا تتدخل في عمل السلطة القضائية بسبب وجود حدود للسلطات رسمت وفقاً للدستور.
وانتقد ناشطون ومتابعون لقاء رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الذي يمثل سلطة عراقية محلية، بوزير خارجية دولة أخرى، وأوضح بعضهم أن اللقاء كان ينبغي أن يتم بين زيدان ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد غسان السعد إن لقاء ظريف برئيس مجلس القضاء الأعلى كان خطوة غير موفقة، مشيراً في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك" إلى عدم وجود سوابق يعتدّ بها لاستقبال القضاة لوزراء خارجية الدول الأجنبية.

وبيّن السعد أن اللقاء كان ينبغي أن يتم بين فائق زيدان ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي وليس مع ظريف، مضيفاً "أتمنى على وزارة الخارجية أن تكون أكثر مهنية برسم جدول أعمال المسؤولين الزوار والسفراء، حيث سبق لرئيس مجلس القضاء أن استقبل السفير الأميركي، وأقترح على مجلس القضاء أن يعتذر عن هذه الزيارات، فقد قيل قديماً إن القاضي لا يزور ولا يُزار".

وتساءل الناشط كاظم البيضاني في تغريدة على موقع "تويتر" عن جدوى لقاء مسؤول أجنبي مع مجلس القضاء في الدولة المضيفة، وتابع "ما هي العلاقة بين القضاء مِن جهة، والسياسة والعلاقات الدولية مِن جهة أخرى؟".

المساهمون