العرب يهجرون أوطانهم

العرب يهجرون أوطانهم

22 ابريل 2016
داليدا على مسرح الأولمبيا في باريس 1981 (فرانس برس)
+ الخط -
فجّرت هجرة مئات آلاف العرب خارج بلدانهم خلال السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من الأزمات المسكوت عنها في المنطقة العربية وفي البلدان التي هاجروا إليها على حد سواء.

كان البعض قبل عقدين من الزمان يتحدث عن القمع والفساد والبطالة وغياب الفرص في بلدان العرب، ولاحقاً بات الموضوع متاحاً للنقاش، وباتت أسماء بعض الناجحين من المهاجرين يُضرب بها المثل على مآلاتهم في بلدانهم إن لم يهاجروا.

حكم السوري الأصل كارلوس منعم الأرجنتين، وقاد السوري الأصل ستيف جوبز إمبراطورية "آبل"، وكلاهما غادر سورية مبكراً، بينما حال السوريين في بلادهم الآن كما يعرف الجميع.

في كثير من دول العالم العديد من قصص النجاح لعرب مهاجرين؛ من المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، إلى رجل الأعمال المصري محمد الفايد، إلى علماء "ناسا"؛ المغربية أسماء بوجيبار، والمصري فاروق الباز، والجزائري نور الدين ميكيليشي، إلى السياسي اللبناني المرشح لرئاسة البرازيل، ميشال تامر، وعدد كبير من الوزراء ورؤساء البلديات والمدن في عدد من دول أوروبا، فرنسا وهولندا على وجه الخصوص، وصولاً إلى المطربة المصرية الراحلة داليدا، وعارضتي الأزياء الفلسطينيتين جيجي وإليزابث حديد.

يظن كثير من الناس أن الجالية العربية في أوروبا هي الأكبر، ربما لقربها من المنطقة، لكن إحصاءات منظمة الهجرة الدولية تخالف ذلك، إذ إن البرازيل تضم أكبر جالية عربية في العالم، يقترب عددها من 15 مليون شخص، بعضهم من الجيل الثالث للمهاجرين.

وتؤكد المنظمة الدولية أن نحو 50 مليون عربي يعيشون في تجمعات صغيرة أو كبيرة في دول غير عربية، وأن هؤلاء غادروا بلادهم على مدار نحو قرن من الزمان، لأسباب متباينة، يتعلق أغلبها بالفقر والقمع والبحث عن فرص أفضل.

المثير أن تلك الأسباب لم تتغير كثيراً فيما أزمة الهجرة الحالية التي ظهرت في أعقاب تفجر الربيع العربي، والتي دفعت نحو 3 ملايين عربي آخرين لهجرة بلدانهم، ناهيك عن ملايين أخرى نزحت إلى دول الجوار على أمل تحسن الأوضاع والعودة مجدداً.

وبينما كان الاحتلال في السابق سبباً مباشراً في تفاقم الهجرات العربية، خاصة من سورية ولبنان وفلسطين وبلاد المغرب العربي، إلا أن ديكتاتورية الحكام العرب باتت سبباً إضافياً يدفع مواطنيهم للهجرة في العقود الأخيرة.

ولا يمكن في هذا السياق تجاهل هجرة الآلاف من العرب لأسباب أخرى لا علاقة لها بالفقر أو البحث عن فرصة، خاصة في حالة هؤلاء المتحدرين من دول نفطية ثرية، وإنما تتعلق بالرغبة في التحرر من موروثات لم تستطع مجتمعاتهم حتى الآن التخلص منها.

دلالات

المساهمون