الشهيد بشار..رحلة عمرة ختامها فداء فلسطين

الشهيد بشار..رحلة عمرة ختامها فداء فلسطين

18 مارس 2016
بشار رأى في الاستشهاد أعلى المراتب (العربي الجديد)
+ الخط -
بعد أقل من 48 ساعة على وصول الشاب الفلسطيني، بشار محمد مصالحة (22 عاماً) من رحلته في أداء مناسك العمرة، قرر أن يقدم حياته فداء للوطن، فخرج إلى مدينة يافا المحتلة منذ عام 1948، ليوقع آخر عقد له في رحلته الأبدية شهيداً يفدي بدمه فلسطين.

بشار مصالحة، من قرية حجة شرق مدينة قلقيلية (شمالي الضفة الغربية)، ينحدر من عائلة فلسطينية ربّت أبناءها السبعة على حب الوطن، والمعاملة الحسنة، سيما أهالي حجة والأقارب الذين أحبهم بشار، صاحب الابتسامة الجميلة، والشاب المرح، كما يصفه شقيقه علاء في حديثه لـ"العربي الجديد".

صباح الإثنين، السابع من الشهر الجاري، جلس بشار مع عائلته وعبّر لهم عن "فرحته وشعوره بالراحة عند رؤية الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، وقبر الرسول في المدينة المنورة، ولذة اللقاء التي أنسته تعب الطريق". كان هذا اليوم الأخير لبشار في حضن عائلته، حيث فقدت الأخيرة الاتصال به يوم الثلاثاء، إلى أن جاء نبأ استشهاده مساء اليوم ذاته.

نفذ بشار عملية طعن في مدينة يافا، أدت إلى مقتل سائح أميركي، وإصابة عشرة مستوطنين بجروح خطيرة، قبل أن تعدمه قوات الاحتلال بعد السيطرة عليه إثر إصابته بالرصاص، حسب ما أظهر مقطع فيديو للشهيد مصالحة وهو مُلقى على الأرض، وشرطة الاحتلال يطلقون الرصاص عليه.

"بشار كان يحب الوقوف في الأماكن المرتفعة، كأنه رأى في الشهادة في سبيل الوطن، أعلى المراتب التي يمكن الوصول إليها، وبالفعل استطاع أن ينالها بشرف وبطولة"، يقول شقيقه علاء.

في اليوم التالي من استشهاده، كان أهله وأقاربه، يوزعون على القادمين إلى منزل العائلة ماء زمزم، وهو ما جلبه معه الشهيد بشار من رحلته أثناء أداء مناسك العمرة، إضافة إلى علبة تمر وعدد من زجاجات العطر لإخوته وعائلته.

عمل بشار في ورش البناء، ومع شركات المقاولات، وكان يغيب عن المنزل فترة شهرين أحياناً، في عمله بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وكان عند عودته يحضر دائماً الهدايا والألعاب للأطفال، خاصة لابنة أخيه ريماس التي ستفتقده كثيراً، وتفتقد الألعاب وما كان يجلبه لها في كل مرة يعود فيها إلى البيت.

يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثمان الشهيد بشار، ولا معلومات حتى الآن لدى أهله عن موعد تسليم الجثمان، حيث يقول شقيقه علاء: "نحن نعيش على أعصابنا، ولا نملك أية معلومات حول موعد التسليم، ونرفض شروط الاحتلال للتسليم، وهذا أمر صعب على العائلة التي تريد أن ترى جثمان ابنها، وتدفنه في مقبرة القرية ليرتاح الشهيد والعائلة قليلاً".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت فجر الخميس الماضي، عائلة بشار، أثناء اقتحام المنزل المهدد بالهدم، عقب تسليمهم إخطاراً بذلك، وقد أفرجت قوات الاحتلال عن الأخوة الأربعة ووالدهم بعد أربعة أيام من الاعتقال، والتحقيق حول معرفتهم بعملية يافا التي نفذها الشهيد بشار.

لم تسلم صفحة الشهيد بشار، على "فيسبوك" من ملاحقة الاحتلال الذي آلمهم في عمليته، وكان آخر منشور على صفحته، صورة له وهو في الحرم المكي، أمام الكعبة المشرفة، وكتب عليها "يا الله شوفتك بتبكي الحجر مش بس البشر"، وعقب التوصل إلى أن بشار هو منفذ العملية، هاجم المستوطنون صفحته، ونشروا صوراً مسيئة للعرب والفلسطينيين.


اقرأ أيضاً:الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد طرايرة شرق الخليل

المساهمون