الزجاجة والدجاجة والسلّوم و.. هوميروس

الزجاجة والدجاجة والسلّوم و.. هوميروس

12 مارس 2020

الأسد في كلمة متلفزة ويظهر خلفه عقاب وزجاجة

+ الخط -
مختصرُ الحكاية أنَّ الكاتب محمد السلّوم، صاحب الغربال الغاربة، وحامل لواء صفحة المنصّة حالياً، كتب مقالاً ساخراً عن الكائنين الحارسين وراء الأسد في خطاب الدجاجة؛ الزجاجة من اليمين، والدجاجة من الشمال. وقد أهمل الصديق الدجاجة، وأشارَ إشارة ناعمة إلى العَلَم، وأظنُّ أن أحد الأبطال عفَّشه ليزرعه على ذرى الجولان والجليل. وعندي نيّةٌ مبيتّهٌ لإعادة كتابة الحكاية، لأفيَ الدجاجة حقّها من الديوك. ملخص قصة الدجاجة، عفواً الزجاجة؛ أنَّ بوطاً سوريّاً، ملأ زجاجته من زمزم طبرية في تشرين، فحفظها الأسد الأب للأسد الابن، وأقسم عليه أن يعيدها إلى البحيرة، وألا يهدرها في المتة، ثم رأيناها في صورة خطاب النصر، وقد قُدّس سرِّها! 
الزجاجة تذكّر بنكتة "الرجل الذي وراء عمر سليمان"، والمقال ماكر. كتب السلوم مقاله وكأنه مواطن بعثي، من عهد ما قبل الثورة، وكان النظام السوري قد اخترع وصفاً للمواطن الحيادي الإيجابي، والحيادي السلبي هو: المواطن البعثي، طمعاً في تدفئة الشعب كله تحت ريش دجاجة حزب البعث العرب الاشتراكي المنتوفة بمناقير الديوك الطائفية. تذكِّر الدجاجة بدعاء شهير للفنان دريد لحام، بعد أداء فقرة تمثيلية ضاحكة احتفالاً بعيد الحركة "التشليحية"، دعا للرئيس وتمنّى بجاه النبي أن تظلَّ أجنحة الحركة التصحيحية "عم تدفينا"، فنقضَ كل ما قاله في تمثيليته أنكاثاً، لقد ذكرنا الزجاجة والدجاجة، وهناك حصانٌ غائب عن الصورة، بطل حكايتنا المجهول. ما حدث أنَّ عصابات الشلّيحة وقعت في الشرك الذي لم ينصبه السلوم، فتسابقت مواقع الموالين وصفحاتهم إلى مشاركة مقاله، وكأنه حقيقة، حتى أنَّ صحيفة روسية رصينة نشرته، ووقعوا في شرِّ حفرةٍ لم يحفرها أحد.
كنتُ أيام الدراسة الثانوية أسأل المعلمين: يا أستاذ، أنقذني من الضلال، هل اسم الموقعة الشهيرة بين إسبارطة وطروادة هو حصان طروادة أم حصار طروادة؟ فيفكُّر معلم الرياضيات ملياً وقد بوغت بسؤالي، ويقلِّب الأمر، فكلاهما صحيح، والفرق حرفٌ واحد، ثم يقول: حصار طروادة. لكنَّ معلم التاريخ رأى بعينه الجاحظة أنَّ اسمها حصان طروادة، والقصة معروفةٌ ومثلِّت مرات في السينما والمسلسلات. وقرأت مقالاً رائعاً لصبحي حديدي في مجلة الكرمل، رصد فيه ظلال طروادة على غزوة شوارزكوف لبغداد، وعندي أنَّ طروادة تعادل "بدراً الكبرى" لدى المسلمين. كنا صغاراً، نفهم في الحبِّ كثيراً وفي السياسة قليلاً، وقال لي جدي إنِّي عندما ولدت وفطمت قلتُ له: أريد أن أتزوج، ولم نكن قد رأينا فيلم حصان طروادة، ولم تكن صحفنا مهتمة سوى بجبهة الصمود والتصدّي الذي تغيّر اسمها إلى المقاومة والممانعة. الأسماء تتغيّر والموت واحد، سورية الأسد اسمها حالياً سورية الدبّ.
مربط الدجاجة وسدّادة الزجاجة أنَّ السلوم وجد نفسه مع هيلين وباريس وأغا ممنون جداً، يحاصر طروادة. مثله كمثل من صنع خزانة، فإذا بالرفاق يعفِّشون الخزانة كما يعفِّش جندهم الأبواط، الغسالات من بيوت السوريين النازحين لغسل أيديهم من الدماء، وقد عفَّشوا الخزانة وغنموها كما غنم أهل طروادة حصان طروادة الشهير. جدير بالذكر أنَّ التلفزيون السوري عفَّش نصاً للشاعر فادي عزام، وهو يعرض مسلسلات بعد حذف أسماء المؤلفين النازحين.
هناك فيديو شهير، لاختبار الشرف وكشف العذرية لدى المعفِّشين، عند ارتيابهم في شرف بناتهم، فتخضع لاختبارٍ عجيب، ليس عند طبيب، وليس مثل اختبار البلعة البدوية المجمّرة على النار، الامتحان؛ طاقةٌ، ثغرةٌ في جدار ضريح أحدِ الأولياء المعفِّشين لحقوق الخالق المعبود. تحاول المتهمة عبور الطاقة، فإن كانت نحيفةً عبرت وعَلَت الزغاريد فرحاً ببراءتها من القذف، وتهمة تعفيش شرفها، أمّا إن كانت بدينةً فستهرب من الفحص، وقد تخضع لصومٍ قاس، مثل الريجيم الذي خضعت له سورية، وعُفِّش شرفها بين عشيقين، روسيٌ وإيراني، ويواعدها من غير تنسيق مع وزير الخارجية البدين عشيق ثالث، وزوجها سهران مع نصري شمس الدين على الطاقة.
683A43FF-D735-4EBA-B187-3AC9E42FAE32
أحمد عمر

كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."