الخوري المسلم في الأردن

الخوري المسلم في الأردن

25 سبتمبر 2015
نادرة هي الإشكالات الطائفية في الأردن (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
تقول رواية دارجة إن عشيرتين من مدينة الكرك (جنوب الأردن) واحدة مسلمة والأخرى مسيحية، اختلفتا على مكان بناء كنيسة، وإن الخلاف بلغ ذروته، نتيجة إصرار كلتا العشيرتين على أحقيتها ببناء الكنسية على أرض تملكها، ويقال إنه وبعد أن رجحت كفة العشيرة المسيحية ناورت العشيرة المسلمة بأن أعلنت موافقتها على بناء الكنيسة في أرض جارتها المسيحية؛ شريطة أن يكون الخوري من أبنائها (مسلم)، لتكون القسمة عادلة، وهو ما لم يحدث طبعاً.

يدعي البعض أن الحادثة حقيقية، ويقول آخرون إنها خيالية نسجت كدليل على التعايش في المدينة، لتنافس قصص التعايش في المدن الأخرى التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون.
لم يتذكر أحد تلك القصة، عندما كاد العضو في البرلمان عن المقعد المسيحي في الكرك، رائد حجازين، أن يقود البلاد نحو أزمة دينية، بعد أن نشر على صفحته على "فيسبوك" رواية تاريخية مختلف عليها عن أن خالد بن الوليد تزوج زوجة مالك بن نويرة، بعد قتله لزوجها مباشرة دون أن تتم عدتها.

الرواية التي يكررها كثيرٌ من المسلمين لم تكن السبب في الأزمة، بل تعليق حجازين الذي قال فيه "قال لها (خالد بن الوليد) ..العدة عند الميكانيكي!". قامت الدنيا ولم تقعد على النائب، الذي لم يغفر له اعتذاره، وأن له أخوة من الرضاعة مسلمين، وأنه كان قبل أشهر قليلة يتحدث باسم التآخي الإسلامي المسيحي يوم ألغت الكنائس في الكرك احتفالاتها بعيد الميلاد، تضامناً مع الطيار معاذ الكساسبة الذي كان مأسوراً يومها لدى (داعش)، قبل أن يحرق لاحقاً.
ما اقترفه النائب، والجدل الذي تبع تعليقه غير المسؤول، أغضب الملك عبد الله الثاني الذي استهجن صراحة أن يسمع في مملكته "طخ من مسلم على مسيحي أو مسيحي على مسلم"، بشكل لم تشهده البلاد من قبل، محذراً من الانجرار إلى ما انجرت إليه دول الجوار.

انتهت قصة النائب حجازين بالنسيان تماماً كما تنتهي جميع القصص في الأردن، وذلك بعد أن استغلها البعض وحركوا الرأي العام حولها لمصالح شخصية، فعالجوا الخطأ بالخطأ.

المساهمون