الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة.. معتقدات خاطئة

الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة.. معتقدات خاطئة

13 مارس 2017
+ الخط -

العلاقة الجنسية بين شريكين ليست مجرد وسيلة لحفظ النوع عن طريق التكاثر، إنما نافذة على الآخر بحميمية أكثر وبمزيج من القرب والمشاعر العميقة واكتشاف الجسد؛ ولا يستثنى من التمتع بهذا الحق ذوو الاحتياجات الخاصة الجسدية أو العقلية الذين يعانون من نظرة مجتمعية متجاهلة لاحتياجاتهم وحقوقهم الجنسية وما يُثار حولها من خرافات.

يعتقد بعضهم، مخطئين، أن الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة تنتهي بمجرد إصابتهم بإعاقة ما أو ولادتهم بها. والاستمتاع بعملية جنسية، سواء فرديًا أو من خلال علاقة حميمة، له فوائد عدة يحق للجميع التمتع بها بل ومساعدتهم بكل السُبل (التعليمية والعلاجية) في الحصول عليها. من هذه الفوائد: تحسين أداء الجهاز المناعي، وتحسين الرغبة الجنسية للحفاظ على حياة جنسية أفضل وأطول، وتحسين التحكم بالمثانة عند المرأة، وخفض ضغط الدم. فالعملية الجنسية بمثابة تمارين رياضية فعالة، تقلّل خطر النوبات القلبية وتخفف الشعور بالألم وتقلل احتمالية الإصابة بسرطان البروستات، كما تُحسن النوم وتخفف الشعور بالإجهاد والقلق.

لأسباب مختلفة، يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة من اعتبارهم جميعًا مجموعة واحدة؛ ما يُخالف حقيقة تفرد كل منهم بتجربته الخاصة ومنظوره الخاص، كما يعانون من حواجز جسمانية وعاطفية ونفسية تُمثل أكبر عائق في سيبل تعبيرهم الجنسي الكامل ويعانون من ممارسة التمييز ضدهم "كونهم ذوي احتياجات خاصة". ومن الخرافات الشائعة حول سلوكهم الجنسي، ما يلي:


ذوو الاحتياجات الخاصة والمصابون بالأمراض المُزمنة أناس غير جنسيين
البشر جميعهم جنسيون، بصرف النظر عن الكيفية التي يعبرون بها عن سلوكهم الجنسي. يُحرم ذوو الاحتياجات الخاصة من حقوقهم الجنسية كما لو كانوا أطفالًا؛ ويرجع ذلك للصورة الأحادية الشائعة عن التعبير الجنسي المتداولة في السينما والتلفزيون، لكن في واقع الأمر هم قادرون على التمتع بحياة جنسية بطرق متنوعة كأي شخص آخر.


ذوو الاحتياجات الخاصة غير مرغوبين ولا يمتلكون جاذبية جنسية
تربينا وفق اعتقاد بأن الجنس للمفعمين بالشباب والجميلات كعارضي الأزياء، أمّا غيرهم فلن يجدوا شريكًا جنسيًا؛ لأنه لا يلبي تلك المعايير غير الواقعية. ولأننا محاطون أغلب الوقت بصورة الموديلز المرغوب فيهم جنسيًا أخذنا في تصديقها والتساؤل هل نبدو جذابين وجديرين بالحب في أعين الآخرين.


تتطلب ممارسة الجنس طريقة معينة وما عاداها خاطئة
هي أحد أكبر الأكاذيب التي توارثناها عن الجنس. في الحقيقة لا توجد قواعد لممارسة الجنس كالتي يقول بها البعض "يجب أن تكون ممارسة الجنس عفوية" وهذا يصعب على ذوي الاحتياجات الخاصة ويتعارض مع حقيقة تخطيطنا جميعا المتفاوت للعملية الجنسية.


ذوو الاحتياجات الخاصة ليس بمقدورهم الاستمتاع بعملية جنسية حقيقية
افتراض وجود طريقة محددة لممارسة الجنس بـ "أنها حقيقية" واعتبار مخالفتها بمثابة حرمان من التمتع بعملية جنسية حقيقية ينافي تمامًا الواقع المسكوت عنه.


ذوو الاحتياجات الخاصة لديهم أشياء أخرى أهم من الجنس ليقلقوا بشأنها
يختلف تقييم كل منا للجنس، فهو بالنسبة للبعض أهم شيء في حياتهم. فإذا كنت من ذوي الاحتياجات الخاصة أو مُصاب بمرض مزمن ستجد كثيرين حولك يخبرونك بأن هنالك أمورًا شتى غير الجنس تستحق اهتمامك وأنه ترف ليس بمقدورك. وهذه خرافة فلا يحق لأحد أن يملي عليك طريقة ترتيب أولوياتك.


ذوو الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون للتثقيف الجنسي
إننا جميعًا جنسيون وبالتالي نحتاج للتثقيف الجنسي؛ ما يساعد الناس على اتخاذ قرارات واعية حيال حياتهم الجسدية وطرق الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، ولا يعد التثقيف الجنسي لذوي الاحتياجات الخاصة مصدرًا لتحفيز ممارسة الجنس كما يدعي البعض.

يُنصح ذوو الاحتياجات الخاصة بالتحديد "ذوي الإحساس المحدود" في المناطق الجنسية التقليدية بالتحدث مع شركائهم حول العديد من الطرق للوصول لمتعة جنسية لا تعتمد على المناطق التناسلية أو طرق لا تتضمن الإيلاج، ويمكن ذلك من خلال تبادل لمس مناطق في الجسم مثل الخد أو الرقبة أو ظهر اليد واستخدام جميع الحواس كذلك استخدام العطور والشموع والموسيقى وتهيئة جو يساعد في الوصول لمتعة جنسية. طرق المتعة الجنسية لا تقتصر على تبادل سوائل الجسم ولا على أوضاع معينة أو تقليدية.

وفي حالات إصابة الحبل الشوكي وانعدام الشعور تحت الخصر يمكن للعصب المبهم تجاوز الحبل الشوكي حاملاً الدفعات العصبية مباشرة من الأعضاء التانسلية إلى العقل مُحدثًا هزة الجماع "النشوة" بدون الحاجة إلى إيلاج وباستخدام أدوات جنسية مخصصة لذلك.

ترى المعالجة الجنسية سيو نيوسم أن دورها هو "مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في اكتشاف متعتهم الجنسية والاعتراف بها" وتضيف: "لا يتكلم مختصو الرعاية الصحية عن الجنس، ويتصرفون كما لو كان ذوو الاحتياجات الخاصة ليسوا بحاجة إليه"، ولكنها تعتقد أن الموقف أخذ في التحسن فتقول "منذ سنوات قليلة مضت، لم يكن تناول الجنس جزءًا من عملية إعادة التأهيل بعد حادث ما، لكن لحسن الحظ يتغير ذلك الآن".