الجولانيّ: سنفشل مقررات مؤتمر الرياض ولن نسمح بهدنة الغوطة

الجولانيّ: سنفشل مقررات مؤتمر الرياض ولن نسمح بهدنة الغوطة

12 ديسمبر 2015
الجولاني: جبهة النصرة تقاتل الأسد وحزب الله (Getty)
+ الخط -
قال زعيم تنظيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني"، إن "جبهة النصرة لم تُدعَ إلى مؤتمر توحيد المعارضة السورية في الرياض ولن تقبل إن دعيت، كما أنّها لن تلتزم بأي من مقررات المؤتمر، بل ستعمل على إفشالها".

ورأى الجولاني في مؤتمر صحافي جمعه بإعلاميين تابعين لعدة قنوات تلفزيونية، أنّ "مؤتمر الرياض، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمؤتمر فيينا، ويعدّ الخطوة الأولى والتنفيذية لتثبيت بنوده التي لا تصب بصالح الشعب السوري، من إبقاء رئيس النظام "بشار الأسد" ودمج المعارضة مع النظام وقتالهما للنصرة وفرض هدنة على أهل البلاد"، موضحاً أنّ "التمثيل الأكبر في المؤتمر هو للائتلاف الوطنيّ، رغم أنّه لا يسيطر على شيء في الواقع، إلى جانب وجود هيئة التنسيق المعارضة التابعة للنظام، بينما تحظى الفصائل المسلحة بتمثيل ضعيف جداً وتتعرض للضغط"، معتبراً أنّ "هذا المؤتمر خيانة لدماء الشهداء ومؤامرة ستلتف على أهل الشام، ويجب العمل على إفشال هذه الاجتماعات لأجل أكثر من مليون قتيل على أرض الشام وملايين المنازل التي هدمت".

وبحسب الجولاني، فإنّ "مؤتمر الرياض لا يملك مقومات النجاح، ولو حقق نجاحاً فهو بمعنى أو آخر يجرّد أعداء النظام (المعارضة) من أسلحتهم أو يجندها لصالحه".

وحول علاقة النصرة مع الفصائل المعارضة التي حضرت المؤتمر، قال، إنّ "كل من ذهب للرياض ليس لديه القدرة على تنفيذ أي شيء على الأرض، فمعظم الفصائل ليس لديها سيطرة فعلية على جنودها، ولو أعطت كلاماً بالموافقة".

وكشف أيضاً أنّ "النظام يخسر كل ستة أشهر إحدى مناطقه، فهو لا يسيطر إلا على عشرين بالمائة من الأراضي السورية، بعدما فقد قوته كدولة وتحول إلى مجموعة من الفصائل، كما أنّ ما تملكه الفصائل المعارضة في المناطق المحررة من أسلحة أكثر مما يملكه النظام".

وأضاف أنّ "التدخل الروسيّ جاء لإعادة إحياء النظام، ليس للمحافظة عليه كونه في حكم المنتهي، إلّا أنّه لم يغير شيئاً في المعادلة، فحققت المعارضة تقدماً من محاور اللاذقية وحماه وريف حلب الجنوبيّ، وسط محاولات فاشلة من النظام وروسيا لاستعادة سهل الغاب، وفتح جبهات جبل الأكراد والتركمان دون تحقيق أي خرق، ووقوع أكثر من 500 قتيل في صفوف هذه المليشيات"، مشيراً إلى أنّ "دخول روسيا في سورية حذر وخجول بأهداف محددة ومعينة".

اقرأ أيضاً: مجزرة بغاراتٍ روسية على دير الزور واستهداف لمخبز بالأتارب

وفي ما يتعلق بالهدن مع النظام، اعتبر زعيم جبهة النصرة أنّ "من يدعو إلى الهدن يمهد لمؤتمر الرياض، فالهدنة خطوة أولى نحو الاستسلام، ونحن نسعى لعرقلة هدنة الغوطة ولا نقبل بها ولا يمكن أن تسير ونحن متواجدون هناك، فالغوطة رمز كبير للجهاد وتملك القدرة على القتال، بينما الزبداني منطقة بأقصى دمشق والناس فيها فقدوا القدرة على مقاومة النظام، فجاءت هدنة الفوعة - الزبداني لإنقاذ الأطفال والنساء"، لافتاً إلى أنّ "جبهة حماه فُتحت قبل جبهة الساحل نتيجة تشاور وتقدير مصالح معينة، فالعمل بالساحل مستمر ومتزامن مع العمل في حماه واستطعنا امتصاص الصدمة الأولى للتدخل الروسيّ ولا نعتقد أن لديهم المزيد".

وأكّد الجولاني أنّ جبهتي الساحل وجورين ليستا خطاً أحمر بسبب وجود أقلية علوية، فقرار جبهة النصرة داخلي ولا يُملَى عليها أي شيء لا من الداخل ولا الخارج"، مضيفاً أنّه "لا يشغل النصرة في درعا سوى القتال مع لواء شهداء اليرموك التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وبحسب المصدر، فإنّ "جبهة النصرة تقاتل النظام وتأخذ منه آلياته الثقيلة وأسلحته فلا تدعم أي جهة بهذه الآليات، أي أننا نتغذى من عدونا ثم نقاتله بأسلحته ونحن من أكثر الفصائل التي تملك آليات ثقيلة، والمال أيضاً في غالبه من الغنائم وهناك بعض الأشياء التجارية".

أمّا بالنسبة للمنطقة الآمنة، فرأى الجولاني أنّ "الموضوع معقد أكثر مما يجب فهناك رفض أميركي، وتركيا لا تستطيع دون إذن أميركي، كونها لا تريد كياناً كردياً وأميركا تدعم هؤلاء الأكراد، لكن ينبغي أن يعلم الناس أن المنطقة الآمنة هدفها حماية الأمن القومي التركي".

وفي سؤال حول صفقة تبادل الأسرى، أوضح، أنّ "هؤلاء الجنود أسرناهم ضمن معركة، أي أننا كنا في حالة حرب وقتال، وما يهمنا إخراج بعض المظلومين والأسرى في السجون وكذلك النساء، وأهدافنا تمرير بعض المواد الغذائية للنازحين هناك والممرات الآمنة للأشياء المتعلقة بالمواد الطبية، لكنّه معيب بحق الدولة اللبنانية أن يكون ثمن التفاوض هو معبر طبي للنساء والأطفال وتحرير نساء"، معتبراً أنّ "حزب الله اللبنانيّ هو من ورط الجيش اللبناني في هذه المعركة، وهو المعرقل الذي مدّ في أسر الجنود اللبنانيين".

ووفق الجولانيّ، فإنّ "جبهة النصرة لا تملك أي علاقة مع قطر أو تركيا، لكن لا يخفى أن تركيا وقطر والسعودية تدعم بعض الفصائل المعارضة ونحن لنا علاقة مع هذه الفصائل".

وفي سياق حديثه مجدداً عن فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة، قال زعيمها إنّ "هناك من يصور أن ارتباطنا بالقاعدة يمنع إسقاط النظام وهذا ليس صحيح، وذكرنا أن التصنيف الدولي للجماعات ليس له علاقة بالقاعدة، وكوريا الشمالية مثال على ذلك، فمشكلة الغرب مع الفصائل في الفكر الذي تحمله، وسواء كنا مع القاعدة أم لا فلن نلتقي مع الغرب وسنستمر بالجهاد ونحن غير معنيين بقتال غير الأسد وحزب الله، في ظل أنّ الصراع مدوّل في سورية".

اقرأ أيضاً: روسيا تنتقد مؤتمر المعارضة السورية بالرياض

المساهمون