الجريمة الإعلامية المنظمة

الجريمة الإعلامية المنظمة

16 يوليو 2019
+ الخط -
لماذا أصبح بعض الإعلام في تونس، وفي معظمه، عنصر هدم لا بناء؟ وأصبح أداة بيد مافيا الفساد التي تتلاعب بمشاعر الناس وتتاجر بنكباته وأزماته، إذ ما يجري جريمة إعلامية منظمة.
لنعد بالزمن إلى الخلف، أيام ترأس البلاد المنصف المرزوقي، الذي عانى من الفبركات والكذب والتضليل، بهدف تشويه صورته أمام الشعب، حيث أحدثوا بلبلة وهدّدوا الأمن القومي للبلاد، متعمدين أو غير متعمدين.
عن أي إعلام نتحدث؟ إعلام تحزّب واصطف خلف انتماءات سياسية، وخضع لإملاءات المافيا الداخلية والقوى الخارجية. عن أي إعلام نتحدث؟ إعلام يمارس الفتنة حتى بين الفنانين والمثقفين والنخب التونسية، ما أفرز لخبطة في المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي.
لقد أصبح بعض الإعلام في تونس جزءاً من غرفة العمليات التابعة للعصابات السياسية، ومدعوماً بالمال الفاسد، الذي أفسد البلاد والعباد، لذلك لم يعد يصدقهم أحد. لأنّ المتلقي لم يعد غبياً أو عبيطاً أو مغفلاً، بل أصبح يحلل ويناقش ويفكر، ومن ثم أظهر المجتمع التونسي أنه قوي. ولهذا كله، فإن كل هذا التشرذم في المشهد الإعلامي، أصبح وبالاً وكارثة كبيرة.
نحن أمام مشهد إعلامي يتغير بتغير الوجوه في السلطة، حتى في معالجتهم للملفات الحسّاسة أو الكوارث أو الأحداث الإرهابية، حيث نلاحظ وجود هوّة كبيرة بين المتلقي الذي يستنجد بشبكات التواصل الاجتماعي لسرعة الخبر، ثم تتناقله أمام إعلام عاجز عن مجاراة المستجدات والتطورات. والطامّة الكبرى، أنه لا يستفيد من أخطائه، ولا يتّعظ من الدروس التي تقدم لهم والنصائح.
وزادت الطين بلة الصراعات بين داخل المؤسسات الإعلامية نفسها وبين المؤسسات وداعميها، وبين الصحافيين أنفسهم. نحن أمام ممارسات رخيصة تؤثر على الذوق العام، أليس هذا جريمة إعلامية منظمة وتستحق المحاسبة والعقاب، وأخذ قرارات مهمة وإجراءات زجرية ضدّ كل وسيلة تسيء استخدام فضائها ومجالها، إمّا للفتنة، وإما النعرات الجهوية أو السقوط الأخلاقي، لأنها مسيسة وتعمل وفق مصالح مافيا معينة، ما سهّل شراء أصواتهم وأقلامهم وسهّل شراء ذممهم.
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
72C9A82E-E6AE-4A2E-8BAC-B8DD352326AD
أحلام رحومة (تونس)
أحلام رحومة (تونس)