التضخم جزء من يومياتنا

التضخم جزء من يومياتنا

03 نوفمبر 2014
الاسعار بين الطلب والعرض (حسن عمار/ فرنس برس/getty)
+ الخط -
قد يكون تعبير "تضخم الأسعار" ليس شعبياً، أو غير متداول على نطاق واسع بين الناس، لأنه من ضمن أبجدية الاقتصاديين المتخصصين. لكن ‏تبسيط مفهومه يقودنا إلى فهم التضخم على أنّه يعبّر عن نسبة ارتفاع الأسعار. ‏كل الأسعار، بدءاً بالحاجيات الأساسية البسيطة بلوغاً إلى الكماليات غير ‏المطلوبة من كل الفئات الاجتماعية.‏
ويمكن تعريف أسباب التضخم على أنّه عبارة عن نسبة التغيير في أسعار ‏الاستهلاك، نتيجة التغيير المفاجئ في الطلب من جهة والعرض من ‏جهة أخرى. إذ حين يتم عرض سلعة في السوق بحجم يفوق الطلب عليها، يتشكّل التضخم. أو حين يكون الطلب أكبر من العرض كذلك يتشكل التضخم. كما قد يكون ‏سببه ارتفاع الطلب بسرعة أو انخفاض العرض بالدرجة نفسها.‏
كما أنّ التضخم هو انخفاض في قيمة العملة المحلية في البلد. فعندما تزداد كمية النقد التي ‏يتداولها الناس بسرعة تفوق حجم المنتوجات التي يستطيعون ‏شراءها، فإن العملة تفقد من قيمتها.‏
ومثال على ذلك، إذا كان الدولار في الولايات المتحدة الاميركية يشتري كيلوغراماً من السكر، ثم انخفضت القيمة الشرائية للدولار بعد سنة، ليصبح ثمن ‏كيلو السكر ما يعادل 15 دولاراً مثلاً، فهذا يعني أن التضخم شهد ارتفاعاً كبيراً.
كما أنّ تخفيض الفوائد المصرفية قد يكون من العوامل الأساسية ‏التي تؤدي مع الوقت إلى ارتفاع التضخم، ذلك لأن القروض المصرفية ‏ستصبح في متناول الناس لأنه من السهل الحصول عليها لاستخدامها في ‏الاستهلاك. ما يعني بالنتيجة توافر المال بين أيدي المستهلكين بكثرة، ما يقود إلى تدني ‏قيمة العملة وقدراتها الشرائية.‏
هكذا، يتأثر الناس بالتضخم من خلال انخفاض قدرتهم الشرائية، بسبب ‏ارتفاع الأسعار أو انخفاض قيمة العملة. ما يعني أنّ المبلغ ذاته الذي ‏كانوا يستخدمونه لشراء حاجياتهم، لم يعد يكفيهم بعد حدوث التضخم. وتصبع العملة أقل قيمة ‏مما كانت عليه في السابق.‏
وتكون أولى نتائج التضخم، انخفاض الاستهلاك بالدرجة الأولى، الذي ‏يقود حتماً إلى تباطؤ الحركة الاقتصادية، وبالنتيجة تراجع في النمو الاقتصادي العام، ما ‏يستدعي تدخل السلطات الرسمية. وهنا تضطر المصارف المركزية إلى ‏التدخل بشكل مباشر للجم التضخم ومنعه من تسجيل أرقام تصاعدية، لا ‏سيما أنّ دور هذه المصارف هو تحقيق استقرار الأسعار.‏
ويكون تدخل المصارف المركزية من خلال رفع الفوائد على الودائع ‏المصرفية من باب جذب مودعين جدد، ورفع كلفة الاستدانة للحد من القروض المصرفية ومن تكاثر النقود بين أيدي ‏المستهلكين.‏

المساهمون