البرازيل تتخطى المليون إصابة بكورونا والعالم يدخل "مرحلة خطيرة"

البرازيل تتخطى المليون إصابة بكورونا والعالم يدخل "مرحلة خطيرة"

20 يونيو 2020
يتوقع تخطي البرازيل 50 ألف وفاة (دوغلاس مانيو/فرانس برس)
+ الخط -
تخطّت البرازيل، الجمعة، عتبة المليون إصابة بفيروس كورونا، في مؤشّر على تواصل تفشي الوباء في العالم الذي دخل "مرحلة خطيرة"، مع بدء الدول رفع إجراءات العزل، وفق ما أكّدت منظمة الصحة العالمية. وقبل البرازيل، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تجاوزت عتبة المليون إصابة. 

وستتخطى البرازيل، الدولة العملاقة في أميركا اللاتينية، على الأرجح عتبة الخمسين ألف وفاة بعد أن بلغ عدد الوفيات بالفيروس على أراضيها 48954 الجمعة، ما جعلها ثاني دول العالم الأكثر تضرراً جراء كوفيد-19، من حيث عدد الوفيات. ومنذ مطلع يونيو/حزيران، سجّلت البرازيل التي أصبحت البؤرة العالمية الجديدة للوباء، أكبر عدد من الإصابات (518 ألفاً) والوفيات (19 ألفاً) في العالم، وفق تعداد لوكالة فرانس برس. وفي حين تباطأ تفشي الفيروس في أوروبا، حيث يتواصل رفع إجراءات العزل، يستمرّ الوباء في الانتشار بلا هوادة في أميركا اللاتينية. 

وأعلنت الحكومة المكسيكيّة أنّ حصيلة الوفيات بالوباء في البلاد تجاوزت الجمعة، عتبة العشرين ألفاً، مشيرة أيضاً إلى تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة جديدة بالفيروس في يوم واحد. وتزامناً مع ذلك، أرجأت سلطات مكسيكو لمدّة أسبوع استئنافَ الأنشطة الاقتصاديّة في العاصمة، الذي كان مقرّراً في الأصل يوم الإثنين، وذلك في محاولة لتقليل عدد الإصابات بالفيروس وعدد الأشخاص الذين يتمّ نقلهم إلى المستشفيات.

ألفا وفاة 

سجّلت كولومبيا من جهتها، الجمعة، عدد وفيات قياسي، 95 وفاة في يوم واحد، متجاوزة عتبة الألفي وفاة منذ بداية تفشي الوباء. ولا يزال الوباء يتفشى في أجزاء أخرى من العالم. وسجّل المغرب 539 إصابة جديدة بالمرض، في أعلى حصيلة يومية منذ الإعلان عن أول إصابة في المملكة مطلع آذار/مارس. إلا أنّ ذلك لم يمنع الحكومة المغربية من الإعلان، الجمعة، عن تخفيف جديد للقيود السارية منذ منتصف آذار/مارس. وهذا ما يثير قلق منظمة الصحة العالمية التي حذّرت الجمعة من أنّ العالم دخل "مرحلة خطيرة". 


وأعلن مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنّ "الفيروس يواصل التفشي سريعاً، ويبقى مميتاً، ولا تزال غالبية الناس عرضة له". وأشار إلى أنّ المنظمة أحصت الخميس أكثر من 150 ألف إصابة جديدة في العالم، وهو العدد الأعلى للإصابات خلال يوم واحد، منذ بدء تفشي الوباء.

"مرحلة جديدة وخطيرة" 
وأودى الوباء بحياة 456 ألف شخص (بالإضافة إلى أكثر من 8.5 ملايين إصابة) في العالم حتى الجمعة، وفق أعداد رسمية جمعتها "فرانس برس"، لكن الخبراء يعتبرون أنها أقلّ بكثير من الأعداد الواقعية. وقال غيبريسوس: "الكثير من الناس، تعبوا بالتأكيد من البقاء في بيوتهم. الدول ترغب في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها". لكنه حذّر من أنّ إنهاء إجراءات العزل أو القيود "أدخل العالم مرحلة جديدة وخطيرة".
أوروبا التي هي في خضمّ مرحلة رفع تدابير العزل، معنية بشكل خاص بهذا التصريح. فقد دعت السلطات الصحية الإيطالية الجمعة إلى التحلي بـ"الحذر" بعد أن سجّلت الأسبوع الماضي "إشارات إنذار مرتبطة بعدوى" كوفيد-19، خصوصاً في روما، مشيرة إلى أنّ معدّل "انتقال الفيروس لا يزال مرتفعاً".
من جهتها، أعلنت الحكومة الفرنسية، ليل الجمعة -السبت، إعادة فتح دور السينما والكازينوهات اعتباراً من الاثنين، مضيفةً أن الملاعب الرياضية ستستقبل من جديد الجمهور، اعتباراً من 11 تموز/يوليو، لكن بعدد محدود لا يتجاوز الخمسة آلاف شخص. وأضافت الحكومة الفرنسية أنه يمكن اتخاذ قرار إعادة فتح الملاهي الليلية والمعارض واستئناف رحلات السفن السياحية العالمية "اعتباراً من سبتمبر/أيلول"، إذا واصل الوباء تراجعه.

وهذه ليست الحال في أوكرانيا، حيث تنبغي إعادة فرض تدابير عزل أكثر صرامةً في جزء من البلاد، إذ إنّ تفشي الوباء يتسارع منذ رُفعت الكثير من القيود في 11 مايو/أيار. وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن تفشي الوباء، عقد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة اجتماعاً عبر الفيديو، لكن لم يُتّخذ أي قرار خلاله. إلا أنهم اتفقوا على اللقاء في منتصف يوليو/تموز في بروكسل، لعقد اجتماع مباشر، من أجل التوصّل إلى اتفاق بشأن خطة إنعاش اقتصادي هائلة. وسيشكّل الاتفاق بشأن خطة الإنعاش بقيمة 750 مليار يورو، المخصّصة لإخراج القارة العجوز من ركود تاريخي، مرحلة مهمة في البناء الأوروبي، لأن هذا المبلغ سيكون مقترضا، للمرة الأولى، باسم الاتحاد الأوروبي في الأسواق.


(فرانس برس)

المساهمون