الانتخابات السورية "المهزلة" في عيون الصحف الأوروبية

الانتخابات السورية "المهزلة" في عيون الصحف الأوروبية

03 يونيو 2014
تساءلت "دير شبيغل" متى تتدخل القوى الغربية؟ (الأناضول)
+ الخط -

تصدّرت الانتخابات السورية، عناوين الصحف الأوروبية التي أجمعت على أنها ليست سوى مهزلة تعبر عن رغبة النظام في إجبار القوى الغربية على الانصياع لرغباته. وعنونت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن "الانتخابات السورية تحول دون حدوث أي انتقال ديمقراطي"، فكتب كبير محرري شؤون الشرق الأوسط فيها، بنجامين بارثي، أنه "لم يكن أحد يظن بعد ثلاث سنوات من اندلاع الثورة السورية، أن بشار الأسد سيظل على رأس السلطة، ويستعد لولاية ثالثة، وأن تقوم الملايين من أسر الثكلى والمنفيين والمشردين بانتخاب جلادهم من خلال انتخابات صورية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش".

وتوقف بارثي عند مفارقة أن البعثات الخارجية التي طُلبت لمراقبة الانتخابات، "كلها من بلدان حليفة لدمشق، ولا تعرف أي ممارسات ديمقراطية مثل إيران وروسيا، وأوغندا وفنزويلا وطاجكستان". ورأى أن الخوف من انتقام النظام هو حافز كافٍ للذهاب إلى مراكز الاقتراع مثلما حدث أمام السفارة السورية في لبنان، "ما يجعل المحللين يرون أن هذه الانتخابات موجهة إلى الرأي العام العالمي والدول الغربية كجزء من استراتيجية دفاعية، مثلما أوضح الليبرالي ميشيل كيلو، قائلاً إن هذه الانتخابات تعد رسالة من النظام إلى المجتمع الدولي بنسيان أي أمل في التحول الديمقراطي".

وفي السياق، ينقل بارثي عن دبلوماسي فرنسي قوله إن هذه الانتخابات تُعد "امتداداً سياسياً للهجوم العسكري الحالي، فهي وسيلة لإغلاق الباب أمام أي خطة لإحلال السلام".

ومن وجهة نظر "لوموند"، تكمن فائدة هذه الانتخابات في تحريك عملية المفاوضات؛ وتقول الصحيفة الفرنسية الأعرق إنه "بعدما نجح النظام السوري في حمل الأخضر الإبراهيمي على الاستقالة إثر جولتين من المفاوضات في جنيف، أضحى في موقف حرِج لأن الحملة الرئاسية لبشار الأسد شهدت تباهياً بأن النظام هو من قضى على خطة السلام للدبلوماسي الجزائري، مما دفع بالروس والأميركيين إلى الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون ذات سلطات تنفيذية". لكن الصحيفة تستدرك بأن القوى الغربية "استمرت في محاولتها إزاحة الأسد، وهو ما عكسته المفاوضات الأخيرة التي جرت أخيراً بين الرئيس باراك أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الائتلاف الوطني أحمد الجربا".

أما الصحافة الألمانية، فتناولت الوضع من زاوية مختلفة، إذ عنونت "دير شبيغل" مقالها بـ"الانتخابات في سورية ــ عدم مبالاة القوى الغربية"، طارحةً عدداً من الأسئلة مثل: ما هو مستقبل سورية بعد هذه الحرب الأهلية وتجاهل القوى الغربية ما يجري هناك؟ لماذا لم تتجاهل هذه القوى العراق المجاور مع أن الوضع في سورية أكثر تعقيداً؟ متى تتدخل القوى الغربية؟ ما هو مقدار نفوذها في سورية؟ ما مقدار نفوذها على حلفاء الأسد مثل إيران وروسيا وحزب الله؟

وشددت الصحيفة الألمانية على أن بروكسل شهدت أول هجوم "إرهابي" (قبل يومين) مصدره سورية، "ما يؤكد أن عدم مبالاة القوى الغربية سيكلفها غالياً، وستظهر السنوات المقبلة العواقب الوخيمة التي ستواجه هذه القوى لأن الأزمة في سورية هي تجسيد لفشلنا المزري".

وتوقعت "دير شبيغل" أن تكون أشد العواقب التي سيكون على القوى الغربية مواجهتها حقيقة أن "المجاهدين الأوروبيين عددهم أكبر مما شهدته حروب يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق مجتمعةً، ما يوحي بأن الحرب السورية تؤثر مباشرة على أوروبا".

بدورها، أشارت صحيفة "إندبندنت"، تحت عنوان "إقبال الناخبين السوريين على الانتخابات الخادعة"، إلى أن هذه "أول انتخابات تعددية منذ أكثر من 40 عاماً وسط حرب أهلية طاحنة".

أما صحيفة "غارديان"، فوصفت الانتخابات بـ"المسرحية الهزلية"، ورأت أنها "أثرت في روح الثوار الذين طالما وقفوا ضد حكم بشار الأسد"، واعتبرت أن "معظمهم بدأوا يفكرون في الهجرة والخروج من سورية". في المقابل، ركزت "ديلي تلغراف" على الخوف الذي يشعر به السوريين إزاء الذهاب إلى مراكز الاقتراع.