الإجراءات المؤقتة لا تحدّ من التلوّث

الإجراءات المؤقتة لا تحدّ من التلوّث

08 مايو 2016
التلوّث يعود دائماً في اليوم التالي (Getty)
+ الخط -

قبل أسابيع نفذت سلطات العاصمة المكسيكية، مكسيكو، حالة طوارئ خاصة بتلوّث الهواء استمرت أربعة أيام. كان التحذير الأخطر منذ 11 عاماً.

صدرت الأوامر بتوقف أكثر من مليون سيارة عن السير على الطرقات، بينما استمر عمل وسائل النقل العام، لنقل السكان إلى أعمالهم ومشاغلهم. طُلب من الناس البقاء في منازلهم إلى أقصى حد. وقيست مستويات الأوزون في الهواء، فتبين بعد أيام الطوارئ أنّها في مستويات مقبولة بحسب موقع "لاتين كوريسبندنت".

لكن، هل تكفي تدابير مكافحة التلوّث المؤقتة؟ هناك بعض الجدل حول ذلك. في شنغهاي الصينية، ينصح السكان بالبقاء في منازلهم في بعض الأيام ذات مستويات التلوّث المرتفعة. يعتقد الباحثون أنّ التلوّث في الأماكن المغلقة قد يكون أقل خطورة عن المفتوحة، على الأقل من حيث المركّبات العضوية المتطايرة، والكائنات الميكروبية، وثاني أوكسيد الكربون.

في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وفي التحضيرات لاستعراض عسكري بمناسبة الذكرى الـ70 لنهاية الحرب العالمية الثانية، توقفت الصين عن العمل في آلاف المصانع، وقطعت حركة السيارات إلى النصف في العاصمة بكين. وفّرت العاصمة الكبيرة الكثير من التلوّث، لكنّها عادت في اليوم التالي إلى العمل، وارتفعت مجدداً نسبة التلوّث من 17 على 500 على المعيار المعتمد، يوم التوقف عن العمل، إلى 160 على 500 مع عودة العمل إلى طبيعته بعد يوم واحد فقط.

المشكلة في التدابير المؤقتة هي أنّ التلوّث يعود دائماً. لهذا السبب، يفترض إعداد خطط طويلة الأمد ومستمرة على مدار العام للحدّ من التلوّث في جميع أنحاء العالم.

بالعودة إلى العاصمة المكسيكية، فإنّ لديها بالفعل نظام تقنين مروري يقسّم سير المركبات على الطرقات بحسب أرقام لوحاتها. مع ذلك، تحدث مشاكل مع قيام الأثرياء خصوصاً بشراء سيارتين بلوحتين تتبع كلّ واحدة خانة من التصنيف، وبذلك، يستخدمون واحدة في يوم والأخرى في يوم مختلف، ويتمكنون من تجاوز القانون. غيرهم لا يبالي بدفع الغرامات المالية.

تشمل أماكن أخرى في أميركا اللاتينية برامج تقنين لتلويث المساحات العام، منها عاصمة كوستاريكا سان خوسيه، وعاصمة الإكوادور كيتو، وساو باولو البرازيلية، والعاصمة البوليفية لاباز، والكولومبية بوغوتا، والتشيلية سانتياغو، ومختلف أنحاء هندوراس.

يشير التقرير إلى أنّ الحلّ الأكثر جدوى هو تعزيز قطاع النقل العام في كلّ بلد من البلدان، وبمختلف وسائله، خصوصاً تلك التي تشتغل على الطاقة الخضراء، أو على الأقل تنتج انبعاثات محدودة. هذا هو مفتاح الحلّ في أية بيئة حضرية كبيرة.

المساهمون