الأورومتوسطي: 400 انتهاك إسرائيلي في القدس خلال شهر نوفمبر

الأورومتوسطي: 400 انتهاك إسرائيلي في القدس خلال شهر نوفمبر

03 ديسمبر 2019
تزايدت الانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -
أظهرت معطيات رصدها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وسط تسارع محاولات إنهاء الوجود الفلسطيني، وتغيير طابع المدينة وهويتها عبر إغلاق المؤسسات ومصادرة الأراضي وتهجير السكان.

وقال المرصد الحقوقي ومقرّه جنيف، في تقريره الشهري الصادر اليوم الثلاثاء، إنّ السلطات الإسرائيلية ارتكبت 400 انتهاك لحقوق الإنسان في مدينة القدس، موزعة على 18 نمطًا، وفي مقدّمتها الاقتحامات والمداهمات بنسبة 25.8 في المائة، ثم الاعتقالات بنسبة 20.3 في المائة، فالحواجز التي تقيد حرية الحركة بنسبة 16.5 في المائة.

ووثق التقرير 25 حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من القوات الإسرائيلية في أحياء القدس، أسفرت عن مقتل الشاب فارس أبو ناب (23 سنة) في استخدام مفرط للقوة من الشرطة الإسرائيلية دون وجود أي خطر، كما أصيب 17 مواطنا فلسطينيا، بينهم امرأتان، بأعيرة مطاطية وقنابل غاز، فضلا عن إصابة العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وتعرض 14 فلسطينيا للضرب والتعنيف.

وأغلقت السلطات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي 4 مؤسسات فلسطينية، من ضمنها مؤسسة إعلامية يتخذ منها تلفزيون فلسطين الرسمي مقرًا له، في مؤشر على مضي إسرائيل في سياسة إنهاء وجود المؤسسات الفلسطينية الرسمية في القدس، ومنع أي مظاهر سيادة فلسطينية، ولو بالحد الأدنى، تكريسًا لفرض سيادتها على المدينة المقدسة.

ووثق التقرير تنفيذ القوات الإسرائيلية 103 عمليات اقتحام لبلدات وأحياء في القدس، تخللها اعتقال 78 فلسطينيا، منهم 12 طفلا، وامرأة، ووزير القدس، ومحافظها، ومدير مديرية التربية والتعليم، فضلا عن استدعاء 11 شخصًا، وفرض الحبس المنزلي على 8 على الأقل، منهم أطفال، وفرض غرامات مالية.

كما رصد تقرير "الأورومتوسطي" 20 حالة هدم، وتوزيع إخطارات بهدم منازل المواطنين وممتلكاتهم في القدس المحتلة، ترتب عليها هدم 9 منازل ومساكن، أحدها أجبر مالكه على هدمه ذاتيا لتجنب دفع غرامات باهظة، و6 حظائر، إلى جانب إخطار 10 منشآت أخرى بالهدم في إطار سياسة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين قسراً بهدف تغيير الطابع الديمغرافي في المدينة.

ووثق التقرير 4 أوامر مصادرة أصدرتها القوات الإسرائيلية استولت بموجبها على 790 دونمًا من أراضي القدس، لأغراض متعلقة بالجدار الفاصل والطرق الاستيطانية، وجاءت ضمن حملة مصادرة واسعة في الضفة طالت 6850 دونمًا.

ورصد التقرير قرارين إسرائيليين، يتعلقان بالمصادقة على خطة القطار الهوائي في القدس، وإقامة 11 ألف وحدة سكنية ضمن حي استيطاني جديد على أراضي مطار قلنديا المهجور لتوسيع مستوطنة "عطروت" شمال القدس. كما رصد مشروع قانون إسرائيلي لحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في القدس.

وقال مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأورومتوسطي، أنس جرجاوي، إنّ "موقف الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينيّة شجّع السلطات الإسرائيلية على ارتكاب مزيد من الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد قرار اعتبار الاستيطان في الضفة الغربية لا يخالف القانون الدولي".

وأضاف جرجاوي أنّ "رصد الأورومتوسطي لإجراءات السلطات الإسرائيلية في القدس بشكل منتظم، يوضّح اتخاذها خطوات متسلسلة لإنهاء الوجود الفلسطيني في المدينة عبر إزالة التجمعات السكانية بحجج مختلفة، واعتقال وإبعاد الشخصيات، وإغلاق المؤسسات الرسمية"، محذرًا من أنّ الصمت على تلك الإجراءات "يعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لتنفيذها بشكل متسارع".

وخلال الشهر الماضي، نفذ مستوطنون اقتحامات للمسجد الأقصى على مدار 20 يومًا، وبلغ عدد المقتحمين 2009 مستوطنين، عدا عن مشاركة آلاف آخرين من المستوطنين في الاقتحامات بصفة السياح الأجانب، بتنسيق كامل مع السلطات الإسرائيلية.

في المقابل، تواصل القوات الإسرائيلية فرض قيود على وصول سكان الضفة الغربية إلى القدس، وكذلك سكان غزة، وتدقق القوات الإسرائيلية في بطاقات الفلسطينيين الوافدين إلى المسجد الأقصى، وتحتجز بطاقاتهم، وتمنع أعدادا كبيرة من المقدسيين من الوصول إلى المسجد بذرائع أمنية.