اعتداء على "بازليكا" سبسطية

اعتداء على "بازليكا" سبسطية

14 أكتوبر 2017
(من آثار سبسطية)
+ الخط -

لم تكد تنتهي اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين تحت حماية قوات الاحتلال، للمنطقة الأثرية في بلدة سبسطية إلى الغرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، حتى هاجم مجهولون الموقع الأثري وأحدثوا فيه خراباً كبيراً لأهداف لا تبتعد كثيراً عما يخطط له الاحتلال الإسرائيلي.

يوما الإثنين والثلاثاء الماضيين، شهدت المنطقة الأثرية توافداً لأعداد كبيرة من المستوطنين القادمين من مختلف المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، وذلك لإقامة احتفالات وتأدية طقوس دينية بمناسبة أعيادٍ يهودية.

خلال يومي الاقتحام، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الأهالي من الوصول إلى المكان، وحظرت على أصحاب المنازل القريبة الخروج منها، كما اعتدت على أراضي المزارعين ومنعتهم من الوصول لقطاف الزيتون، وذلك تأميناً لاقتحام المستوطنين، وتمهيداً لتنفيذ السيطرة الكاملة على المنطقة الأثرية.من الموقع بعد تخريبه

رئيس بلدية سبسطية، محمد عازم أوضح لـ"العربي الجديد" أن الاعتداء حدث فجر الأربعاء الماضي، في منطقة "البازليكا" التي يزيد عمرها عن 2100 سنة، حيث اقتلعت الأحجار الأثرية وجرى تكسيرها، إلى جانب نبش المنطقة والبحث فيها.

وأضاف "إن الاعتداء الذي نفّذه مجهولون يرمي إلى عدة أهداف لمصحلة الاحتلال الإسرائيلي، أولها أن يوصل رسالة وصورة بأن بلدة سبسطية لا تستحق التاريخ والآثار الموجودة فيها، وهو ما يدعم رواية الاحتلال التي تروّج إلى أنه الأقدر على حماية هذه الآثار التي يزعم أنها يهودية، علما بأن الموقع يصنف "ج" بموجب اتفاقيات أوسلو، ولا تستطيع البلدية التنسيق لأن يكون تحت حماية فلسطينية أمنية".

ويشير عازم إلى أن منفذي الاعتداء يهدفون إلى سرقة الموقع والآثار الموجودة فيها وبيعها للاحتلال الإسرائيلي، حيث أن هناك تجاراً يشترون الآثار بأسعار باهظة لعرضها في متاحف إسرائيلية مليئة بالقطع التي سُرقت أو صودرت أو بيعت من المنطقة الأثرية في سبسطية، حيث أن هذه المتاحف توثّق وتسجّل على القطع الأثرية اسم بلدة سبسطية التي أخذت منها.

إضافة إلى ذلك، مثل هذه الأعمال مرتبط بالمشروع الإسرائيلي الأخير الذي ينوي ربط الموقع الأثري في البلدة بمستوطنات شمال الضفة الغربية، من خلال شق طرق وأرصفة وكامل الخدمات في الموقع الأثري، بحجة أنه متهالك وغير مرمّم وأن الاحتلال هو الأقدر على حمايته، بحسب رئيس البلدية.

وتابع عازم "إن هذا الاعتداء ليس عبثياً، بل منظم وممنهج من أشخاص مجهولين لكن عملهم معروف لمصلحة من، فقد هاجموا وخربوا موقعاً أثرياً بارزاً في المنطقة التاريخية في سبسطية، وهو وجهة الحركة السياحية فيها وأول موقع يزوره السياح فيها، في محاولة لإعطاء صورة سيئة عن البلدة".

وأكد على أن الأضرار في هذا الاعتداء لا تقدر بثمن، فلا يمكن الحديث عن خسارة مالية عند الاعتداء على موقع أثري، بقدر ما تكون الخسارة تاريخية وحضارية، حيث أن مساحة منطقة "البازليكا" ليست كبيرة، إضافة إلى أنها ذات تصميم يصعب ترميمه وإعادته كما كان عليه قبل الاعتداء.

ولفت عازم إلى أن البلدية بالتعاون مع "وزارة السياحة والآثار" قامت بفحص الأضرار ودراستها وناشدت المؤسسات من أجل العمل على إيجاد صيغة واضحة لحماية الموقع الأثري، إلى جانب أن البلدية بالتعاون مع مؤسسات البلدة وجهات العمل الوطني تعمل على إيجاد وسيلة لحماية هذا الموقع.

المساهمون