استياء من تدريب عسكري على اقتحام مسجد بحضور السيسي

استياء من تدريب عسكري على اقتحام مسجد بحضور السيسي

20 يوليو 2016
أثناء التدريب العسكري بحضور السيسي (العربي الجديد)
+ الخط -


أثار عرض تمثيلي نفذه طلاب الكلية الجوية في مصر، خلال حفل تخريج الدفعة 83 من طلبة الكلية الجوية، اليوم الأربعاء، استياءً كبيراً في الأوساط المصرية.

وبث التلفزيون المصري الاحتفال، وأظهرت إحدى الفقرات عدداً من جنود الجيش المصري يطلقون الرصاص على مجسم لمسجد، بدعوى محاربة الإرهاب.

وقال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته، إن "أخطر الحدود التي قام الجيش المصري بتأمينها، هي الحدود الغربية"، في إشارة إلى ليبيا.

ووصف الناشط هيثم أبو خليل، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، المشهد، قائلا: "صورة أفراد من الجيش المصري خلال حفل التخرج أمام السيسي وهم يطلقون الرصاص على مجسم لمسجد بدعوى محاربة الإرهاب.. مصيبة وكارثة".
بينما نشر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي الحوفي، صورة المشهد التمثيلي على صفحته على "الفيسبوك"، قائلا: "الصورة دى بثها التليفزيون المصري لحفل تخرج دفعة بأحد الكليات العسكرية، المفروض أن الدفعة تتدرب على مواجهة العدو".

وتابع قائلاً: "تخيل يا مصري أن الماكيت المفترض للعدو هو المسجد! وبيقولوا بيحاربوا الإرهاب".

وأضاف "عاوزك تراجع تصريحات نتنياهو الأخيرة اللي قال فيها أن الأنظمة في البلاد العربية أصبحت حليف لإسرائيل في مواجهة الإسلام المتطرف، هما بس علشان الإحراج سموه المتطرف"، واختتم رامي تعليقه متسائلاً: "الجيش_عقيدته_ايه؟".

تغيير العقيدة القتالية

وفيما اعتبر مراقبون المشهد معبراً عن التغيير الكبير الذي طرأ على عقيدة الجيش المصري، مسترجعين ما نشره عدد من وسائل الإعلام من "وثائق ويكليكس" مفادها بأنه خلال العقود السبعة الماضية لم يعرف الجيش المصري سوى إسرائيل عدواً، ولم ينفصل إيمان الجيش حول العدو عن إيمان جموع الشعب المصري.

واقتنع الجيش بضرورة الاستعداد المستمر لوقوع حرب تقليدية تستخدم فيها الطائرات والصواريخ والدبابات وقطع المدفعية.

وكشفت البرقيات، والتي تعود إلى 2008 و2010، أن واشنطن رغبت في تطوير الجيش المصري لتوسيع نطاق مهامه وزيادة تركيزها على التهديدات الجديدة، بينما تمسكت القاهرة بمهمة الجيش التقليدية في حماية حدود البلاد.

وجاء في برقية CAIRO 000549 بتاريخ مارس/ آذار 2009 أن "الولايات المتحدة سعت إلى إقناع الجيش المصري بتوسيع مهمته بطريقة تتواكب مع التهديدات الأمنية الإقليمية الجديدة مثل القرصنة والأمن على الحدود ومكافحة الإرهاب"، إلا أن الوثيقة أظهرت أن "القيادة المصرية القديمة قاومت جهودنا وهي راضية عن المضى في ما تقوم به منذ سنوات: التدرب على نزاع تتواجه فيه قوتان بمزيد من القوات البرية والمدرعات"، تحسبا لنزاع محتمل مع إسرائيل في المستقبل.

ورأت واشنطن أن المسؤول عن ذلك هو وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي الذي وصفته الوثيقة بأنه "العقبة الأساسية أمام تحويل مهمة الجيش".

وجاء في برقية أخرى ترجع إلى فبراير/ شباط 2010 أن إدارة أوباما قالت لمسؤولين عسكريين مصريين إن "الجيش الحديث يجب أن يكون مجهزاً بعتاد نوعي حديث وليس بكميات ضخمة من العتاد القديم"، ورد هؤلاء المسؤولون بأن "التهديدات التي تواجهها مصر مختلفة" عن تلك التي تواجهها الولايات المتحدة.

وتذكر الوثيقة أن العسكريين المصريين أكدوا أنه "يجب أن يكون لمصر جيش تقليدي قوي لمواجهة الجيوش الأخرى في المنطقة"، مشددين على أن الأولوية بالنسبة لهذا الجيش هي الدفاع عن الأراضي المصرية وعن قناة السويس.

ويرى خبراء أنه منذ عام 2014، وتكرار طلب السيسي مده بطائرات الأباتشي، تم التوافق بين أميركا والسيسي حول تغيير العقيدة القتالية للجيش نحو "مكافحة الإرهاب".
وكان عبد الفتاح السيسي قد حضر اليوم الأربعاء حفل تخرج الدفعتين 83 طيران وعلوم عسكرية جوية.

وقال في كلمته إن "الجيش المصري بدأ مهمة تأمين الحدود قبل 30/ 6 بـ6 أشهر، فكان يقوم بدوره على مدار 24 ساعة لتأمين الحدود وعلى الأخص الغربية بأماكن غير معلنة، ضد أعدائه حتى لا يتسنى لأحد أذى مصر أو المصريين".

وتابع "الجيش المصري دائما عند مستوى الثقة فيه".