احتدام المعارك حول يبرود وصواريخ تستهدف البقاع اللبناني

احتدام المعارك حول يبرود وصواريخ تستهدف البقاع اللبناني

05 مارس 2014
احتدام المعارك حول يبرود
+ الخط -

واصلت القوات السورية مساء يوم الثلاثاء هجومها على بلدة يبرود الاستراتيجية الواقعة على الحدود اللبنانية ساعية إلى تأمين الطريق بين دمشق والساحل. وقصفت القوات السورية التي يساعدها مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية، والوحدات المحلية من ميليشيا قوات الدفاع الشعبي، محيط يبرود وهي آخر بلدة كبيرة تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب الحدود اللبنانية.

ونظمت السلطات السورية يوم الثلاثاء جولة للصحفيين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة حول يبرود ومن بينها بلدة السحل التي سيطر عليها الجيش هذا الأسبوع وتقع على بعد كيلومترين الى الشمال من يبرود.

وبدت مباني البلدة سليمة، وكان التيار الكهربي موجودا، لكن المتاجر كانت مغلقة والشوارع خالية إلا من دوريات القوات السورية. وكان الجنود مسلحين بالبنادق الآلية وبعضهم يبتسم ويلوح بعلامة النصر.

وفر الألوف من يبرود والمناطق المحيطة بها بعد تعرضها للقصف الشهر الماضي تحضيرا للهجوم. ويقدر عدد سكان البلدة التي تقع على بعد 60 كيلومترا تقريبا شمالي دمشق بما بين 40 و50 ألف نسمة.

وقال ضابط سوري، طلب عدم نشر اسمه، متحدثا الى الصحفيين إن المدنيين: "يغادرون يبرود وهو ما يعني أن القتال لا يزال محدودا". وأضاف أن البعض ممن "لهم مشاكل" مع الحكومة اختاروا الفرار عبر الحدود الى بلدة عرسال اللبنانية.

وسُئل متى سيبدأ الجيش التحرك للسيطرة على يبرود فامتنع عن الإدلاء بمعلومات محددة قائلا: "نحن قلنا التوقيت يحدده الجيش وفيه سرية بالعمل.. لكن بأقل الخسائر والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة".

وتقع يبرود على الطريق السريع المؤدي من دمشق إلى حلب في الشمال وساحل البحر المتوسط الى الغرب.

وحققت القوات الحكومية تدريجيا مكاسب على طول هذا الطريق وكذلك حول دمشق وحلب في الأشهر الاخيرة وهو ما يلقي بظلال من الشك على ما يمكن أن يحققه الوسطاء في محادثات السلام في جنيف بين الحكومة وممثلي المعارضة في الخارج.

وانتهت الجولة الثانية من المحادثات الشهر الماضي دون أن يتقدم الجانبان أي خطوات حقيقية نحو الاتفاق.

وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الهيئة الأممية مصممة على إعادة السوريين إلى طاولة المفاوضات في جولة ثالثة بجنيف في أقرب وقت ممكن، وجدد عزمه بذل جهود من أجل تحقيق السلام في سوريا وفق مقتضيات جنيف2، في حين سارعت الخارجية السورية إلى إدانة هذه التصريحات معتبرة إياها غير موضوعية.

والتقى المسؤول الأممي أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وناقش معه الأوضاع السورية إلى جانب تطورات أوكرانيا، حيث دعا روسيا والولايات المتحدة لممارسة نفوذهما على النظام السوري والمعارضة لإنجاح أي مفاوضات مستقبلية.

وأوضح أن الحل الوحيد لإنهاء النزاع هو استمرار المفاوضات، وذلك على الرغم من الإعلان رسميا عن فشل مؤتمر جنيف2 الذي انتهت جلساته يوم 15 فبراير/شباط الماضي.

وقال بان إنه التقى مطولا بالوسيط العربي والأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأحد، وتطابقت وجهتا نظرهما بخصوص عقد جولة مفاوضات جديدة بأقرب وقت ممكن، وانتقد غياب "الالتزام بالحوار" من قبل الوفد الحكومي السوري داعيا إياه للعودة إلى المفاوضات بـ"موقف بناء".

وشدد على أن اتفاق 30 يونيو/حزيران 2012 بمؤتمر جنيف1 ينص على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات بالتراضي، وأن هذه هي القضية التي ينبغي الاتفاق بشأنها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جماعة معارضة مقرها بريطانيا إن "القتال في يبرود وحولها أودى يوم الاثنين بحياة عشرات الاشخاص من بينهم زهاء 17 من مقاتلي المعارضة و15 من جنود القوات الحكومية والميليشيا المتحالفة معها وأربعة على الاقل من مقاتلي جماعة حزب الله". وأضاف أن أحد مقاتلي جماعات المعارضة المسلحة قتل يوم الثلاثاء.

في الاثناء، تبنت دولة الاسلام في العراق والشام "ولاية دمشق" عبر "تويتر" إطلاق 5 صواريخ على منطقة اللبوة ردا على مشاركة حزب الله بمعارك يبرود".

وكان سجل اليوم سقوط صواريخ على منطقة اللبوة في البقاع. واقتصرت اضرارها على الماديات من دون تسجيل اي اصابات في الارواح. وعلى خلفية اطلاق الصواريخ اقفل مسلحون طريق اللبوة -عرسال، ولاحقا تمكن الجيش من إعادة فتح الطريق بالتعاون مع الأهالي. وفي سياق متصل، أطلقت مروحية سورية 4 صواريخ على جرود عرسال.

المساهمون