اتهامات إيرانية متبادلة في ذكرى احتجاجات "الحركة الخضراء"

اتهامات إيرانية متبادلة في ذكرى احتجاجات "الحركة الخضراء"

29 ديسمبر 2014
موسوي قاد احتجاجات عام 2009 (فرانس برس)
+ الخط -

عاد اسم المرشح الرئاسي السابق في إيران والمحسوب على الإصلاحيين، مير حسين موسوي، إلى الواجهة من جديد، فموسوي الذي يخضع لإقامة جبرية بسبب تزعمه لاحتجاجات "الحركة الخضراء" التي جرت في عام 2009، كتب على موقع "كلمة" الإصلاحي أخيراً أنه جاهز للرد على كل الاتهامات الموجهة إليه ولرموز الحركة أمام القضاء الإيراني.

واعتبر موسوي أن الإجراءات المتخذة بحقه وبحق زوجته، زهرا راهنورد، ليست قانونية، قائلاً إن التهم التي تُوجّه له ولأمثاله في الأوساط الإعلامية الإيرانية خلال المدة الأخيرة تأتي للتغطية على قضايا أخرى، بهدف شغل الإيرانيين عما وصفه بقضايا الفساد المنتشرة في البلاد.

وكان موسوي قد قاد احتجاجات عام 2009 التي انطلقت إبان الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران من ذاك العام، بعد تشكيكه ومناصريه في النتائج التي أسفرت عن فوز منافسه المحافظ محمود أحمدي نجاد بدورة رئاسية ثانية.

وامتدت الاحتجاجات وتغيّرت شعاراتها مع مرور الوقت، فبعدما كانت المطالبات بداية بإعادة فرز أصوات المقترعين، تحوّلت بعدها إلى انتقادات حادة لكبار المسؤولين والسلطات العليا في إيران، إلى أن جاءت ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم (في 27 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه)، فكان هذا اليوم مفصلياً في مسار احتجاجات "الحركة الخضراء".

خرج مناصرو موسوي في ذلك اليوم الذي شهد مواجهات شديدة بينهم وبين قوات الأمن الإيرانية، بعد توجيه زعماء ورموز "الحركة الخضراء" دعوات للتظاهر والاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكرّر المحتجون شعاراتهم المنتقدة لنظام الجمهورية الإسلامية. والتصقت تهمة "إثارة الفتن" بموسوي ومناصريه في هذا اليوم، لا سيما أن الاحتجاجات ترافقت مع اقتحام وإحراق بعض البنوك والمؤسسات العامة. والأهم هو تزامن الاحتجاج مع يوم عاشوراء، ما يعني هتكاً للحرمات، كما يُقال اليوم في إيران، لأن ما حصل جاء في يوم هام للغاية لدى عامة الإيرانيين، وليس فقط للمحافظين منهم.

خرجت هذه التظاهرات في عدة أماكن في المدن الكبرى كالعاصمة طهران، على الرغم من تنبيهات الشرطة الإيرانية من عدم الخروج في أيام خاصة كهذه، وهي التي حذرت المواطنين الإيرانيين الذين يحيون مراسم عاشوراء من مناصري "الحركة الخضراء"، وطلبت منهم التبليغ عن أي تحركات احتجاجية قد تنطلق من التجمّعات التي تحيي المراسم الدينية، ولكن هذا لم يقف في وجه الاحتجاج.

وهو ما أثار حنق رموز الطيف المحافظ، الذين دعوا إلى تظاهرات خرجت بعد ثلاثة أيام من ذكرى عاشوراء، فاعترض من خرجوا في عدة مدن على تصرفات مناصري "الحركة الخضراء" واستغلالهم ليوم ديني كيوم عاشوراء لطرح شعارات غير مناسبة كما قالوا.

ومنذ ذاك العام، يحيي الإيرانيون ما يسمونه بالفارسية يوم "9 دي" أي يوم الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول، فقد بات هذا اليوم يوماً مفصلياً في مسار احتجاجات "الحركة الخضراء"، وتحوّل في البلاد إلى مناسبة خاصة للاحتفال، كونه أنهى احتجاجات مناصري موسوي في الشوارع، بعد خروج مواطنين إيرانيين منتمين للطيف المعارض إلى الشارع أيضاً وفي عدة مدن كذلك.

وكتب موقع "كلمة" الإلكتروني عن هذا اليوم، أنه تمت صناعته ليصبح مناسبة تاريخية، معتبراً أن ما يُروّج له غير صحيح. ولفت أيضاً إلى أن "الحركة الخضراء" ما زالت حية على الرغم من كل ما يُسوّق له.

وفي وقت يُحضّر فيه الطيف المحافظ لإحياء هذا اليوم، تكثفت تصريحات السياسيين على المواقع الإيرانية المختلفة حول ما بات يُسمى في إيران بظاهرة "الفتنة".

فقال وزير الثقافة والإرشاد، علي جنتي، وهو المحسوب على الحكومة المعتدلة التي يقودها الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن "فتنة عام 2009 باتت خطاً أحمر في إيران"، معتبراً أنها كانت مؤامرة تحركها أيادٍ خارجية لتخريب إيران من الداخل، مضيفاً أنه "لا يمكن قبول أي مسؤول ينتمي لهذا التحرك في أي ركن من أركان النظام السياسي الإيراني".

أما النائب في البرلمان الإيراني الياس نادران، فقال لوكالة أنباء فارس الإيرانية، إن على الإصلاحيين إبداء موقفهم بوضوح إزاء ما حدث عام 2009، فالفرصة الآن مواتية لأخذ موقف ممن وصفهم بالخائنين.

كما أعلن رئيس "حملة إحياء مناسبة 30 ديسمبر" علي محمد نائيني، أنه سيتم إحياء هذه المناسبة أمام المقر السابق للسفارة الأميركية، فضلاً عن تجمّع آخر في مصلى طهران، بالإضافة إلى عرض أفلام خاصة في كل أرجاء البلاد.

يُذكر أن بعض الإصلاحيين أخذوا موقفاً معارضاً ومنتقداً لاحتجاجات "الحركة الخضراء"، وذلك بعد أشهر من انطلاق الاحتجاجات، قائلين إن الإصلاح تيار سياسي لا يخرج عن النظام الإسلامي في إيران. ولكن معظمهم لا زالوا يطالبون بإلغاء الإقامة الجبرية عن رموز هذه الحركة (مير حسين موسوي ومهدي كروبي)، في وقت لا زال المحافظون المتشددون يطالبون موسوي وكروبي بتقديم اعتذار رسمي.

المساهمون