اتهامات إسرائيلية لحكومة نتنياهو بالمسؤولية عن انفجار أوضاع غزة

اتهامات إسرائيلية لحكومة نتنياهو بالمسؤولية عن انفجار أوضاع غزة

20 مايو 2018
ماكينة الدعاية الإسرائيلية لم تتمكّن من تبرير سلوك الجيش(Getty)
+ الخط -
حمّل معلقون إسرائيليون حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن المواجهة المحتدمة بين المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة وجيش الاحتلال، محذرين من أن عدم تغيير السياسة المتبعة تجاه القطاع، "قد تفضي إلى اندلاع حرب ضارة" مع حركة "حماس". وشدد المعلقون على أن المستوى السياسي في إسرائيل، ولا سيما نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، يتجاهل تقديرات المستوى العسكري التي تحذّر من مغبة عدم العمل على تغيير البيئة الاقتصادية والإنسانية في غزة، بشكل يقلّص من فرص انفجار القطاع في وجه إسرائيل في أي لحظة.

وفي السياق، قال معلّق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، إنه على الرغم من تمكّن جيش الاحتلال من منع المتظاهرين من تجاوز الحدود يوم الإثنين الماضي، إلا أنّ "كبار قادة الجيش يشعرون بقلق شديد إزاء تبعات المواجهة الحالية مع القطاع". وأشار بن دافيد، في مقال نشره في موقع صحيفة "معاريف"، أمس السبت، إلى أن "منسوب القلق لدى قادة الجيش من تبعات التصعيد الأخير مع غزة، يفوق بشكل واضح القلق الذي ساد في أعقاب التصعيد مع إيران في سورية أخيراً"، مضيفاً "يتوجّب أن نحرص على أن يكون لعدونا في قطاع غزة ما يخسره، ففي حال ظلّت الأوضاع على ما هي عليه، فإنّ اليأس الذي يستبد بهذا العدو سيدفعه للانفجار ضدنا".

وتابع بن دافيد في مقاله أنه "في الوقت الذي يؤيد فيه جميع أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، البدائل الهادفة إلى التخفيف من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة، وضمن ذلك تدشين ميناء عائم قبالة سواحل القطاع، على اعتبار أن هذا يمنع اندلاع مواجهة جديدة مع غزة، يحول نتنياهو وليبرمان دون إجراء نقاش جدي داخل المجلس حول القضية". وأشار إلى أن "القيادات العسكرية الإسرائيلية توضح للمستوى السياسي المزايا الإيجابية التي ينطوي عليها تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع، بهدف الحيلولة دون التمهيد لاندلاع حرب جديدة مع حماس".

ووفقاً لبن دافيد فإنه "على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي بإمكانه حسم المواجهة ضد حماس بشكل أفضل مما كان في الحروب السابقة، إلا أنّ المشكلة تكمن في أن إسرائيل قد تضحّي بحياة الكثير من جنودها في الحرب المقبلة ضد الحركة، بدون أن تسهم هذه الحرب في تحسين مكانتها الاستراتيجية".


من جهته، اتهم الكاتب عكيفا إلدار، دوائر صنع القرار السياسي في إسرائيل "بالعودة إلى الأخطاء نفسها التي مهدت لاندلاع حرب 2014 ضد غزة". وأعاد إلدار في مقال نشرته النسخة العبرية من موقع "المونيتور"، أول من أمس، للأذهان حقيقة أن تقرير "مراقب الدولة" الذي حقّق في أوجه قصور الحكومة والجيش خلال حرب 2014، أوضح أن أهم مظاهر القصور تمثّلت في تجاهل المستوى السياسي الإسرائيلي التحذيرات من خطورة الأوضاع الاقتصادية في القطاع. وأوضح أن "مصلحة إسرائيل تكمن في التوصّل إلى هدنة مع حركة حماس تنزع فتيل الحرب، إلى جانب إسهامها في تحسين الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير".

أمّا حامي شليف، معلّق الشؤون الأميركية في صحيفة "هآرتس"، فقد حذّر من أن المواجهات على الحدود مع غزة "قد عملت بشكل كبير على تآكل المكانة الدولية لإسرائيل". وقال شليف في مقال نشره موقع الصحيفة أمس، إن "المشاهد التي يراها العالم من الحدود مع غزة، تجعل الكثيرين في أرجاء المعمورة يقارنون بين ما تقوم به إسرائيل، وبين السياسات التي كان يطبقها نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا".

بدوره اعتبر معلّق الشؤون العسكرية في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، أن إسرائيل "فشلت فشلاً ذريعاً في الحيلولة دون عودة غزة لتحتل بؤرة اهتمام العالم، بعد سقوط عدد كبير من القتلى برصاص الجيش الإسرائيلي". ونوّه ليمور في تحليل نشره موقع الصحيفة مساء أمس، إلى أنّ "ماكينة الدعاية الإسرائيلية لم تتمكّن من تبرير سلوك الجيش، على الرغم من أنه كان يتوجّب أن تستعدّ لصياغة الرسائل المناسبة منذ أشهر عديدة".

المساهمون