اتحاد البرلمانات الإسلامية يدين نقل السفارة الأميركية للقدس

اتحاد البرلمانات الإسلامية يحذر من تبعات نقل السفارة الأميركية للقدس

14 مايو 2018
ندّد المشاركون بالخطوة الأميركية (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
عُقد في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الإثنين، اجتماع طارئ لـ"لجنة فلسطين"، التابعة لاتحاد البرلمانات الإسلامية، بحضور رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، وبمشاركة ممثلين من 22 بلداً، بحث سبل مواجهة تبعات نقل السفارة الأميركية للقدس، وتصاعد الأوضاع في فلسطين.

وندّد المشاركون، ومن بينهم ممثلون عن فلسطين، لبنان، قطر، تركيا، سورية، العراق والجزائر وغيرهم، بالخطوة الأميركية.

وتقام، اليوم الإثنين، مراسم حفل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، تزامناً مع الذكرى 70 للنكبة، وإعلان قيام دولة إسرائيل.

وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، إعلان القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إليها، ما أشعل غضباً في الأراضي الفلسطينية، وتنديداً عربياً ودولياً.

وقال لاريجاني، في كلمته الافتتاحية بالاجتماع، إنّ "الخطوات الأميركية المتعلّقة بفلسطين، وبمسألة الملف النووي الإيراني، لن تبقى دون رد"، معتبراً أنّ "الولايات المتحدة تمر بأزمة اتخاذ القرارات الاستراتيجية"، واصفاً طريقة تعامل واشنطن مع القضايا الهامة بأنّها "مغامرة غير راشدة لا تحسب التبعات".

واعتبر لاريجاني أنّ "رفض الدول الإسلامية والعربية لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ولنقل السفارة الأميركية إليها، ليس كافياً، فمن الضروري إبداء دعم أكثر جدية لمقولة القدس عاصمة فلسطين، واتخاذ خطوات عملية إزاء ذلك"، بحسب قوله.

ورأى لاريجاني أنّ "كل المجتمع الدولي بات على قناعة بأنّ ممارسات أميركا من شأنها زيادة النزاع والتوتر"، متهماً واشنطن بأنّها "غير قادرة على الالتزام بأي اتفاقيات، ومنها اتفاقية باريس للمناخ، والاتفاق النووي مع إيران"، متهما إياها أيضاً بـ"دعم الإرهاب وتنظيم داعش".

وقال إنّ "الرئيس الأميركي غير قادر على تحديد التبعات البعيدة المدى لسياساته، وعلى مسؤولي الإدارة الأميركية أن يتوخوا الحذر في مسألة التعامل مع القضية الفلسطينية"، مؤكداً على دعم الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ودان لاريجاني القرارات الأميركية، ودعا للتعامل معها بشكل جاد، كما شجب التطبيع العربي مع إسرائيل، مدافعاً عن "مسيرات العودة" الفلسطينية، وشدد على أنّ نقل السفارة إلى القدس "لن يمر من دون رد فلسطيني".


من ناحيته، أمين عام اتحاد البرلمانات الإسلامية محمود أرول قليتش، أكد أنّ "دعم الفلسطينيين مهمة تقع على عاتق كل المسلمين"، مشدداً على "ضرورة الوقوف بوجه نقل السفارة الأميركية للقدس"، قائلاً، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسنا"، إنّ "إسرائيل تتجاهل كل القوانين الدولية".

من جهته، حمّل أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني، مسؤولية التوتر الحاصل إثر نقل السفارة الأميركية للقدس، لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً إنّ "هذا القرار غير قانوني ويغاير حقوق الفلسطينيين".
ووفقاً لما ذكرت وكالة "فارس"، فقد شجب شمخاني الخطوة الأميركية، معتبراً أنّها "حولت الاستهتار بحقوق الفلسطينيين إلى حالة من التطرف والتخبّط"، مشدداً على أنّ نقل السفارة الأميركية للقدس "سيزيد من حالة الاتحاد بين المسلمين، وهو ما سيسرّع زوال إسرائيل"، بحسب قوله.

وأضاف أنّ "القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأي قرار يتعلق بهذه الأرض مرتبط بشعبها، ولا يحق لأي بلد اتخاذ قرارات بدلاً من الفلسطينيين".

وفي الكلمات خلال الاجتماع، قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني رضوان الأخرس، إنّ "الوضع في القدس تجاوز مرحلة الخطر"، داعياً لاتخاذ قرارات وخطوات جادة لحمايتها، كما دعا لوقف الاستيطان وتوسيع المستوطنات.

ولفت إلى أنّ الإسرائيليين "يمنعون دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى إلا بأوقات محددة، وهذا كله مرفق بالصمت"، مطالباً الأطراف العربية والإسلامية في الأمم المتحدة بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين "بما يصب لمصلحة العالم الإسلامي برمته".

كما دعا الأخرس اتحاد البرلمانات الإسلامية إلى "تشكيل لجنة لمتابعة الوضع الفلسطيني، ووضع برنامج دقيق لمواجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية".


وبمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية، أكدت إيران، في بيان للخارجية، اليوم الإثنين، أنّها "ستبقى داعمة لفلسطين، وعلى الأمة الإسلامية أن تتصرف بيقظة وحذر مع ما يجري"، معتبرة أنّ هناك "مؤامرة إسرائيلية أميركية على فلسطين".

وطالبت الخارجية الإيرانية الأمم المتحدة "باتخاذ موقف صارم إزاء السياسات والتصرفات الإسرائيلية التي من شأنها رفع مستوى التوتر في المنطقة ككل"، وشجبت قرار ترامب المتعلق بنقل السفارة الأميركية للقدس ووصفته بأنّه "غير عقلاني".

دلالات