ابتذال التطبيع... كم من كوهين بيننا؟

ابتذال التطبيع... كم من كوهين بيننا؟

28 اغسطس 2020
أوقف حجاج يوم الأربعاء الماضي (يوتيوب)
+ الخط -

ضاق إخوة يوسف الفلسطيني ذرعاً بمرآته العاكسة لحقيقتهم، فتمنوا له "الفناء". وصار كاريكاتير الزميل عماد حجاج، المنشور في "العربي الجديد"، "نقيصة كرامة" عند الزاحفين نحو التطبيع. والحقيقة العارية، التي يذكّر من خلالها الفلسطيني "إخوته"، أن "الذبح للعرب" أحد أهم أركان أيديولوجية التفكير الصهيوني، السياسي والديني - التلمودي. لم يرتكب باروخ غولدشتاين مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل 1994، إلا استناداً إلى تلك الأيديولوجية، السارية حتى يومنا، من صفوف الابتدائي حتى المعاهد الدينية التي يصرخ فيها حاخامات: "العرب أبناء الأفاعي يجب قتلهم"، كما ظل يردد عوباديا يوسيف ومائير كهانا وموشي ليفينغر، وورثتهم في الغلو والدموية، والحرق والتطهير. بل إن مذبحتي صبرا وشاتيلا (سبتمبر/ أيلول 1982) في بيروت، وقانا (1996)، جاءتا في السياق ذاته، الذي خبره الفلسطيني بدمه ولحمه منذ نكبته 1948. ينزعج، على ما يبدو، بعض "إخوة يوسف" إذا ما ذكّرهم أحدهم بأنهم بتحالفهم مع من يؤمن بنظرية فناء "الأشقاء الفلسطينيين"، إنما يشحذون السكاكين لقاتلهم. لم يكن العربي والفلسطيني بحاجة إلى مشاهد الابتذال ليكشف عن الوجه الهزيل للسياسة العربية. فلا الرقص وقوالب الحلوى، ولا صدى أناشيد صهيونية في أبوظبي والمنامة، ولا إلباس أطفال عرب قمصان دولة الاحتلال، سيغير من قراءة صهيونية واضحة: "عرب ضعفاء". وتصريح "ولا برغي واحد" من طائرات أف 35، ليس جديداً في العقيدة الصهيونية - الأميركية. فرغم القُبل و"التطبيع الساداتي" مع مناحيم بيغين، تبقى استراتيجية "الحفاظ على تفوق إسرائيل" ركناً أساسياً في ابتذال كسب رضى اللوبيات. شاع لعقود في الشارع العربي سؤال: كم إيلي كوهين في دولنا العربية؟ وخصوصاً مع الكشف عن "علاقات تمتد لعقود" مع المطبعين الجدد. ولأن الشارع عرف مغزى جهود تخريب ثوراته منذ 2011، ومنع الديمقراطية والحقوق الأساسية للشعوب، فإن وعيه يتعمق اليوم بأهداف هذه الهرولة المستنجدة بالموساد ودموية الاحتلال، حفاظاً على العروش ولبقاء شعار "الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة. أهم دروس الشارع، الذي تختمر فيه ثورته على واقعه المزري، كشفه زيف النخب المبررة للتخلف والخنوع، وتمجيد "ديمقراطية وإنسانية إسرائيل"، واعتبارها ناظماً "للانتقال من الماضي إلى المستقبل".
 

المساهمون