إغلاق صالات الأفراح والعزاء جراء كورونا يثير جدلاً بين السوريين

إغلاق صالات الأفراح والعزاء جراء كورونا يثير جدلاً بين السوريين

24 يوليو 2020
يتساءل السوريون: ماذا عن الإجراءات الأخرى؟ (Getty)
+ الخط -

أثار قرار مجلس وزراء النظام السوري إغلاق كل صالات المناسبات "الأفراح والعزاء" في المحافظات، بدءاً من اليوم الجمعة، وحتى إشعار آخر، وذلك في سياق الإجراءات المتخذة للحد من وباء كورونا، جدلاً بين السوريين حول مدى أثر مثل هذا القرار على الحد من انتشار الفيروس، في ظل عدم التزام واضح بإجراءات الوقاية في العديد من الأماكن العامة.

"قبل إغلاق صالات الأفراح والعزاء، كان من المهم إيجاد حل للازدحام في باصات النقل العام التي تكاد تنفجر من أعداد الركاب الكبيرة المكدسة داخلها"، بحسب رأي إبراهيم الحمد (28 عاماً)، موظف مقيم في دمشق، مضيفاً لـ "العربي الجديد": "لا أستطيع فهم قرارات مجلس الوزراء، فدمشق قد تكون من أكثر المدن المزدحمة، وهذا واضح في وسائل النقل والطوابير أمام المؤسسات الاستهلاكية، أو حتى في الأسواق الشعبية مثل الحمدية والحريقة والحمراء والصالحية، والتي ينعدم فيها التباعد الاجتماعي بين الناس".

وتابع: "ألم يكن قرار إلزام الناس بارتداء الكمامات الطبية وبشكل صحيح إضافة إلى حملات التوعية المركزة، أكثر إلحاحاً من هذا القرار على أهميته؟ حيث يجب أن نحد من التجمعات وعدم وجود أماكن مزدحمة، ولكن هناك أولويات، فهذا يجب أن ينطبق على العام وليس الاستثناء، فالشخص قد يشارك في حفل زفاف أو عزاء مرة في الشهر لكنه يستقل وسائل النقل ويدخل الأسواق والمؤسسات المزدحمة في كل يوم".

من جهته، قرر معتصم منصور (32 عاماً)، الذي كان يستعد للزواج يوم السبت، أن يعتذر من غالبية من دعاهم إلى حفل زفافه، وأن ينقل الحفل من صالة الأفراح إلى منزل عائلته، مقتصراً على مشاركة عائلته وعائلة خطيبته.

يقول، لـ"العربي الجديد": "كنت قد أجّلت حفل زفافي، بعد أن كان مقرراً في بداية فصل الصيف الحالي بانتظار أن تفتح صالات الأفراح، لكن ما إن فتحت أبوابها، وأنهيت الاستعدادات اللازمة حتى صدر قرار إغلاقها من جديد، لكن هذه المرة لن أقوم بتأجيل الزفاف، فالوضع لا يبدو جيداً وأزمة الفيروس قد تطول".

ورأى أنّ "قرار إغلاق صالات المناسبات قد يخفّف من خطر انتشار الفيروس، لكن له فائدة مهمة أيضاً وهي توفير تكاليف كبيرة على العريس، فحفل الزفاف أصبح مكلفاً جداً"، مستدركاً: "لكن هل هذا القرار كافٍ للحد من الانتشار؟ لا أعتقد ذلك، فالازدحام الكبير وعدم توفر الوعي المطلوب بين الناس بضرورة استخدام الإجراءات الوقائية من التباعد الاجتماعي إلى استخدام وسائل الحماية والمعقمات، سيجعلان انتشار الفيروس بشكل واسع وتسببه بأذية شديدة لعدد كبير من الناس مسألة وقت".

ولفت إلى أن "هناك أشخاصاً أثناء قرار إغلاق الصالات السابق، كانوا يقيمون أفراحهم في خيام يضعونها أمام منازلهم، الأمر الذي يتسبب بحدوث الازدحام الذي قد يكون في الصالات، في حين لا توجد أي جهة تتابع منع هذه الظواهر".

وفي ما يخص إغلاق صالات العزاء، قال أبو عماد خير الدين، لـ"العربي الجديد": "عندما يفقد الشخص عزيزاً عليه، فهو بحاجة إلى من يخفف عنه أحزانه ويواسيه، وقد يكون من الصعب والمؤلم أن لا يجد المفجوع أحدا يقف إلى جانبه، وهذا من الجانب الإنساني، لكن أيضاً من جانب آخر يفكر الشخص بصحة عائلته وأصدقائه ومدى الخطر الذي قد يحيط بهم جراء المخالطة، فأعتقد أنه من الأفضل أن يختار عدم إقامة مراسم العزاء المعتاد عليها".

وأضاف: "عائلات كثيرة تلقّت التعازي خلال فترة الإغلاق السابقة، عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن كانت هناك عائلات بالمقابل تقيم مراسم عزاء في منازلها أو عبر نصب خيام أمام منازلها، ويتفاوت هنا مدى الالتزام بعدم المصافحة والتقبيل والتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات والمعقمات".

وبيّن أنّ "هناك جدلاً واسعاً حول القرارات الجزئية التي يتخذها مجلس الوزراء بخصوص كورونا، فالناس يتساءلون ما فائدة هذه الإجراءات وهم يتعرضون للخطر من خلال الوجود في أماكن مزدحمة، والأهم أن نسبة التقيد بوسائل الحماية مثل الكمامة والقفازات الطبية لا تزال منخفضة بشكل كبير في تلك الأماكن".

وكانت وزارة الأوقاف أعلنت، أول أمس الأربعاء، تعليق صلاة عيد الأضحى في محافظتي دمشق وريف دمشق فقط، بسبب توسع انتشار الفيروس فيهما، وكذلك إغلاق كل صالات التعزية والأفراح التابعة للوزارة، وتعليق كل الدروس والمجالس وحلقات التدريس الديني وأنشطة معاهد الأسد في مساجد دمشق وريف دمشق حتى إشعار آخر.

يشار إلى أن وزارة الصحة لدى النظام أعلنت، بحسب وكالة "سانا" للأنباء، يوم أمس الخميس، تسجيل 23 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 9 حالات ووفاة 3 أخرى، ما رفع عدد الإصابات المسجلة في سورية إلى 584 إصابة شفيت منها 174 حالة وتوفي 35 شخصاً.

وسجلت أول إصابة بفيروس كورونا في سورية، في 22 مارس/ آذار الماضي، لشخص قادم من خارج البلاد، في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في الـ29 من الشهر ذاته.

المساهمون