إشراك المليشيات بإدارة الملف الأمني يثير مخاوف البغداديين

إشراك المليشيات بإدارة الملف الأمني يثير مخاوف البغداديين

30 يوليو 2015
سكان بغداد يتوجسون من تجاوزات المليشيات (الأناضول)
+ الخط -
تسود لدى البغداديين مخاوف كبيرة بعدما أقدمت قيادة عمليات المدينة على إشراك المليشيات بإدارة الملف الأمني للعاصمة، من خلال نشر عناصرها في الحواجز الأمنيّة وأداء الواجبات الأمنيّة الأخرى، وهو ما اعتبره السكان خطوة استفزازيّة ذات أبعاد طائفية.

وقال مصدر في قيادة عمليات بغداد لـ "العربي الجديد" إنّ "توجيهات صدرت من رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يكون الملف الأمني في بغداد مشتركا بين القيادة والحشد الشعبي".

وأوضح أنّ "هيئة الحشد وضعت خطة لنشر عناصرها في عدد من الحواجز الأمنية خصوصا في المناطق التي تشهد ترديّا أمنيا وأعمال عنف، وقد بدؤوا بالفعل بالانتشار والقيام بمهام أمنيّة أخرى مع القوات الأمنية؛ تتمثل بحملات التفتيش والاعتقالات وطلب المعلومات الأمنية وغيرها"، وأكّد أنّ "دور الحشد سيكون أكبر خلال الفترة المقبلة".

في المقابل، أكّد شهود عيان أنّ "أغلب الحواجز الأمنية المنتشرة في بغداد، وخصوصا في المناطق الغربية والجنوبية، تشهد منذ يومين انتشارا كثيفا لعناصر المليشيات".

وأوضحت المصادر نفسها خلال حديثها لـ"العربي الجديد" أنّ "العناصر يرتدون الملابس المدنية ويطلقون اللحى ويحملون الشعارات الطائفية مكتوبة على ملابسهم ومعلقة على جبين البعض منهم"، مشيرين إلى أنّهم "وعلى ما يبدو مسكوا زمام الأمور في تلك الحواجز وهم يقومون بتفتيش الداخلين والخارجين إلى المناطق، فيما يتميز أسلوبهم بأنّه استفزازي وغير لائق".


وأشاروا إلى أنّ "تلك العناصر تنتشر في حواجز مناطق الغزالية والعامرية والمنصور واليرموك والسيدية والدورة واليوسفية وأبو غريب وغيرها".

من جهته، يرى الخبير الأمني رافع السلمان أنّ "إشراك المليشيات في إدارة الملف الأمني في بغداد يمثل خطوة نحو التصعيد الطائفي في البلاد".

وقال السلمان لـ"العربي الجديد" إنّه "على ما يبدو فإنّ الحكومة ليس لها دور يذكر في إدارة الملف الأمني، وإنّها لا تستطيع الحد من تدخّل المليشيات في كافة مفاصل الدولة"، مشيرا إلى أنّ "نشر عناصر المليشيات وإشراكها في الملف الأمني أمر يستفز المكوّن السني، وخصوصا أنّ الانتشار ركّز على مناطق تواجد المكون، الأمر الذي سيصعّد من أعمال العنف في العاصمة".

وأضاف أنّ "هذا التخبّط الواضح في القرارات الحكومية التي تتحكم في الملف الأمني سيجر البلاد إلى حرب طائفية لا محالة، على الرغم من التحذير من عواقبها"، مؤكّدا أنّ "كل ذلك يثبت أنّ العراق لا يدار من الداخل، بل أن جهات خارجية تتمثل بإيران وغيرها من الدول تقود مخططا لتمزيق البلاد".

وتابع قائلا: "العراق يواجه اليوم حربا طاحنة مع داعش، ويواجه تحديا أمنيا داخليا وحربا طائفية على الأبواب، يضاف إليها الأزمة الاقتصادية، الأمر الذي يؤكّد دفع البلاد باتجاه الانهيار القريب".

وحذّر من كون "استمرار انقياد الحكومة وانصياعها للأجندات الخارجية سيقضي على أيّ أمل إبعاد شبح الانهيار عن العراق".

يشار إلى أنّ الضغوط الأمنيّة وأعمال العنف التي تشهدها بغداد، دفعت بمئات العوائل إلى ترك العاصمة متجهين نحو إقليم كردستان للتخلص من تلك الإجراءات القمعيّة.

اقرأ أيضا: العراق: تعيين ممثل لخامنئي يثير استياء واسعاً في البلاد