إسرائيل تحرم قرية شعب في الجليل من مياهها الجوفية

إسرائيل تحرم قرية شعب في الجليل من مياهها الجوفية

حيفا

العربي الجديد

العربي الجديد
09 مارس 2018
+ الخط -


لم يشفع أكبر مخزون مياه جوفية في الداخل الفلسطيني، والمتواجد تحت قرية شعب الوادعة، القابعة في منطقة الجليل، بأن يشرب أهل البلدة التي يصل تعداد سكانها إلى نحو 7 آلاف نسمة المياه النقية، إذ قررت السلطات الإسرائيلية، حرمانهم منها بذريعة شح المياه في البلاد، ومدهم بمياه ملوثة وملونة، فيما تغدق بالمياه النظيفة على بلدات أخرى.

وللاحتجاج على هذا الوضع، خرج الأهالي في مظاهرة للغضب جابت، اليوم الجمعة، شوارع القرية، رافعين شعارات من قبيل "صحتنا خط أحمر"، "حقنا في مياه نقية "، بالإضافة إلى شعارات أخرى، تؤكد أنهم لا يطمعون بأكثر من حقهم في مياههم التي حرموا منها، فيما يستمتع بها آخرون.

ويقول بعض الأهالي، إنّ سكان المستوطنات الإسرائيلية التي تطوّق القرية يشربون مياه نقية، فيما يضطرون هم من منطلقات عنصرية لاستخدام المياه الملوثة، حتى أن بعضهم اشتكى من مشاكل صحية وأمراض جلدية، قالوا إنها ناجمة عن المياه التي يستخدمونها.

رسام الكاريكاتير الفلسطيني نهاد بقاعي، ابن قرية شعب، عضو اللجنة الشعبية والحراك الشبابي في البلدة، شرح لـ "العربي الجديد"، حيثيات قضية المياه، قائلا "قرية شعب تتوفر على أكبر مخزون مياه جوفية في البلاد. أطول مجرى لوادي الحلزون الأشهر في الجليل يمر في أراضي شعب. وقديما كانت تسمى بلد العيون والينابيع، نسبة لعدد الينابيع فيها. وعليه فإن أكبر مخزون مياه جوفية يتواجد في هذه المنطقة، ويغطي تقريباً احتياجات ما بين 300 ألف و400 ألف مواطن في البلاد.

وأضاف بقاعي: "قبل نحو شهر فوجئنا بمياه باللونين الأصفر والأحمر تصل إلى بيوتنا، بدل المياه التي اعتدنا عليها، وتبين أنها مياه مكررة ومحلاة، وحتى بدون أي تحذير للمواطنين من استخدام هذه المياه. هذه المياه بطبيعة الحال غير صالحة للشرب، واكتشفنا هذا الموضوع فقط من خلال استخدامها.

اتحاد المياه والصرف الصحي في منطقة شفاعمرو، المسؤول عن تزويد قرية شعب بالمياه، لم يحذّر المجلس المحلي والسكان، وكان الادعاء أن هذه الألوان طبيعية في حالة المياه المحلاة.


في نفس السياق، قال سعيد عبد الرحمن، رئيس اللجنة الشعبية وعضو المجلس المحلي في قرية شعب، لـ "العربي الجديد" "على كل المؤسسات الإسرائيلية أن تعرف أن صحة أطفالنا وصحتنا هي القضية وهي الأهم وفوق كل اعتبار. سنستمر في تصعيد نضالنا حتى ننال حقنا واسترجاع ضخ مياهنا الجوفية إلى مدارسنا وبيوتنا ومؤسساتنا. هذا هو الأساس، هذا قبل التعليم وقبل الميزانيات. مياه شعب توحّدنا ونحن مدمنون على مياه شعب ولن يحرمنا أحد منها.




وأضاف "بدأنا خطواتنا بالتوجه للمؤسسات الرسمية، لكن كان هنالك استهتار بمطالبنا وبصحة وقيمة المواطن الشعباوي. التصعيد وصل إلى حد إضراب المدارس، وهو القرار الذي لم يعجب وزارة التربية والتعليم، التي سارعت للإعلان عن حرمان شعب من ميزانيات التعليم. نحن نعلن من خلال مظاهرة اليوم للمؤسسات الرسمية أننا لسنا بالمعادلة السهلة، ونسعى دائما لنيل حقوقنا. لن نرضى بأن نشرب ويشرب أطفالنا من الماء الملون والملوث. من يرضى أصلا بشرب ماء كهذا؟! الحشد الغفير الذي شارك اليوم في المظاهرة هو رد على وزارة التربية والتعليم وشركة المياه وباقي المؤسسات الإسرائيلية".

وتابع "نحن نطالب بحقنا، ونريد استرجاع مياهنا الجوفية. الوجع والمشكلة الأساسية أننا نمتلك أكبر مخزون مياه جوفية، وقريتنا صغيرة وتعدادها نحو 7 آلاف نسمة فقط، وهؤلاء لا يمكن أن يكونوا العائق من أجل معالجة شح المياه في مناطق أخرى. يسحبون مياهنا ويوزعونها لمناطق من حولنا ونحرم نحن منها. كيف يعقل أمر كهذا"؟



بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، محمد بركة الذي شارك في المظاهرة الاحتجاجية في قرية شعب "ناضلنا من أجل حقوق شعبنا الفلسطيني ضد مصادرة الأراضي ومن أجل الحق في العمل والعلم. دولة إسرائيل التي تدّعي الديمقراطية وأنها تتبع أنماطا غربيّة متحضّرة في التعامل مع المواطنين، أوصلتنا لوضع نناضل فيه على شربة ماء. هذه شهادة عار للمؤسسة الإسرائيلية بكل أذرعها، بأن حوّلت موضوع شرب الماء إلى قضية يناضل من أجلها الناس. ولكن، كما تعودنا في كل مفترق وكل قضية، نحن لها، واليوم شعب هذه القرية الشامخة بتاريخها وبأهلها، وقف وقفة رجل واحد".



وأضاف "قضية الماء لا تهم بلدة واحدة، فقد سبق أن حدث نفس المشكل في قريتي البعنة  والمكر وأماكن أخرى. نحن في لجنة المتابعة سنطرح هذا الموضوع، لتشكيل موقف عام يشمل اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية واللجان الشعبية في كل القرى والمدن العربية. والخطوات التي اتخذت في شعب، تلقى دعم لجنة المتابعة وكل شعبنا".

كما اعتبر أن "هذه معركة على أبسط الحقوق. بتنا نخشى أن نصل إلى وضع يبيعوننا فيه هواء ملونا وليس ماء ملونا وملوثا فقط. يلاحقوننا في كل شيء. لا يعقل أن قرية شعب التي تقع بين جبال وتمتلك أكبر مخزون مياه في فلسطين، تشرب المياه المكررة. المطلب الأهم أن تشرب شعب من ماء شعب، وخسئت السلطات بكل أذرعها التي وصلت إلى الحضيض في جعلنا نناضل من أجل الماء".


إلى ذلك، أكد كل من رئيس المجلس المحلي في شعب، فيصل شحيبر والمحامية حنان خطيب أمام المشاركين في المظاهرة، أن هنالك مسارات قانونية تم اتخاذها، للمطالبة باسترجاع مياه شعب. وأشارا إلى وجود أشخاص تضرروا صحيا من استخدام المياه الملونة.

وناشدت المحامية خطيب الأهالي المتضررين صحيا، تقديم أوراقهم للجنة الشعبية لتتابع بدورها الموضوع في الدوائر القضائية، كما دعت إلى تقديم دعوى جماعية باسم أهالي شعب، ضد السطات المسؤولة عن تزويد القرية بالمياه المُحلاة، الملونة والملوثة، فيما تحرم البلدة وسكانها من المياه الجوفية النقية.     

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
غزة (محمد عبد/ فرانس برس)

مجتمع

ينذر تراكم النفايات في شوارع غزة بكارثة صحية وبيئية، وسط تحذيرات أممية من تفشي الأمراض والأوبئة بين السكان الذين يشكون عدم قدرة البلديات على التخلص منها.
الصورة
أطفال فلسطينيون جرحى في غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يمثّل غياب اللقاحات الدورية عن محافظَتي غزة وشمال غزة خطراً إضافياً يهدّد حياة الأطفال الفلسطينيين، إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ نحو 98 يوماً.
الصورة
نازحون فلسطينيون في مخيم أونروا في خان يونس في غزة (مصطفى حسونة/ الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّها تشعر بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض في قطاع غزة، وذلك في اليوم الثاني والأربعين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع وأهله.
الصورة
وزير الصحة الفدرالي في حكومة باكستان نديم جان (فيسبوك)

مجتمع

فرضت الحكومة المحلية في إقليم البنجاب الباكستاني حظراً لمدة أسبوعين على بيع واستخدام دواء مصنّع محلياً تسبب في فقدان عدد من المرضى البصر، وشكّلت لجنة لتقصّي الحقائق وإجراء تحقيق في القضية.

المساهمون