أيتها النوافذ القصية

أيتها النوافذ القصية

29 سبتمبر 2015
عبد الكريم مجدل بيك / سورية
+ الخط -

زجاجة
في الصبحِ عَلى الشّاطئ
وجدوا غريقاً
وزجاجة
الزجاجةُ كانتْ فارغة
قلبُ الغريق كانَ مُحكمَ الإغلاق
وبداخلهِ رسالة.

انتحار
أحياناً أشك
هل المنتحر شخص فعلاً مهذب؟
لماذا لا ينتظر دوره؟
كلنا في الطابور.

العالم
لا تأمن لشساعة العالم
الجدران في كل مكان
اشتر عربة
أينما ذهبت
خذ معك نوافذك.

موت
الموت ليس عيباً
هو فقط خطأ
لا يتكرّر.

ظلال
تركوا
ظلال أياديهم
على الموائد
دسّوا لنا اﻷلحان الحزينة في الشراب
ثم رحلوا
مع أول غيمة.

نوافذ
أيتها النوافذ القصية
التي على أطراف الكون
تعالي
اجلسي هنا في دواخلنا
نريد أن نطل منك على أيامنا المكسورة
الهاربة
تعالي والتحمي بشروخ في القلب
وثقوب في الذاكرة
لسنا وحيدين هنا وسط الظلمة
توجد خفافيش
مدن وحروب
غيوم وشظايا
أيتها الشرفات القصية
الدانية
خذي كل المستقبل المدسوس في جماجمنا
وامنحينا بدلاً عنه
نزراً من تلك العذوبة
التي تنبعث بحزن
من عيون جاراتنا
أوصلي إلينا جزءاً طفيفاً
من ألق الطيور المسافرة
قبل أن يتلاشى في المساء
كما تتلاشى أعمارنا
كفقاعات ملونة
امنحينا الضياء أيتها النوافذ
وأنت أيتها الشرفات
ناولينا اﻷنوار
كي نرى بجلاء
كل هذا الخراب
الذي في دمنا.

مطر
هذا المطر
ليس دموعَ الله
ولا رصيدنا القديم من الفرح
ذاكَ الذي جمّدَته اﻷيام عالياً
قبل أن يذوبَ ويقع فوق رؤوسنا
إنه صوت أبي
في عشيّة بعيدة
كنت ألهو معَهُ ليسعَد
يتظاهر أنه لا يراني
يناديني طويلاً في زوايا البيت
إلى أن نتعثّر معاً
بابتسامة أمي
كانت دائماً في تلك اللحظة
تهطل فوق شعري
ضحكته الندية


* شاعر وروائي من المغرب

اقرأ أيضاً: ما الحكاية أيتها اﻷرض

دلالات

المساهمون