أوكرانيا ترفض ارسال قوات إلى القرم قبيل اقرار الانفصال

أوكرانيا ترفض ارسال قوات إلى القرم قبيل اقرار الانفصال

11 مارس 2014
البرلمان الأوكراني يناقش كلمة يانوكوفيتش
+ الخط -

أكد الرئيس الأوكراني الانتقالي، ألكسندر تورشينوف، اليوم الأربعاء، أن أوكرانيا لن ترسل قواتها إلى القرم، متهماً روسيا بأنها ترفض الحلول الدبلوماسية لأزمة القرم، التي تستعد للانفصال الأحد المقبل.
يأتي ذلك فيما أفاد دبلوماسيون، أن رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك، سيتحدث غداً الخميس، في جلسة علنية لمجلس الامن الدولي. وسيتحدث ارسينيوك امام المجلس الذي سيطلع ايضاً على الوضع في اوكرانيا والقرم من مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جفري فيلتمان.

وسيترأس الجلسة وزير خارجية لوكمسبورغ جان اسلبورن، وفق ما اعلنت بعثة لوكسمبورغ، التي تترأس مجلس الأمن في مارس/آذار.
وياتي هذا الاجتماع قبل ثلاثة ايام من استفتاء في شبه جزيرة القرم حول الانضمام الى روسيا، الامر الذي يعتبره الغربيون والسلطات الاوكرانية غير شرعي.
وقبل أن يتحدث امام مجلس الامن، سيلتقي ياتسينيوك الاربعاء الرئيس الاميركي باراك اوباما، في البيت الابيض.
وعقد مجلس الامن حتى الان خمسة اجتماعات خصصت للازمة الاوكرانية، لكنه اخفق في التوافق على موقف مشترك من هذه الازمة، وخصوصاً ان روسيا العضو الدائم في المجلس تستطيع عبر حق النقض (الفيتو) تعطيل اي قرار قد يصدره.
يأتي الاعلان عن اجتماع جديد لمجلس الأمن بعدما أقر برلمان شبه جزيرة القرم اليوم الثلاثاء اعلان استقلال الجمهوري، بانتظار نتيجة الاستفتاء المقررة الأحد المقبل، فيما لوحت باريس بفرض عقوبات غربية خلال أسبوع على موسكو لرفضها مقترحات واشنطن لحل أزمة أوكرانيا.

وذكر بيان صادر عن البرلمان القرمي أن "شبه جزيرة ستصبح دولة مستقلة إذا صوت السكان في الاستفتاء لصالح الانفصال أو الانضمام إلى روسيا".

وقال الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش في تصريحات للصحافة من روسيا، إن منطقة القرم تنفصل عن أوكرانيا، موجها اللوم الى خصومه الذين أطاحوا به من السلطة وحملهم مسؤولية ما يحدث في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الاسود.

وفي بيان للصحفيين أصدره من المدينة الروسية روستوف قال يانوكوفيتش إن المساعدات الأميركية لأوكرانيا ستكون غير مشروعة لان القانون الأميركي لا يسمح لواشنطن بتأييد عصابات".

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن العقوبات على روسيا قد تفرض في هذا الأسبوع اذا لم ترد موسكو بشكل إيجابي على اقتراح لتهدئة الأزمة.

وقال فابيوس لمحطة فرانس انتير الاذاعية ان اجراء استفتاء في منطقة القرم بشأن الانضمام الى روسيا يوم الأحد 16 مارس/ اذار غير شرعي، وان ضم روسيا للمنطقة سيكون مخالفا للقانون.

وأضاف "لذلك ليس بوسعنا قبول شيء مخالف للقانون كما ستكون له عواقب وخيمة للغاية لأنه يعني زعزعة استقرار أوكرانيا."

وتابع الوزير ان "التصويت القانوني الوحيد" سيكون ذلك الذي سيجرى لانتخاب رئيس أوكرانيا يوم 25 مايو/ أيار المقبل. وأردف فابيوس ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري أرسل اقتراحا إلى موسكو في مسعى لتهدئة الوضع.

وقال وزير الخارجية الفرنسي "أرسلنا لهم اقتراحا لوقف التصعيد ولم يردوا حتى الآن. اذا ردوا بايجابية فان (وزير الخارجية الامريكي) جون كيري سيتوجه إلى موسكو. وفي هذه الحالة لن تكون العقوبات فورية. واذا لم يردوا أو ردوا سلبيا ففي هذه الحالة ستتخذ سلسلة من العقوبات ربما من هذا الأسبوع"، مضيفا انها قد تشمل تجميد أرصدة أفراد روس أو أوكرانيين بالاضافة الى فرض عقوبات ذات صلة بمنح تأشيرات السفر للخارج.

وفتحت قوات موالية لروسيا النار وهي تسيطر على قاعدة عسكرية اوكرانية في شبه جزيرة القرم أمس الاثنين، وأعلن حلف شمال الاطلسي عن دوريات جوية استطلاعية على حدوده الشرقية لعدم ظهور اي مؤشرات على تراجع المواجهة في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الاسود.

واعتبر الرئيس الاوكراني المؤقت أولكسندر تيرتشينوف للبرلمان إن أوكرانيا ستنشئ قوة حرس وطني جديدة بين قدامى العسكريين ردا على محاولات روسيا ضم القرم.

وقال تيرتشينوف إن سوء إدارة القوات المسلحة في ظل سلفه المعزول يانوكوفيتش يعني الاضطرار لإعادة بناء الجيش الاوكراني "من الصفر بشكل فعلي". وقال القائم بأعمال وزير الدفاع إن البلاد ليس لديها سوى ستة الاف جندي مشاة جاهزين للقتال مقابل ما يزيد عن 200 ألف جندي روسي على حدودها الشرقية.

وأضاف تيرتشينوف إن مجلس الامن القومي والدفاع قرر إنشاء حرس وطني باستخدام قوات وزارة الداخلية الموجودة كقاعدة. وأشار إلى أن الهجف من ذلك سيكون "الدفاع عن المواطنين من المجرمين ومن العدوان الداخلي والخارجي."

رد موسكو

واعدت روسيا مقترحات مضادة لخطة أميركية تدعو إلى صياغة حل للأزمة الأوكرانية عبر التفاوض، واصفة الحكومة الجديدة المدعومة من الغرب بأنها "أمر واقع" مرفوض وزاعمة أن الأجزاء الموالية لروسيا من البلاد هوت إلى الفوضى.

وفي اجتماع بثه التلفزيون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المقترحات التي قدمها نظيره الأمريكي جون كيري "ليست مناسبة" لأنها تتخذ من "الوضع الذي نشأ جراء الإنقلاب نقطة انطلاق". في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانكوفيتش.

وقال لافروف في معرض الحديث عن وثيقة تلقاها من كيري تشرح الرؤية الأمريكية للوضع في أوكرانيا، "كي أكون صريحا، تثير أسئلة كثيرة من جانبنا".

وتابع "كل شيء صيغ بحيث يصور أن هناك صراعا مزعوما يجري بين روسيا وأوكرانيا، وبحيث يتم القبول بالأمر الواقع".

وقال لافروف إن كيري أرجئ زيارة إلى موسكو لبحث الوضع وإن موسكو قررت إعداد مقترحات جديدة من جانبها، إلا أنه لم يفصح عن طبيعتها.

وأوضح الوزير "اعتقدنا أنه سيأتي اليوم...وقمنا بالاستعداد لاستقباله. قدم موافقته المبدئية. ثم عاد واتصل بي يوم السبت وقال إنه يود تأجيلها لفترة".

مخاوف في البلطيق

وتسببت تداعيات أزمة أوكرانيا، إلى إثارة مخاوف جمهوريات سوفييتية سابقة من استغلال روسيا لتواجد جاليات مواطنيها، في الجمهوريات المستقلة الحالية، في حين تعهد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بدعم قوي لدول البلطيق.

وقال شتاينماير إن الوضع في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا "خاص"، بسبب الحجم الكبير للأقليات العرقية الروسية بها، لكن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) "لن يتركوا .. دول البلطيق وحدها."

وتحدث شتاينماير إلى الصحفيين اليوم الثلاثاء بعد مباحثات مع وزير الخارجية الإستوني أورماس بايت، في مستهل جولة تشمل الدول الثلاث، التي حصلت على استقلالها عام 1991 بعد خمسة عقود من الاحتلال السوفيتي.

ومن المقرر أن يتجه في وقت لاحق إلى العاصمة اللاتفية ريغا ثم إلى العاصمة الليتوانية فيلنيوس لعقد اجتماعات مع كبار السياسيين هناك.