أكراد تركيا: الثقة في التسوية مع الحكومة

أكراد تركيا: الثقة في التسوية مع الحكومة

20 سبتمبر 2014
تظاهرة كردية تطالب بالافراج عن أوجلان (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت المناطق الجنوبية الشرقية من تركيا ذات الغالبية الكردية أعمال عنف، خلال الأيام الماضية، إثر قيام قوات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، بإحراق أكثر من 11 مدرسة في تلك المناطق. وذلك بعد إغلاق السلطات التركية ثلاث مدارس جديدة تعتمد اللغة الكردية لغة أساسية للتعليم بسبب عدم الترخيص، إلا أن آخر الاستطلاعات التي تم نشرها، يوم الأربعاء الماضي، تظهر نتائج مفاجئة.

يؤكد الاستطلاع الذي أجرته جامعة بوغازجي في إسطنبول ومعهد "المجتمع المنفتح"، أن معظم الأكراد يقرّون بأن المواطنة التركية هي أهم أجزاء هويتهم وتتفوق على الانتماء للقومية الكردية.
وبحسب الاستطلاع، فقد كشف 24.5 في المئة من المواطنين ذوي الأصول الكردية، أن انتماءهم للأمة التركية هو أهم عناصر هويتهم، بينما يعتبر 21 في المئة من المستطلعين، أن المواطنة التركية هي أهم عناصر الهوية، وأكد 21.7 في المئة أن الانتماء للإسلام هو الأهم، في ما يشير 19.9 في المئة إلى أن الانتماء للقومية الكردية هو أهم عناصر الهوية.

وفي الوقت ذاته، تعتبر غالبية المواطنين الأكراد الذين شاركوا في الاستطلاع أن الأسباب الاجتماعية، كالبطالة والفقر، هي أهم الدواعي التي تقف وراء المشكلة الكردية.

في المقابل، يؤكد 24 في المئة أن التمييز العنصري الذي تمت ممارسته بحقهم لأنهم أكراد هو العامل الأهم. وفي ما يخص المواطنين المنتمين للقومية التركية، يرى 74 في المئة أن أهم عناصر هويتهم هو المواطنة التي يتمتعون بها في ظل الجمهورية التركية. وفي وقتٍ يؤكد فيه 85 في المئة من المستطلعين، أن اللغة التركية هي لغتهم الأم، يصفها 8 في المئة فقط، بأنها "لغة من اللغات التي يعرفونها".

من جهته، يقول البروفيسور في جامعة بوغازجي حاقان يلماز، لـ"العربي الجديد"، إن "أهم النتائج التي يظهرها الاستطلاع هي أن مواطني الجمهورية التركية من ذوي الأصول الكردية، لا يعتبرون أن هويتهم تقتصر على الانتماء للقومية الكردية فقط".

ويضيف أنه "إذا اعتمدنا على نتائج هذا الاستطلاع فإننا نستطيع القول إن جهود بناء الأمة التركية على مدى 90 عاماً من تاريخ الجمهورية نجحت بنحو واضح".

وبحسب الاستطلاع، فإن 20 إلى 30 في المئة من الأكراد يؤكدون أنهم تعرضوا لتمييز عنصري في مختلف نواحي الحياة ومن مختلف التيارات الفكرية. وتشير الغالبية إلى أنهم تعرضوا للتمييز العنصري بشكل أساسي من قبل أولئك الذي يصفون أنفسهم بـ"العلمانيين".

وبالنسبة إلى أسباب نشوب الصراع المسلح بين الأكراد والجمهورية التركية، يؤكد 59 في المئة ممن لا يجيدون اللغة الكردية، أن البطالة والفقر هي أهم أسباب المشكلة الكردية في تركيا، لتنخفض النسبة إلى 57 في المئة يجيدون تحدث الكردية.
ويبدو أن القوميين الأكراد قد حسموا أمرهم بإنهاء الحرب والصراع المسلّح، إذ يساند أكثر من 91 في المئة من مناصري حزب "الشعوب الديمقراطية"، ممثل الحركة "القومية الكردية"، الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني برئاسة المعتقل عبد الله أوجلان، عملية التسوية مع الحكومة. وهو أمر يُلاقي قبولاً من 75.5 في المئة من مناصري حزب "العدالة والتنمية"، الذين يؤيدون عملية التسوية.

ويظهر الاستطلاع أن 61.4 في المئة من الأكراد يثقون بعملية التسوية، ويؤكدون أنهم يؤمنون بأنها ستؤدي إلى حل القضية الكردية بطريقة سلمية، لكن النسبة تنخفض إلى 44.3 في المئة بين غير الأكراد.
وبحسب يلماز، فإن "الاستطلاع يعبر عن الآمال الكبيرة التي يعلقها الأكراد على عملية التسوية، لكنه في الوقت نفسه يظهر مدى الخيبة التي سيتعرضون لها في حال فشلت العملية".

المساهمون