أسوأ انكماش للاقتصاد الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية

31 يوليو 2020
+ الخط -

انكمش الاقتصاد الفرنسي بوتيرة قياسية لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بلغت 13.8 بالمئة في الربع الثاني، إذ انهار الاستهلاك والاستثمار والتجارة في ظل إجراءات العزل العام الهادفة لاحتواء جائحة كوفيد-19، على الرغم من أن الانخفاض جاء أقل قليلا من المتوقع.

والانكماش في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو يفوق المعدل البالغ 10.1 بالمائة الذي سجلته ألمانيا، حيث سيطرت السلطات على ارتفاع في معدل الوفيات بكوفيد-19 ولم تضطر لفرض إجراءات عزل عام صارمة مثلما حدث في فرنسا.

وجرى فرض العزل العام الصارم في فرنسا حتى 11 مايو/أيار، مع إغلاق المتاجر غير الأساسية، والرفع التدريجي للإجراءات خلال الربع الثاني، مع السماح للمقاهي والمطاعم بالفتح في 2 يونيو/حزيران.

لكن الانكماش لم يكن حادا، إذ توقع المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية انكماشا بنسبة 17 بالمئة في وقت سابق من الشهر الجاري فيما حدد محللون استطلعت "رويترز" آراءهم انخفاضا بنسبة 15.3 بالمئة.

وقال لودوفيك سوبران كبير الاقتصاديين لدى أليانز: "ليس سيئا!... كنا نتوقع -16 بالمئة لكن فك العزل أنقذ الأمر".

كما راجع المعهد الوطني نزولا إلى 5.9 بالمئة من 5.3 بالمئة الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول، والذي شمل أسبوعين من إجراءات العزل العام التي فرضت في 17 مارس/آذار.

وذلك هو الانخفاض الثالث على التوالي للناتج المحلي الإجمالي، في ركود بدأ في الربع الأخير من العام الماضي، حين حسمت إضرابات على مستوى البلاد 0.2 بالمئة من الناتج القومي.

وأظهرت بيانات اليوم الجمعة أن إنفاق الأسر تراجع 11 بالمئة وأن استثمارات الشركات انخفضت 17.8 بالمئة وأن الصادرات هبطت 25.5 بالمئة والواردات 17.3 بالمئة.

أرباح "باريبا"

في فرنسا أيضا، حقق بي.إن.بي باريبا أرباحا تفوق التوقعات في الربع الثاني، بدعم من ارتفاع تداول أدوات الدخل الثابت وطلب قوي على تمويل الشركات. وقد تساهم النتائج، التي جاءت أفضل من المتوقع خلال الأزمة، في تعزيز طموح البنك الفرنسي لكي يصبح بنك الاستثمار المهيمن في أوروبا بينما يستفيد من عمليات إعادة هيكلة داخلية لدى بعض المنافسين.

وزادت الإيرادات في مصرفه المعني بالشركات والمؤسسات 33.1 بالمئة، إذ ارتفعت إيرادات تداول أدوات الدخل الثابت والعملات والسلع الأولية 153.8 بالمئة. كما زادت إيرادات تداول أدوات الدخل الثابت لدى البنوك المناظرة في أوروبا، مثل باركليز ودويتشه بنك وكريدي سويس، في نطاق يتراوح بين 39 و60 بالمئة، حسبما نقلت رويترز.

وفي الوقت الذي تدافعت فيه الشركات في أنحاء العالم لتدبير التمويل، قال بي.إن.بي باريبا إنه جمع ما يزيد على 160 مليار يورو (190 مليار دولار) لعملائه في الربع الثاني في الأسواق العالمية للقروض المشتركة والسندات والأسهم، بارتفاع 91 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة قبل عام.

وقال جان لوران بوناف الرئيس التنفيذي للبنك في بيان: "استطاع بي.إن.بي باريبا سريعا حشد فرقه وموارده وخبراته لتلبية احتياجات عملائه في أنحاء أوروبا وخارجها".

واستمر نشاط تداول الأسهم في مواجهة صعوبات في الربع الثاني بعد أن جرى محو الإيرادات في الثلاثة أشهر الأولى من العام بسبب إلغاء توزيعات نقدية بين الشركات، وانخفضت إيرادات تداول الأسهم 52.8 بالمئة.

وقدمت نتائج بنك الاستثمار بعض الارتياح خلال ارتفاع في مخصصات القروض التي ربما تتحول إلى رديئة بسبب أزمة كوفيد-19.

وقال بي.إن.بي باريبا إن صافي ربحه انخفض 6.8 بالمئة في الربع الثاني على أساس سنوي إلى 2.3 مليار يورو (2.74 مليار دولار) مقارنة مع متوسط تقديرات عند 1.5 مليار يورو في استطلاع أجرته رويترز شمل 5 محللين. وزادت الإيرادات أربعة بالمئة إلى 11.7 مليار يورو مقابل 11 مليار يورو في تقديرات الاستطلاع.

المساهمون