أسبوع الإعلام المصري.. "القمر الصناعي" وانتخابات رئاسية موازية

أسبوع الإعلام المصري.. "القمر الصناعي" وانتخابات رئاسية موازية

19 ابريل 2014
التفويض وموضوعات الإرهاب والانتخابات الرئاسية هيمنت على الإعلام (Getty)
+ الخط -
 

تبقى مجزرة محافظة أسوان في جنوب مصر التي راح ضحيتها 28 قتيلا وعشرات المصابين، إحدى شواهد ضياع هيبة الدولة المصرية التي عجزت أجهزتها التنفيذية والأمنية على وأد المجزرة في مهدها أو حتى كبح جماحها، الأمر الذي استدعى تدخلا عاجلا من مؤسسة الأزهر الشريف لما تحظى به من احترام وتقدير بين أبناء الجنوب، أبرزته وسائل الإعلام المصرية، ورأت فيه ملمحا جديدا من ملامح عودة مكانة المؤسسة الدينية الأبرز في العالم الإسلامي.
توسع الإعلام المصري في إبراز نجاح زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى أسوان في التوصل لاتفاق مصالحة بين قبيلتي الهلايل والدابودية، يتضمن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تكون قراراتها ملزمة للجانبين.
وفي الوقت نفسه، تعاطت وسائل الإعلام باهتمام بالغ مع إعلان السلطات الأمنية إلقاءها القبض على شخص ادعت أنه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين يحتمل أن يكون ضالعاً في إشعال الفتنة بين القبيلتين من خلال العبارات المسيئة التي كتبها على الجدران.

جماعة الإخوان.. في الداخل والخارج

"الجماعة.. والإرهاب وإشاعة الفوضى وإثارة الفتن والشغب" متلازمات لا تفترق في معالجة القطاع الأكبر من وسائل الإعلام المصرية لكل شؤون جماعة الإخوان المسلمين الداخلية، أما على المستوى الخارجي، فإن الاتهام بالعمالة وتدبير المؤامرات والتعاون مع أعداء مصر، تبقى حاضرة بقوة. وعلى مدار هذا الأسبوع توزعت أشكال هذه المعالجة في مسارات عدة، أبرزها:
الحديث عن أن جهاز الأمن الوطني رصد خطة إخوانية تحت مسمى "خطة الأرض المحروقة"، تستهدف بحسب صحف مصرية حرق مباني الصحف والوزارات وأقسام الشرطة ووزارة الداخلية ومدينة الإنتاج الإعلامي.
تكثيف متابعة الاشتباكات اليومية بين من يسميهم الإعلام طلاب جماعة ''الإخوان المسلمين'' ورجال الأمن. وإعلاميا بدا بارزا ما شهدته جامعة القاهرة منتصف الأسبوع الماضي من اشتباكات بين الطلاب ورجال الأمن، توفي على إثرها طالب في كلية دار العلوم وأصيب 12 شخصا، من بينهم ثلاثة مصورين صحافيين وموظف إدارى بالجامعة؟ وكعادة وسائل الإعلام نقلت عن الشرطة اتهامها جماعة الإخوان باستخدام الأسلحة النارية، فيما قال شهود عيان إن عناصر الأمن استخدمت الرصاص الحي في تفريق التظاهرات.
واحتفت معظم وسائل الإعلام المصرية بما وصفته تصعيدا جديدا من جانب الحكومة المصرية ضد جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن قررت في ختام الأسبوع تنفيذ أمر قضائي يصنف كل من يشارك في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين على أنه "إرهابي".. وبدا واضحا هنا تأثر الحكومة المصرية بالضغوط الإعلامية الهائلة التي مورست عليها من جانب الكتاب والمحللين الذين صبّوا غضبهم على حكومة حازم الببلاوي السابقة، بعد أن تكشف أن حديث الببلاوي عن اعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا لم يراوح مكانه إلى قرار رسمي نافذ.

الانتخابات البرلمانية.. هل تشارك الجماعة؟
تتوقع بعض التحليلات أن تكثف جماعة الإخوان من تركيزها على الانتخابات البرلمانية، بحيث يتحول البرلمان المقبل إلى برلمان معطل لأي حكومة قادمة. وبحسب الكاتب عماد الدين أديب في صحيفة الوطن فإن عملية التحضير والتربيط الانتخابي فى الريف والأقاليم قد بدأت بالفعل.

الجماعة.. بين بريطانيا وقطر والنمسا

قطاع كبير من وسائل الإعلام المصرية اهتم خبريا وتحليليا بأنباء تنقلات وتحركات أعضاء جماعة الإخوان في خارج مصر، وربط بعض منها بين الأنباء غير المؤكدة التي تداولتها بعض وسائل إعلام الدولية حول نقل جماعة الإخوان المسلمين أنشطتها إلى النمسا، وبين التحقيقات التي تجريها السلطات اللندنية في نشاط الجماعة، خاصة - والعهدة على صحيفة "الأهرام" - بعد نشر الإعلام البريطاني معلومات عن اختراق رجال الإخوان مؤسسة خيرية يترأسها رئيس الوزراء الأسبق توني بلير.
وبالمثل، زعمت صحيفة "الشروق" الخاصة، أن نحو 15 إخوانياً من أبرز المقيمين في قطر قرروا نقل إقامتهم إلى دول أخرى بينها بريطانيا وماليزيا وتركيا وسويسرا.

الانتخابات الرئاسية .. هل يستطيع حمدين المنافسة؟

بدا مشهد جمع التوكيلات اللازمة (25000 توكيل) للتقدم إلى اللجنة العليا للانتخابات، المشهد الأبرز في معالجة الإعلام لقضية الانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع، حيث أبرزت الصحف والقنوات الفضائية الفارق الكبير بين عدد التوكيلات التي جمعتها حملة المرشح عبد الفتاح السيسي (تخطت 400 ألف توكيل)، وعدد التوكيلات التي جمعتها حملة المرشح حمدين صباحي (20 ألف توكيل فقط)، حتى أن عددا من أعضاء الحملة بدأ في توجيه مناشدات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لحث أنصار حمدين على سرعة عمل التوكيلات اللازمة لاستكمال العدد المطلوب. وهنا طرحت بعض التحليلات الصحافية تساؤلا دالا: هل يستطيع حمدين المنافسة في الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي لم يعد فيه قادرا على جمع 25 ألف توكيل لإتمام أوراق ترشحه؟
وفي ظل هذه الأجواء الانتخابية حرصت الدولة المصرية على أن تبدو محايدة، فأقالت الحكومة محافظ الوادي الجديد من منصبه بعد ساعات من تحريره توكيلاً لصالح السيسي، وقبلت اللجنة العليا مراقبة أوروبية للعملية الانتخابية، وحظيت هذه الخطوات بإشادة واضحة وكبيرة من جانب وسائل الإعلام المصرية.
وحرصت وسائل الإعلام على متابعة نشاط عبدالفتاح السيسي، وتصريحاته في اجتماعيه مع أعضاء المجلس القومي للمرأة، ووفد من شيوخ الطرق الصوفية والأشراف .

السلفيون: السيسي الأفضل .. ولكن!

تحرص وسائل الإعلام المصرية على متابعة مواقف حزب النور السلفي بدقة، باعتباره الممثل الأوحد لتيار الإسلام السياسي بعد عزوف وإقصاء باقي التيارات عن المشاركة، سواء من خلال قرارات سياسية أو أحكام قضائية (حكم حظر ترشح أعضاء الجماعة)، وحتى هذه اللحظة لم يعلن الحزب والدعوة السلفية الممثل لها عن موقفهما السياسي من دعم أحد المرشحين.

الجيش المصري الحرّ

نشرت الصحف المصرية على مدار الأيام الماضية تقارير إخبارية موسعة حول ما يعرف باسم "الجيش المصري الحر" الذي يتدرب – بحسب مصادر ليبية ومصرية أمنيّة وصحف غربية – في ليبيا سرّا.
وتداولت مواقع "تكفيرية متشددة" على شبكة الإنترنت لقطات فيديو لاستعراض عسكري نفذته مجموعات مسلحة تطلق على نفسها "الجيش المصري الحر" في مدينة درنة شرق ليبيا، وبحسب صحيفة "الوطن" فإن غالبية المشاركين في الاستعراض هم من المصريين، إضافة إلى أعداد من جنسيات عربية، وكانوا يرفعون رايات تنظيم القاعدة الإرهابي، يتوسطهم إسماعيل الصلابي، القيادي في القاعدة.

مكافحة الإرهاب.. والقمر الصناعي.. وحلاوة روح

بخلاف القضايا الرئيسية السابقة، ظهرت مجموعة أخرى من القضايا التي حظيت بحضور لافت على أجندة الإعلام المصري، أبرزها الجدال الذي دار حول قانون مكافحة الإرهاب، بعد أنباء حول عودة المشروع من رئاسة الجمهورية المصرية إلى مجلس الوزراء مرة أخرى لطرحه للحوار المجتمعي بعد الهجوم الذي تعرض له مشروع القانون من جانب منظمات دولية ومحلية ورجال قانون.
أيضا حظي قرار رئيس الوزراء وقف عرض الفيلم السينمائي "حلاوة روح" لحين إعادة عرضه على إدارة المصنفات الفنية، بسبب ما يحتويه الفيلم من مشاهد جنسية تخالف قيم المجتمع، بنقاش واسع في وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. وهاجم العديد من المنظمات والنقابات الفنية قرار رئيس الوزراء واعتبرته ردة لعصر جماعة الإخوان المسلمين، فيما أشاد بالقرار قطاعات شعبية كبيرة.
وصاحبَ التفاؤل الإعلامي، الحديث الموسع عن إطلاق القمر الصناعي المصري "إيجيبت سات"، من كازاخستان، حيث يعلق كثير من المراقبين على أهمية هذا القمر في أنشطة التجسس. ودعا المذيع أحمد موسى على قناة "صدى البلد" الدولة المصرية لاستخدام القمر الصناعي في احتواء الإرهاب في ليبيا، تماشياً مع مصالح مصر القومية.

انتخابات رئاسية موازية.. على شبكات التواصل

أطلق عدد من نشطاء "فيس بوك" من الداعين لمقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة حملة تحت عنوان "انتخابات الرئاسة المصرية الموازية" تحت شعار "لكم صناديقكم ولنا صناديقنا".
ونشرت الحملة في أول رسالة لها "لماذا نرضى بالأمر الواقع واللعب بالقواعد التي تفرض علينا، لا نريد رئيسا مستبدا أو آخر كومبارس". وكان من أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الموازية حتى الوقت الحالي: خالد علي، المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وحازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية الماضية، والدكتور محمد البرادعي، وأحمد ماهر مؤسس حركة شباب 6 أبريل.

المساهمون