أسبوع إسرائيلي في واشنطن "لتحميل الفلسطينيين مسؤولية الفشل"

أسبوع إسرائيلي في واشنطن "لتحميل الفلسطينيين مسؤولية الفشل"

02 مارس 2014
+ الخط -
يبدأ في واشنطن، اليوم الأحد، أسبوع إسرائيلي بامتياز، مع وصول قادة الأحزاب العبرية الرئيسية إلى العاصمة الأميركية للمشاركة في مؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، "أيباك"، حتى قبل وصول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتجه اليوم أيضاً إلى واشنطن. ويعقد غداً الاثنين، الاجتماع الأول مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في وقت أشارت فيه الصحف الإسرائيلية إلى أنه، "خلافاً للانطباعات السابقة، فإن لقاء أوباما مع نتنياهو لن يكون متوتراً، بل قد يمتاز بفاتحة انفراج في العلاقات بين الطرفين، في ظل ميل أميركي واضح لتحميل الفلسطينيين مسؤولية الفشل في المفاوضات، في حال قرروا رفض مقترحات وزير الخارجية جون كيري".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن نتنياهو تمكن، في الفترة الأخيرة، من "نزع فتيل الخلاف مع الولايات المتحدة، عبر اتصالات مكثفة ومحادثات طويلة". والخلاصة أن نتنياهو يصل إلى واشنطن "وفي جعبته موافقة إسرائيلية على المقترحات الأميركية، باعتبارها مواقف غير ملزمة، حتى وإن تحدث عن مفاوضات حول دولة فلسطينية على أساس حدود العام 67، ولكن مع اشتراط عدم تطرقها إلى مسألة حق العودة".

وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإنّ هذه الصيغة "تُمكِّن نتنياهو من تسويق القبول بالورقة الأميركية عند ائتلافه الحكومي، من جهة، وتُعفيه من خطر اتهام تل أبيب بعرقلة المفاوضات وإفشال مخططات كيري"، من جهة ثانية. ويتّفق ما ذكره مراسل الإذاعة الإسرائيلية، مع إعلان "معاريف" عن وجود "خلافات حقيقية" داخل البيت الأبيض بشأن طرح المبادرة الأميركية من عدمه، في ظل الخلافات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

وأشارت "معاريف" إلى أنه "في الوقت الذي بذل فيه كيري جهوداً حثيثة، عبر اتصالات مكثفة مع الطرف الإسرائيلي لمعرفة حقيقة موقفه من المقترحات، واستشراف مجال المناورة في الطرف الإسرائيلي، فقد أهمل كيري الجانب الفلسطيني، مما أسفر في نهاية المطاف عن فشل لقاءاته مع الرئيس محمود عباس في باريس قبل عشرة أيام، بعدما أعلن أبو مازن أن مقترحات كيري هي مقترحات إسرائيلية بلباس أميركي". ولفتت "معاريف" إلى إن إحدى نقاط الخلاف الراهنة، تتمثل في قول نتنياهو لكيري إنه لن يكون بمقدوره تمرير تنفيذ الدفعة الرابعة لتحرير أسرى ما قبل أوسلو في 28 من الشهر الجاري، من دون التزام فلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة، وترتيبات أمنية في غور الأردن. أما "هآرتس"، فقدّمت بدورها رواية مختلفة لموقف حكومة الاحتلال، على اعتبار أنه "موقف مقبول بالنسبة للأميركيين، وأمر مفروغ منه". ونقلت "هآرتس" عن مسؤولَيْن إسرائيليين زارا البيت الأبيض، والتقيا بمسؤوليه يوم الجمعة الماضي، أنهما خرجا، وللمرة الأولى، بانطباع  يفيد بأن هناك "تشاؤماً في البيت الأبيض من نجاح المساعي الأميركية بالتوصل إلى أطار للاتفاق حتى نهاية الشهر الجاري". وبحسب المصدر نفسه، فإن التشاؤم الأميركي زاد بعد فشل لقاء كيري مع عباس في باريس.

ونقلت "هآرتس" عن مساعد زعيمة حزب "ميرتس" الإسرائيلي، إيلان باروخ، الذي التقى مساعدي كيري، قوله إنه "لمس عند الجانب الأميركي غضباً كبيراً على الطرف الفلسطيني، ممزوجاً بخيبة أمل ويأس"، لافتاً إلى أن مساعدي كيري اعتبروا أن المسيرة السلمية "على وشك الإنهيار". وكانت "معاريف" قد أشارت في هذا السياق إلى أن التخبّط الأميركي مصدره على ما يبدو هو أن "الطرف الأميركي لم يعدّ خطة ب (plan B) لمواجهة احتمال فشل مساعي كيري".

أما "يديعوت أحرونوت"، فقالت إنّ نتنياهو سيبلغ أوباما أن ما يعرقل التوصل لاتفاق هو "رفض الجانب الفلسطيني إعطاء ضمانات في مجال الأمن"، وأنه يمكن في المقابل التوصل إلى اتفاق حول مسألة المستوطنات والحدود، وذلك "في إطار سعيه لإبعاد المسؤولية عن فشل المفاوضات". كلام مشابه أوردته صحيفة "سانداي تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، مفاده أن نتنياهو سيقدّم صفقة تقوم على القول للأميركيين "أوقفوا إيران نووية، نوافق في المقابل على مبادرة كيري على أساس حدود 67 وتوافق حول القدس".

وكشفت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن كلاً من وزيرة العدل، المسؤولة عن المفاوضات، تسيبي ليفني، وزعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، أجريا يوم الجمعة محادثات في البيت الأبيض الأبيض، تمهيداً لوصول نتنياهو. وراحت الصحف الإسرائيلية تتعاطى، في الفترة الأخيرة، مع ليفني، على أنها عملياً "سفيرة حكومة نتنياهو إلى الولايات المتحدة وأوروبا للتخفيف من حدة مواقف شركاء نتنياهو المتشددين والرافضين لتقديم أي تنازلات للجانب الفلسطيني".

إلى ذلك، لفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه من المقرر أن يصل إلى واشنطن كل من رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، ورئيس الأمن الوقائي اللواء ماجد أبو شرار، للتمهيد لزيارة عباس ولقائه بأوباما في 17 من الشهر الجاري. وشددت الصحف العبرية، بشكل خاص، على تصريحات نائب وزير الأسرى في السلطة الفلسطينية، زياد أبو العين، الذي قال إن "بعض الدول العربية أبلغت الإدارة الأميركية أنها ستكون على استعداد للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في حال اعتراف الفلسطينيين بذلك".

المساهمون