"هنرييت سكسك".. رحل صوت الطفولة

"هنرييت سكسك".. رحل صوت الطفولة

19 مارس 2014
"هنرييت" مع والدتها كاترين سكسك
+ الخط -
قرن تقريباً طوته معها هنرييت سكسك فرّاج (1918-2014)، الإذاعية والمربية وكاتبة أدب الفتيان التي رحلت في القدس الاثنين الماضي.

تُعد الراحلة من أوائل الإعلاميات الفلسطينيّات والعربيات، حيث عملت في إذاعة "هُنا القدس" منذ تأسيسها في ثلاثينيّات القرن الماضي حتى إغلاقها عام 1967. فكانت تُقدِّم برامجَ للأطفال، الذين عرفوها باسم "الآنسة سُعاد"، وهو الاسم الذي أطلقه عليها الشاعر إبراهيم طوقان الذي ترأس القسم العربي في الإذاعة قبل أن تقيله سلطات الانتداب البريطاني بتهمة التحريض عام 1940.

من أبرز كتبها رواية "الأصايل الخمسة" (1963) التي كتبتها بالإنكليزية، وصدرت نسختها العربية عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي (2002). وبفضل هذا العمل، أُدرج اسم صاحبته على لائحة الشرف لـ"المجلس العالمي لكتب اليافعين" في العام 2006.

عملت المُربيّة هنرييت في مدارس القدس قبل أن تنتقل إلى المدرسة الأميركية في بيروت ووزارتي التربية في الأردن وليبيا، لتُعِدّ سلسلة كُتب بعنوان "كتابي"؛ أربعة كُتب من الصفِّ الأول حتى الرابع الابتدائي مع دليل مُعلم وملحق للطالب - وزارة التربية في الأردن -، ومجموعة من القصص الشعبية الليبية "يا حزاركم"، إضافة إلى عدد من القصص القصيرة للأطفال.

وعن برامجها للأطفال تقول "الآنسة سُعاد" في إحدى رسائلها: "أُقرّ بأن أحاديثي مع الأطفال بدون استثناء كانت أولاً للترويح عن أطفالنا والتخفيف مما عانوه طيلة السنين الماضية من يأس وكبت وتوجع خلال أحداث هزت العالم بأسره. وثانياً كانت فكرتي المبطَّنة أن أستحثَّ الهمم وأوجهها للحفاظ على روح الوطنيّة الصادقة، وذلك عن طريق القصص والأغاني والأشعار. أفعل ذلك لا رغبة مني في هدم حياة الآخرين، بل للحفاظ على شيء مهم وعزيز عليّ وعلى أهل بلدي، أي الإبقاء على القيم التاريخية المتعارف عليها عالمياً وعلى شعب كان اسمه ولا يزال ـ الحمد لله ـ شعب فلسطين".

لم يقتصر عطاء هنرييت، الذي لم يعرف حدوداً بين الجغرافيا العربية، على التربية والتعليم والإعلام، إذ لم يَمنعها التقدم في السِّن من المساهمة في المؤسسات الخيريّة المُهتمة بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين، ولا سيما تلك التي أسستها والدتها كاترين سكسك، لتتابع بذلك مسيرة والديها  في سنواتها الأخيرة: "أشكر ربي لأنَّه قدَّرني ورعاني لأحوِّر اتجاهاتي الحياتية نحو الصالح العام".

دلالات

المساهمون