"كورونا" يمتد إلى السياحة التركية وقطاع الأعمال

"كورونا" يمتد إلى السياحة التركية وقطاع الأعمال

12 مارس 2020
وزيرة التجارة روهصار بكجان في مؤتمرها الصحافي (الأناضول)
+ الخط -
يهدّد انتشار فيروس كورونا السياحة التركية، من خلال بثّ القلق في أوساط الوافدين، فيما يخشى مراقبون من أن ينعكس تأثير الفيروس عالمياً على الاقتصاد التركي، وخاصة قطاعه السياحي، وإرجاء فعاليات وبعض المشروعات المدرج تنفيذها خلال هذا العام.

وأعلنت وزيرة التجارة التركية، روهصار بكجان، تأجيل المعارض المقررة في الفترة بين 16 مارس/آذار ونهاية إبريل/نيسان، في إطار التدابير المتخذة للحيلولة دون تفشي "كورونا" بعد تسجيل أول إصابة في البلاد.

ومن جهتها، أعلنت جمعية رجال الأعمال الأتراك المستقلين "موصياد" اليوم الخميس، تأجيل لقاء مرتقب بين رجال أعمال أتراك وعرب.

وقالت الجمعية خلال بيان، اطلع عليه "العربي الجديد"، إن النسخة الثانية من مؤتمر قمة الأعمال العربية التركية، الذي كان من المقرر انعقاده في الـ14 من مارس/آذار الجاري،  أُجِّلَت إلى موعد لم يُحدَّده بعد، عازياً التأجيل إلى التطورات التي تشهدها الساحة الدولية، والتي وصلت تأثيرها إلى تركيا أخيراً.



وكان من المقرر أن يشارك في المؤتمر رجال أعمال لديهم استثمارات مستقرة في تركيا، قادمين من 25 بلداً أبرزها الجزائر، وفلسطين، وقطر، والعراق، وليبيا، ومصر، وسورية، والأردن واليمن.

ورجّح رئيس إحدى الشركات السياحية، محمود آيدن، أن تؤجل تركيا بدء الموسم السياحي لمدة شهر "من نهاية مارس/آذار الجاري إلى نهاية إبريل/نيسان المقبل"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن تأجيل بدء الموسم لا يعني منع السياح من القدوم أو إقفال الفنادق والمعالم السياحية"، لكن ما يمرّ به العالم من مخاوف فيروس كورونا، سيفرض تعطيل السياحة ومزيداً من الحذر والإجراءات للحؤول دون انتشار الفيروس في تركيا".

ويضيف آيدن أن الإقبال السياحي خلال الشهر الماضي تأثر كثيراً، مقارنة بالسنوات السابقة، بعد توقف السياح الإيرانيين، وإغلاق الحدود، وتراجع السياح الأوروبيين والصينيين وحتى الخليجيين، لكن القدوم لم يتوقف حتى اليوم، سواء من الفيليبين أو روسيا وبعض الدول الأوروبية.

ولفت آيدن إلى أن بعض الدول التي "استعجلت نقل السياح وأعطت مهلة أخيرة لمغادرة تركيا، أساءت إلى السياحة، رغم عدم وجود أي إصابة وقت أوقفت السعودية رحلاتها من تركيا وإليها على سبيل المثال".



ويكشف آيدن أن أشخاصاً ربما هم متعاملون مع الخارج، روجوا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتسجيلات صوتية انتشرت في البلدان التي ترفد تركيا بالسياح، أخباراً ملفقة عن انتشار فيروس كورونا في تركيا منذ مطلع آذار الجاري، وأن السلطات الصحية تتساهل باتخاذ التدابير وتخفي حقائق الإصابات، ويوم أول من أمس أوقفت شعبة مكافحة الجرائم الإلكترونية التابعة للأمن العام 29 شخصاً بتهمة إثارة الرعب والإساءة إلى الموسم السياحي".

وبعد إدراج تركيا، خلال شهر شباط/فبراير الماضي، ضمن مناطق الإقبال الساخنة التي لا تزال خالية من فيروس كورونا، بدّل إعلان وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، مساء الثلاثاء الماضي، عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في تركيا، من الواقع السياحي التركي، أو المؤشرات الأولية والآمال المعقودة على هذا القطاع، وإن مؤقتاً، كما يقول سيرين غول، صاحب منشأة سياحية بإسطنبول لـ"العربي الجديد".

ويكشف غول عن تراجع السياح "بشكل لا يقارن مع العام الماضي" بعد توقف السياح الإيرانيين ومعظم الأوروبيين، "لتبقى الآمال مبدئياً على الروس والبلغار وبعض الدول العربية"، مشيراً إلى أن بعض الدول أوقفت رحلاتها إلى تركيا، حتى قبل إعلان وصول فيروس كورونا إلى البلاد، كما فعلت السعودية بشكل صريح، وتعمل دول أخرى جراء التخويف، "فيوم أمس الأربعاء نقلت طائرات تركية وسعودية سياحاً إلى المملكة ضمن ما سمّته الرياض آخر موعد لمغادرة تركيا".

ويتوقع صاحب المنشأة السياحية تأثر بلاده، ولكن بشكل طفيف، لأن هذه الأشهر "بطبيعة الحال، ليست ضمن ذروة الإقبال" متمنياً إيجاد علاج ولقاح لهذا الفيروس، وإلا فسيؤثر في السياحة بجميع أنحاء العالم، ويشل حركة الطيران واقتصادات الدول الكبرى.



وتراجع عدد السياح في تركيا، خلال شهر شباط وما مرّ من شهر آذار، بحسب المتخصص بالشأن السياحي سردار دونمير، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن شهر كانون الثاني الماضي عزز الثقة بعام سياحي جيد، وارتفعت التوقعات إلى أكثر من 52 مليون سائح لهذا العام، إذ "زار تركيا في الشهر الأول من هذا العام 1.78 مليون سائح، بزيادة أكثر من 16% عن الشهر نفسه من عام 2019، لكن التراجع ظهر خلال شهر فبراير/شباط حتى اليوم".

وعن الإجراءات التشجيعية التي اتخذتها تركيا، يضيف دونمير: حاولت تركيا استغلال الموسم السياحي مع إغلاق العديد من الدول السياحية في العالم أو توجسها، وبمقدمتها الصين وإيطاليا، فأعفت نهاية فبراير/شباط مواطني 5 دول أوروبية من تأشيرة الدخول "النمسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة"، وذلك لتنشيط السياحة وزيادة الإنفاق وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وحتى الثقافية.

وتابعت مطلع مارس/آذار الجاري، وقبل اكتشاف أول إصابة بالفيروس، لتوسِّع الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى ست دول أخرى، وتُعفي مواطني 11 دولية من تأشيرة الدخول "النمسا، وبلجيكا، والمملكة المتحدة، وكرواتيا، وهولندا، وإيرلندا، وإسبانيا، ومالطا، والنرويج، وبولندا، والبرتغال".

وأطلقت تركيا الشهر الماضي بطاقة الحسم السياحي "ديسكونتي" لتسهيل التسوق والحصول على مختلف الخدمات للسياح، حيث تبحث المنظمات والوكالات السياحية عن طرق جديدة لزيادة الإنفاق السياحي الذي بلغ متوسطه للفرد 666 دولاراً في عام 2019 بزيادة 19 دولاراً للفرد عن عام 2018، ووصلت إيرادات السياحة 34.5 مليار دولار العام الماضي، بزيادة 17 بالمئة عن عام 2018 الذي بلغت الإيرادات خلالها 29.5 مليار دولار.


وفيما جذبت تركيا نحو 52 مليون سائح العام الماضي، تصدرتهم روسيا بنحو 7 ملايين سائح، ثم ألمانيا بنحو 4.8 ملايين، تتطلع إلى جذب أكثر من 57 مليوناً العام الجاري و75 مليون سائح و65 مليار دولار من إيرادات السياحة بحلول عام 2023، وهي الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا.