"قسد" تتقدّم في ديرالزور وآلاف المدنيين محاصرون في القريتين

"قسد" تتقدّم في ديرالزور وآلاف المدنيين محاصرون في القريتين

10 أكتوبر 2017
عشرة آلاف مدني محاصرون في مدينة القريتين (Getty)
+ الخط -
واصلت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الثلاثاء، عملياتها ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي، في ريف دير الزور، شمال شرق سورية، في حين أخفقت قوات النظام مجدداً في استعادة السيطرة على مدينة القريتين، في ريف حمص الجنوبي الشرقي، وسط تحذيرات من المجلس المحلي من وقوع مجزرة بحق المدنيين هناك، حيث يحاصَر أكثر من 10 آلاف مدني من دون غذاء أو إغاثة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" سيطرت على أجزاء من بلدة الحصان في ريف دير الزور الغربي، وذلك ضمن حملة "عاصفة الجزيرة"، التي تشنّها ضدّ "داعش"، في الضفة الشمالية من نهر الفرات "جزيرة".

وتزامن التقدّم من قبل "قسد" مع هجوم معاكس من تنظيم "داعش" على مواقعها في قريتي الصعوة وحوايج ذياب جزيرة، بعربتين مفخختين، أسفر عن وقوع خسائر بشرية، في حين استمرت المواجهات بين الطرفين في محيط بلدة محيميدة على بعد بضعة كيلومترات من مدينة دير الزور.

وكانت "قسد" قد بسطت سيطرتها، أمس، على بلدة محيميدة وعلى عدد من القرى في ريف دير الزور الغربي، في حين تعرّضت لهجمات من تنظيم "داعش" في محور حقل كونيكو، شمال شرق دير الزور.

وفي دير الزور الشرقي، شنّ تنظيم "داعش" هجمات معاكسة ضد قوات النظام السوري والمليشيات المساندة له في محيط مدينة الميادين، وبلدة مراط في الشمالي الشرقي، موقعاً خسائر بشرية في صفوفها.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر التنظيم هاجموا، اليوم الثلاثاء، مواقع سيطرت عليها قوات النظام في محيط مدينة الميادين، شرق دير الزور، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، فجّر خلالها التنظيم عربة مفخخة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من قوات النظام.

وأشارت المصادر إلى أن المواجهات احتدمت بين الطرفين في محور ماكف الغنم والمنطقة الصناعية والصوامع والتلال المحيطة بها خارج مدينة الميادين في البادية الجنوبية الغربية، وذلك بعد تمكن التنظيم من استعادة مواقعه هناك وإبعاد قوات النظام التي تستميت في محاولة للتقدم بغطاء روسي كثيف.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباحاً، في بيان لها، أن الطيران الحربي الروسي ينفذ نحو 150 غارة يومياً على مواقع لـ"داعش" في مدينة الميادين.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن الوزارة، أن "سلاح الجو الروسي دمر البنية التحتية الاقتصادية لتنظيم (داعش)، ويعمل على إحباط محاولات التنظيم استئناف استخراج المحروقات من الأراضي السورية التي يسيطر عليها".

واتهمت وزارة الدفاع الروسية "التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بخفض غاراته بشكل حاد على مواقع الإرهابيين في العراق، وذلك مع بدء الجيش السوري عملية تحرير دير الزور من مسلحي داعش".

وفي سياقٍ متّصل، جددت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" القصف المدفعي على المناطق التي لا تزال مع تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، وسط استمرار الهدوء على جبهات القتال.

من جانب آخر، فشلت قوات النظام السوري مجدداً في استعادة السيطرة على مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم "داعش" في الأجزاء الغربية من المدينة، وسط استمرار القصف المدفعي والجوي على الأحياء التي انقطع الاتصال عنها بشكل تام منذ عشرة أيام.

وأصدر المجلس المحلي لمدينة القريتين التابع للمعارضة السورية، بياناً، حذّر فيه من مصير مجهول لأكثر من عشرة آلاف مدني محاصرين في مدينة القريتين من دون غذاء أو إغاثة منذ سيطرة "داعش" على المدينة في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وطالب المجلس في بيانه الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني المعارض والمنظمات الحقوقية والإنسانية وهيئات الأمم المتحدة وحكومات العالم، بتحمّل مسؤولياتها والتدخل السريع لفتح ممرات، لمنع مجازر متوقعة بحق المدنيين.

وانقطع الاتصال مع المدنيين في القريتين إثر انسحاب قوات النظام بعد هجوم مباغت من مسلحي تنظيم "داعش"، كما سيطر التنظيم على مجموعة من التلال تفصل بين المدينة وطريق دمشق بغداد في البادية الشامية.


وذكرت مصادر موالية للنظام السوري أن المصور لدى التلفزيون الرسمي السوري محمد ميلاد قتل جراء انفجار لغم أرضي بسيارة كان يستقلها بالقرب من قرية أبو العلايا في ريف حمص الشرقي.

ضحايا بغارة جوية للنظام بحماة

من جانب آخر، قتل ثلاثة مدنيين وجرح عشرة آخرون بقصف من طيران النظام السوري على قرية الظافرية في ريف حماة الشمالي الشرقي.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طيران النظام الحربي استهدف منزلا في قرية الظافرية في ناحية الحمرا بريف حماة الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة آخرين من العائلة ذاتها.

مواجهات بين "هيئة التحرير" و"داعش"

واستمرت المواجهات بشكل متقطع بين تنظيم "داعش" وتنظيم "هيئة تحرير الشام" في منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي، اليوم، وذلك بعد تمكن الأخير من إعادة السيطرة على عدة قرى في المنطقة وتطويقها بشكل كامل، في حين واصلت قوات النظام استهداف مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مفاوضات تجري بين تنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام"، بالتزامن مع الاشتباكات المتواصلة في منطقة الرهجان، من أجل تسليم "داعش" للسلاح، للنظر لاحقاً في مصير عناصر التنظيم الذين سهل النظام عبورهم من ناحية عقيربات بعد سيطرته على كامل المنطقة بدعم من الطيران الروسي.

وسيطر تنظيم "داعش"، أمس الإثنين، بشكل مباغت على ثلاث عشرة قرية، قبل أن يتمكن لاحقاً تنظيم "هيئة تحرير الشام" من استعادة ست قرى ومجموعة من النقاط، بعد هجوم معاكس أوقع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وتفصل بين ناحية عقيربات ومنطقة الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي العديد من القرى التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، فضلاً عن الانتشار الواسع لحواجز النظام على طريق سلمية ـ الرقة الفاصل بين المنطقتين.

إلى ذلك، قصفت قوات النظام السوري، فجر اليوم، بالصواريخ والمدفعية، الأحياء السكنية في مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، موقعة أضراراً مادية، كما طاول القصف مواقع في محور حي جوبر، شرق مدينة دمشق، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام وعناصر فصيل "فيلق الرحمن" المعارض.

ومن جهة أخرى، أفادت تنسيقية مدينة الباب بإصابة القيادي العسكري في فصيل "فرقة السلطان مراد"، المدعو "أبو الطيب"، جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.