"داعش" يوحد الفصائل الكردية والجيش الحر في ريف حلب

"داعش" يوحد الفصائل الكردية والجيش الحر في ريف حلب

05 سبتمبر 2014
انسحبت حركة "حزم" من القطاع الجنوبي (الأناضول/Getty)
+ الخط -

أرسلت قوات "جبهة الأكراد" في سورية، تعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال ضد تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي، لتغطية النقص في أعداد مقاتلي كتائب الثوار على خطوط التماس في المنطقة الممتدة من سد الشهباء إلى الحدود التركية، بعد انسحاب حركة "حزم" من هذه الجبهات. و"جبهة الأكراد" فصيل كردي مستقل في ريف حلب، تأسس في بداية العام الماضي، ويتبنى رؤية القوى العسكرية التي تحارب النظام السوري وتسعى إلى إسقاطه، على عكس قوات "الحماية الشعبية الكردية"، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والذي يكتفي بالسيطرة على المناطق ذات الأغلبية الكردية في ريف حلب والجزيرة السورية، من دون قتال النظام السوري.

هذا الاختلاف في الرؤيا بين الطرفين، جعلهما في حالة خلاف في السنة الماضية قبل أن تتحسن العلاقات بينهما، وتحصل "جبهة الاكراد" على دعم كبير من "قوات الحماية الشعبية" بعد تمدد تنظيم "داعش" ومهاجمته المناطق ذات الأغلبية الكردية بشكل متكرر، في الشهور الأخيرة.

ودفعت "جبهة الأكراد" بتعزيزاتها إلى الريف الشمالي لحلب إثر انسحاب حركة "حزم" من القطاع الجنوبي من خط الاشتباك مع تنظيم "داعش" بعد استهداف الأخير حاجزاً مشتركاً لكتائب الثوار، عند جامع أم القرى، على طريق حلب ـ مارع بسيارة مفخخة، أدى انفجارها إلى مقتل أربعة من مقاتلي حركة "حزم" وأحد مقاتلي "جبهة الأكراد"، فضلاً عن 5 مدنيين.

وكانت "جبهة الأكراد" قد شاركت الشهر الماضي، بأعداد كبيرة من مقاتليها، إلى جانب كتائب الثوار، بالدفاع عن بلدات "أخترين" و"تركمان بارح" و"ارشاف" و"احتيملات"، التي سقطت في ما بعد بيد تنظيم "داعش".

ويُرجَّح أن تكون مشاركة "جبهة الأكراد" في القتال إلى جانب كتائب الثوار، جاءت بعد تقدّم  قوات "داعش" في ريف حلب الشمالي، واقترابها من الوصول إلى منطقة عفرين، الواقعة إلى الغرب من إعزاز، أكبر مدن ريف حلب الشمالي، والتي يتطلع التنظيم للسيطرة عليها.

وفي السياق، يؤكد الناشط الكردي، محمد رشو، لـ"العربي الجديد" أن "مدينة إعزاز، ومدن ريفها كمارع وتل رفعت، هي مناطق استراتيجية بالنسبة إلى قوات الحماية الشعبية الكردية، المسيطرة على منطقة عفرين، وسيطرة تنظيم داعش على هذه المدن ستجعله قادراً على مهاجمة عفرين، ما شجع قوات الحماية على دفع جبهة الأكراد إلى الذهاب من أجل قتال داعش في مناطق سيطرة كتائب الثوار".

كذلك قدمت قوات الحماية، بحسب رشو، "دعماً غير محدود لجبهة الأكراد لتنفيذ هذه المهمة، ولم يتوقف هذا الدعم على تمويل الجبهة ومدها بالسلاح، بل وصل إلى امدادها بمقاتلين تابعين لقوات الحماية الشعبية، ذلك أن الأخيرة قامت منذ أسبوعين بنعي ثلاثة من مقاتليها الذين سقطوا أثناء قتالهم في صفوف جبهة الأكراد في بلدة أخترين إبان سيطرة داعش عليها".

وتأتي مشاركة "جبهة الأكراد"، المدعومة من قوات "الحماية الشعبية الكردية" في القتال إلى جانب قوات الثوار، بعد سنتين من القتال المتقطع بين الطرفين، والذي شهدته المناطق المحيطة بمنطقة عفرين.

وكانت الاشتباكات بينهما تندلع إثر اتهامات توجهها قيادات في كتائب الثوار لقوات الحماية الشعبية بالعمالة لقوات النظام السوري والتنسيق معها، استناداً إلى قيام قوات الحماية بشكل مستمر بإفشال الحصار الذي كان الثوار يحاولون فرضه على بلدتي "نبّل والزهراء" المواليتين للنظام في ريف حلب الشمالي، عن طريق إيصال الإمدادات للبلدتين، من مدينة عفرين.

على صعيد آخر، تشارك كتائب "شمس الشمال" ولواء "ثوار الرقة" وجبهة "تحرير الفرات" التابعة جميعها للجيش السوري الحر، بالقتال إلى جانب قوات الحماية الشعبية، جنوب منطقة عين العرب "كوباني" في ريف حلب الشرقي ضد قوات "داعش"، التي تحاول التقدم في المنطقة بشكل متزامن مع هجومها على الريف الشمالي لحلب.

يبدو أن التقدم الأخير لتنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي، وهجومه المستمر على منطقة كوباني، دفع بالقوى العسكرية الكردية وكتائب الثوار، إلى تناسي خلافاتهما، وبالتالي دفعهم إلى التنسيق والعمل المشترك في سبيل صد التنظيم، وإيقاف تمدده، وخصوصاً أن "الدولة" لا يُخفي أنه يسعى إلى القضاء على كتائب الثوار وعلى "قوات الحماية الشعبية" و"جبهة الأكراد" من دون تمييز بينهم.