"داعش" يستعيد زمام المبادرة بتكريت ويعزل الرمادي عن محيطها

"داعش" يستعيد زمام المبادرة بتكريت ويعزل الرمادي عن محيطها

11 ابريل 2015
الجبوري: الحكومة حتى الآن لم تسلّح أبناء العشائر (الأناضول)
+ الخط -

لم تمضِ سوى 10 أيام على إعلان الحكومة العراقية عن حسم معركة تكريت، والسيطرة عليها بشكلٍ كامل، حتى عاد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، ليغيّر المعادلة من جديد، ويستعيد زمام المبادرة في المحافظة.

وأوضح مسؤول في اللجنة الأمنية، في مجلس محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات الأمنيّة لم تحسم معركة تكريت بشكلٍ كامل، بل بقيت فيها بعض الجيوب لداعش، لم تتمكن من القضاء عليها".

وبحسب المسؤول، فإنّ "التنظيم استغلّ تلك الجيوب ليقوم بهجمات على مناطق متفرقة في المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "داعش" استطاع خلال اليومين الماضيين، استعادة زمام المبادرة لنفسه، "ويحقق تقدماً ملحوظاً في المحافظة".

كما لفت الى أنّ "الخلل يكمن في أنّ المناطق التي يتحرّك من خلالها داعش، وهي مناطق الزلاية ومكيشيفة والعوينات، جنوب تكريت، يمسكها الحشد الشعبي، وهو منشغل بإحراق المنازل وأعمال النهب، الأمر الذي أفقده وأفقد الأجهزة الأمنيّة ثقة ودعم عشائر المحافظة".

اقرأ أيضاً: العراق: داعش يظهر بصلاح الدين و"حزب الله" يصل الأنبار


بدوره، رأى مجلس عشائر صلاح الدين أنّ "تحركات داعش تنذر بمخاطر عودة سيطرته على أجزاءٍ واسعة من المحافظة".

وأوضح عضو المجلس، الشيخ عبد الخالق الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة تعلم أنّ خطة مسك الأرض أهم من خطط التحرير، لأنّ ذلك يغني عن كثير من الخسائر التي تتكبدها بعد سيطرة داعش عليها"، مستدركاً أنّ "الحكومة حتى الآن لم تجهّز وتسلّح أبناء العشائر ليقوموا بذلك، بل تركوها بيد المليشيات التي عاثت بها فساداً، الأمر الذي صب لصالح داعش، وفتح له الباب لمعاودة نشاطه من جديد".

إلى ذلك، دعا الجبوري الحكومة إلى "إعادة النظر بخططها، وتسليح العشائر لمسك الأرض، ومنع تقدم التنظيم".

يذكر أنّ تنظيم "داعش"، وبعد إعلان انتهاء معركة تكريت في مطلع أبريل/ نيسان الحالي، بدأ بتنفيذ هجمات قويّة في بعض مناطق المحافظة، أربك من خلالها القوات الأمنيّة والحشد الشعبي في المحافظة، ما سيدفع الحكومة الى إعادة حساباتها بشأن معركة الأنبار.

وفي السياق نفسه، فجّر تنظيم "داعش" جسر البوفراج الحيوي، ليعزل مدينة الرمادي بالكامل عن محيطها ويقطع خطوط الإمدادات العسكرية إليها.

وقال مصدر أمني مطلع، لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم نسف الجسر الاستراتيجي بالكامل بسيارة مفخخة أدت إلى انهياره وسقوطه في نهر الفرات، موضحاً أن عناصر "داعش" عبروا النهر باتجاه الضفة الأخرى وسط مدينة الرمادي في محاولة لاقتحام المجمع الحكومي، مشيراً إلى اشتباك التنظيم مع الشرطة الاتحادية ومسلحي العشائر في حي الحوز، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

ودفع الوضع الأمني المتدهور في الأنبار الحكومة المحلية للطلب من الدول العربية التدخل لتخليص المحافظة من خطر الإرهاب. وقال رئيس مجلس المحافظة، صباح كرحوت، إن الأنبار تمر بظرف صعب وتحتاج للدعم والإسناد، مشدداً على ضرورة الاستعانة بالدول العربية للحصول على الأسلحة لعشائر المحافظة المتصدية لـ"داعش".

كما طالب رئيس كتلة "الحل" البرلمانية، جمال الكربولي، قطر والسعودية والكويت بضرورة دعم عشائر الأنبار وتزويدها بالسلاح الكافي لطرد التنظيم المتطرف.

وفي سياق متصل، أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بنقل كميات كبيرة من السلاح والعتاد إلى الأنبار التي تتعرض لهجمة شرسة من "داعش".

وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، إن العبادي وافق على تسليح العشائر لإسناد القطعات الأمنية، كما أكد وزير الدفاع، خالد العبيدي، موافقته على إرسال عتاد وذخيرة لمسلحي عشائر الأنبار، مشدداً على ضرورة معالجة الأخطاء التي تسببت بسقوط بعض المناطق في المحافظة. 

دلالات

المساهمون