"باقون ما بقي الزعتر والزيتون" لمساندة المزارعين في فلسطين

"باقون ما بقي الزعتر والزيتون".. حملة شعبية لمساندة المزارعين في فلسطين

01 نوفمبر 2017
حملة لتقديم يد العون للمزارعين (جمعية الهدف للتنمية الريفية)
+ الخط -

في إطار مبادرات دعم المزارع الفلسطيني، خاصة في فصل الزيتون، يتم تقديم يد العون للمزارعين بالتنسيق مع جمعيات محلية تجمع أعداداً من المتطوعين الفلسطينيين والأجانب، للوقوف بجانب أصحاب الأرض ضدّ غطرسة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

"باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، حملة أطلقها شبّان فلسطينيون في ثلاث جمعيات محلية، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وهي جمعية الهدف للتنمية الريفية في قرية بورين جنوب نابلس، وملتقى الشراكة الشبابي، والمنتدى التنويري الثقافي، والتي تجمع طلاب الجامعات والمدارس، بالإضافة إلى متطوعين من مختلف دول العالم، وتنظم حملاتها في عدة مناطق بنابلس.

منسق الحملة، غسان النجار، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "هدفنا الأساسي في هذه الحملة، هو مساعدة المزارعين للخروج إلى أراضيهم المهددة من قبل المستوطنين، والتي تقع بالقرب من مستوطنات الاحتلال، من دون الحصول على تنسيق وتصريح، كون كافة الأراضي المحاذية للمستوطنات تحتاج لتصريح خاص يسمح للأهالي بالوصول إلى أراضيهم".

سلطات الاحتلال، ومن خلال جنودها المنتشرين في محيط المستوطنين وبالقرب من الطرق الالتفافية، وكذلك عن طريق المستوطنين المدججين بالسلاح، تمنع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المحاذية للمستوطنات، إلا من خلال تنسيق عبر ما يسمى بـ"الإدارة المدنية"، حيث تسمح لهم بقطف ثمار زيتونهم لأيام معدودة وساعات قليلة، وغالبا في نهاية موسم الزيتون، حيث يستغل المستوطنون هذه الفرصة ليسرقوا ويخربوا ثمار الزيتون.


حملة "باقون ما بقي الزعتر والزيتون" لا تنتظر حتى يسمح الاحتلال للأهالي بأن يصلوا إلى أرضهم، فهم أصحاب الأرض ومن حقهم أن يذهبوا إليها متى شاؤوا، وفق ما يقوله النجار، مشيرا إلى أنه يتم التنسيق مع أصحاب الأراضي في موعد محدد ويتجهوا نحو الأرض، ملقين كل إجراءات الاحتلال خلف ظهورهم.

يشارك في الحملة متطوعون من مختلف دول العالم (جمعية الهدف للتنمية الريفية)


ويلفت إلى كثرة الاعتداءات التي تعرّض لها المتطوعون، والتي كان آخرها قبل أيام في قرية الساوية جنوبي نابلس، حيث اعتدى قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال على المشاركين بالضرب، وأصابوا فتاة فلسطينية، وحاولوا اعتقال متطوعة أجنبية، لكن كل إجراءات الاحتلال لم تمنع المشاركين من استمرارهم في حملتهم، بل كان ذلك يزيدهم إصرارا وعزيمة.

ويوضح النجار أن المواجهة مع المحتل هي معركة كر وفر، حيث يتجه المتطوعون إلى الأرض، ويلتقطون قدر ما استطاعوا من الثمار، إلى أن يهاجمهم جنود الاحتلال والمستوطنين، وتدور المواجهة في محاولة من قوات الاحتلال لإبعادهم عن الأرض وإبلاغهم بأن هذه المنطقة يمنع عليهم الوصول إليها إلا من خلال تنسيق خاص، وفي حال أجبرهم الاحتلال على الخروج من الأرض، يعودون في وقت لاحق لاستكمال عملهم.

منذ تسع سنوات وحملة "باقون ما بقي الزعتر والزيتون" قائمة، إذ يتركز عملها في قرى مدينة نابلس التي تتعرض لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، كما أنه تم تقديم المساعدة لقرى قريوت وبورين وعصيرة القبلية وسالم والساوية، منذ بداية الموسم، ولا تزال الحملة مستمرة.

قدمت الدعم والإسناد للعديد من القرى (جمعية الهدف للتنمية الريفية) 


ويشير النجار إلى أن الحملة قدمت المساعدة في قرية بورين لنحو 15 مزارعا تقع أراضيهم بمحاذاة مستوطنات "يتسهار وبراخا وجفعات رونيم" المقامة على أراضي قرى جنوب نابلس، من دون الحصول على تنسيق من الاحتلال.

ويضيف: "من المقرر أن يتم تنفيذ حفل تكريم للمزارعين الفلسطينيين وتقديم دروع لهم، تعزيزا لصمودهم في أراضيهم، وذلك خلال نهاية موسم قطف الزيتون، وكذلك تقديم الشكر للمتطوعين الأجانب الذين يأتون لفلسطين للمشاركة في مثل هذه الفعاليات والحملات الشعبية، علما أنه يتم التنسيق مع المتضامنين الأجانب من خلال مؤسسات موثوق بها، تعمل لصالح مناصرة القضية الفلسطينية".