"البريكس" تتحدى صندوق النقد بمؤسسة مالية جديدة

"البريكس" تتحدى صندوق النقد بمؤسسة مالية جديدة

11 يوليو 2014
الرئيس فلادمير بوتين خلال اجتماعات البريكس(getty)
+ الخط -
على خلفية تهديدات جدية لأنظمتها السياسية، وصعوبات تعانيها اقتصادات بعضها، تطلق مجموعة بريكس الاقتصادية، مؤسسة مالية جديدة، تعمل على تشكيل احتياطي عملات يقيها التقلبات والمخاطر المالية المحتملة، وتقلل، إلى حد ما، من هيمنة "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي"على اقتصادات البلدان النامية وسياساتها السيادية.

ويقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة كوبا خلال الايام المقبلة للقاء زعماء دول مجموعة "بريكس"، حيث سيتم الإعلان عن أمور هامة، بحسب ما أعلن عنه في سيفاستوبول الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في مسائل التعاون الدولي الخاصة بأمن المعلومات أندريه كروتسكيخ، وقد صرح لموقع (politobzor.net) بأن الزيارة فائقة الجدية للرئيس بوتين إلى بلدان أميركا اللاتينية، وستكون هناك مفاجآت كثيرة، حيث سيبدأ الرئيس بزيارة كوبا، وتنتهي الجولة باجتماع لزعماء الدول الأعضاء في بريكس.

قمة البريكس المرتقبة


وتضم  قمة بريكس السادسة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وستعقد اجتماعاً على مستوى الرؤساء يومي 15 و16 يوليو/تموزالجاري، في مدينة فورتاليزا البرازيلية، وينتظرأن يوقع زعماء بريكس في هذه القمة اتفاقاً إطارياً لإحداث احتياطي نقد أجنبي.

وفي خطوة نحو ذلك، صادقت الحكومة الروسية على مشروع اتفاق لإنشاء احتياطي نقد أجنبي يعادل مئة مليار دولار خاص بدول بريكس لمواجهة الهزات المالية. ووفقاً للوثيقة، تحتفظ البنوك المركزية في البلدان الأعضاء باحتياطات الدولار، لتصرف عند الطلب.

ويبلغ رأسمال بنك بريكس المدفوع 10 مليارات دولار، تسددها الدول الأعضاء بالتساوي، أي 2 مليار دولار من كل منها. فقد نقلت وكالة "إيترتاس" عن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف قوله، إن الدول الأعضاء اتفقت على أن يبلغ رأسمال البنك المرخص به 100 مليار دولار، منها 50 ملياراً رأسمال مخصص، و10 مليار رأسمال مدفوع، و40 ملياراً "تحت الطلب"، علماً بأن رأس المال المدفوع سيتم تشكيله في غضون سبع سنوات.

وتحدث وزيرالمالية عن تسمية للبنك تم الاتفاق عليها، هي "بنك التنمية الجديد"، وأنه مفتوح لانضمام دول - أعضاء جدد إليه من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مشيراً الى أن هناك اتفاقاً بين الدول الأعضاء على أن لا تقل حصة هذه الدول مجتمعة في البنك عن 55 في المئة من رأسماله الإجمالي. وسوف تشمل أنشطة البنك مشاريع البنية التحتية، بالدرجة الأولى على أراضي الدول الأعضاء في بريكس.

ووفقاً لما نقلت الوكالة عن الوزير، فإن مناقشة مكان مقر البنك جارية الآن بين الزعماء، والمفاضلة تتم بين شنغهاي ونيودلهي، علما بأن كلا من البلدين عبّر عن رغبته الشديدة والصارمة في أن يكون مقر البنك لديه.

الخروج من الهيمنة

يبدو أن مجموعة البريكس تؤسس "بنك التنمية الجديد" الخاص بها، للخروج من هيمنة "البنك الدولي" و"صندوق النقد الدولي" وإملاءاتهما التي تنعكس على سياسات البلدان الداخلية وتغرق بعضها في أزمات سياسية اقتصادية تفاقم أوضاعها سوءا.

ويهدف البنك الجديد إلى تمويل المشاريع التي تعود بالنفع على البلدان النامية وليس على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. ويجري الحديث على المواقع الاقتصادية من أن أفضلية التمويل ستكون  للمشاريع الخارجية بالدرجة الأولى وليس الداخلية الخاصة بالدول الأعضاء.

إضافة إلى ما سبق، فإن احتياطي العملات الأجنبية يأتي بمثابة تأمين لدول بريكس ضد المشكلات المالية وحالات عجز الموازنة في حال حدوثها. وبالتالي، فإن البنك الجديد سيساهم في حماية دول بريكس من عجز الموازنات ومخاطر العملات وتأرجح قيمتها المقارنة. ويكتسب ذلك أهمية خاصة على خلفية تراجع عملات البلدان النامية الملحوظ أمام الدولار في الآونة الأخيرة، بما في ذلك الروبل الروسي.

"البريك" سابقاً

جدير بالذكر أن المجموعة الاقتصادية قبل انضمام جنوب أفريقيا إليها، كانت تسمى "بريك" (الأحرف الأولى من البرازيل وروسيا والهند والصين). وقد عقدت قمة "بريك" الأولى في يكاتيرنبورغ الروسية في العام 2009، للبحث عن مخرج من مضاعفات الأزمة الاقتصادية العالمية، ولكن، سرعان ما بدأ البحث في مشاريع استثمار مشتركة بين هذه الاقتصادات، وفي القمة الثانية التي عقدت سنة 2010، في العاصمة البرازيلية، وبعد مناقشة المسائل المتعلقة بالتجارة البينية بين الدول الأربع، تم إنجاز الخطوة الثانية، وهي توقيع اتفاقات بالغة الأهمية بين مؤسسات بلدان بريك المالية، وتم الاتفاق على التعاون في مجال السياسات المالية، وأما القمة الثالثة فعقدت في الصين سنة 2011، وقد اضمت جنوب أفريقيا إلى مجموعة "بريك" فتحولت إلى "بريكس"، ووضعت قمة بريكس نصب أعينها مهمة البحث في إصلاح منظومة التمويل العالمية ووقعت اتفاقاً إطارياً للتعاون في مجال الإقراض بين بنوك التنمية في الدول الأعضاء وبين عملاتها، وفي القمة الرابعة التي عقدت في نيودلهي عام 2012، تم الاتفاق على تشكيل بنك بريكس المتحد.    

 

المساهمون