"الإفتاء" الأردنية تجيز عيد الأم.. وتضارب في ردود الفعل

"الإفتاء" الأردنية تجيز عيد الأم.. وتضارب في ردود الفعل

21 مارس 2016
عيد لتكريم الأمهات (GETTY)
+ الخط -



اعتبرت دائرة الإفتاء الأردنية أن عيد الأم يعتبر يوم وفاء وتقدير للأمهات، مشيرة إلى أن فيه يعترف الناس في جميع أنحاء العالم بجميل الأمهات، ويعبرون عن مزيد محبتهم وامتنانهم لأمهاتهم في يوم واحد يجمعهم، وأنه "ليس عيداً بالمفهوم الشرعي للعيد".

وتابعت الدائرة، في ردها على أحد الأسئلة على موقعها الإلكتروني، عن شرعية عيد الأم، أن "تكريم الأم في هذا اليوم بالمعنى السابق، أمر تنظيمي عادي لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية".

وتستشهد "الإفتاء الأردنية" ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد معنى الشكر والإحسان للوالدين. وتضيف أن "الأم تنال الحظ الوافر من الأمر، بحسن صحبتها والإحسان إليها، حيث قُدمت على الأب، وكرر الأمر في الشريعة بالعناية بها".

وتؤكد أن "تكريم الأمهات في يوم الأم ليس من باب التشبه المحظور، بل هو من الحكمة العامة".

وتلفت إلى بعض الأمور الواجب فعلها تجاه الأم، ومنها "برها وإكرامها والإحسان إليها، فهو واجب شرعي مطلوب تحقيقه في كل وقت، سواء كان في حياتها أم بعد وفاتها، ويكون ذلك بالدعاء والاستغفار لها وبصلة الرحم.. وإكرام صديقاتها".

ويرى العديد من الأردنيين أن إكرام الأم والإحسان إليها لا يجب أن يقتصر على يوم واحد، فيما يقول آخرون إن من حق الأم أن يُحتفل بها في يوم خاص لها لعظم ما قدمت.

اقرأ أيضاً: إليكِ أمّي من زنزانتي

وفي سياق تعليقهم على فتوى دائرة الإفتاء الأردنية، تقول الأردنية مها بسّام (21 عاما) لـ"العربي الجديد": "فرحت بالفتوى التي تجيز الاحتفال بعيد الأم، فهو أقل شيء يمكن فعله لها إزاء جهودها وتعبها مع أبنائها، ولا أرى فيه أي مشكلة، على العكس تماماً، أشجع صديقاتي على الاحتفال به مع أمهاتهن".

من جهتها، تقول الأردنية روان أحمد (20 عاما) لـ"العربي الجديد"، إن "حبي لأمي لا يُعبر عنه في يوم واحد.. أرى أن الحب يجب أن يكون على مدار السنة، وأن عليّ أن أحتفل بأمي بما تحب، وأن أُلبّي كل ما ترغب فيه، ولا أكترث كثيراً لعيد الأم".

أما الأردني محمد علي (25 عاما)، فيعلق قائلاً: "أصبح الاحتفال بعيد الأم عادة منتشرة، وإن كنت سأحتفل بهذا اليوم فسيكون لمجاراة هذه العادة، وحتى لا تشعر أمي بأني مقصر في حقها أو أني لا أهتم بها، حين ترى أبناء صديقاتها قد قدموا الهدايا لهن، وأبناءها لم يفعلوا".


وترى الأم الأردنية فاطمة عمر (60 عاماً) أن لا أهمية لهذا اليوم، معربة عن استغرابها الشديد لهذه الفتوى. وتضيف "قياساً على هذه الفتوى، فإننا سنرى أن الاحتفال برأس السنة لا ضرر فيه، وكذلك الحال في عيد الحب وعيد الأب وعيد قوس قزح في الصيف، لما لكل منها من أهداف نبيلة!".

من جهتها، تقول الأم الأردنية مها كرم (36 عاما)، إن "سعادتي كبيرة حين أجد أبنائي يهتمون بي ويفكرون في شيء يفعلونه لتقدير جهودي معهم، ولكن جلّ ما يهمني أن أراهم في أحسن حال، وأن أرى تقدمهم في الحياة بشكل يرضيني ويرضيهم".

ويخاف الأب الأردني حمدي سقا (45 عاما) من الترويج الكبير لمثل هذه الأعياد وبهرجتها والاهتمام بها، لما لها من تأثير على المجتمع. ويتابع في تصريحات لـ"العربي الجديد" أن "إجازة مثل هذه الأعياد وتسليط الضوء عليها إعلامياً وإصدار فتاوى بشأنها سيجعلها تتكاثر بلا طائل.. فاليوم نرى عيد الأم وعيد الأب، وغدا لا نعلم ماذا سيكون، فالناس أصبحوا يتفننون بالأعياد".


اقرأ أيضاً: أمهات مصر يتظاهرن ضد الإعدام في عيد الأم

المساهمون