"إيف سان لوران": إقامة طويلة في مراكش

"إيف سان لوران": إقامة طويلة في مراكش

06 نوفمبر 2017
(المتحف من الخارج)
+ الخط -

على مقربة من "حديقة ماجوريل" في وسط مراكش، والتي أنقذها إيف سان لوران (1936-2008) وبيير بيرجي (1930-2017) من الإهمال عام 1980؛ فتح "متحف إيف سان لوران" أبوابه في 19 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في الزقاق ذاته الذي يحمل اسم مصمم الأزياء الفرنسي.

"يراد للمبنى المقام على مساحة إجمالية تناهز أربعة آلاف متر مربع أن يكون أكثر من مجرد متحف عادي، بل مركزاً ثقافياً حقيقياً ومتكاملاً" كما يقول كيتو فيرو أمين المتحف لـ"العربي الجديد". فالمتحف يحتضن فضاءً للمعارض الدائمة التي تقدم أربعين عاماً من إبداع المصمم الفرنسي، وصالة للمعارض المؤقتة، ورواقاً للصور الفوتوغرافية، وصالة للمحاضرات تتسع لـ130 مقعداً، ومتجراً للكتب، بالإضافة إلى خزانة تحتوي على أكثر من 5000 مؤلّف تعنى بمجالات الأدب والتاريخ والجغرافيا العربية الأندلسية والثقافة الأمازيغية وتصاميم إيف سان لوران.

صمّم مبنى المتحف وبني تحت إشراف خاص من بيير بيرجي "تكريساً لعمل المصمم الذي يدين بالكثير للمدينة الحمراء، حتى في ألوانه وأقمشته" يقول فيرو. ويضيف: "مجاورة المبنى لحديقة ماجوريل ستجعل منه وجهة سياحية تستقطب جمهوراً واسعاً وليس فقط عشاق الأزياء والموضة".

على واجهة مبنى المتحف نقرأ اقتباساً لإيف سان لوران: "على الرغم من أُلفتي مع الضوء وألوان شمال أفريقيا، لم أدرك أن مزيج ألواني هو الزليج، والزواقة (نوع من الزخرفة المغربية)، والجلباب، والقفطان، إلا في وقت لاحق، عندما اكتشفت المغرب. أنا مدين لهذا البلد بالجرأة التي نسبت لي منذ ذلك الوقت، وإلى صخب التناغمات، إلى جراءة المُزوج، وحرارة الابتكارات. هذه الثقافة أصبحت ثقافتي، غير أنني لم أكتف باستيرادها، بل قمت بإلحاقها وتحويلها وتكييفها".

بإضاءة مسرحية وخلفية سوداء، أول ما يستقبل الزائر صورةٌ للمصمم بجوار إحدى قطعه الفنية الأكثر شهرة؛ ليدخل بعدها في سفر يقارب أربعة عقود من الإبداع احتوتها "صالة العرض الدائمة". خمسون قطعة فنية اختيرت بعناية، وتدور حول موضوعات أثيرة لدى إيف سان لوران: "الذكوري - الأنوثي"، و"الأسود"، و"أفريقيا في الحلم"، و"الرحلات الخيالية"، و"الدعوة لحضور حفل راقص"، ثم "الحدائق".

إلى جانب ذلك يعرض فيلم يتتبع عمل المصمم وتطوّره؛ "الفكرة هي أن نرى كيف تم الانطلاق من عينة النسيج، من الرسم الأوّلي، إلى الإبداع الاستثنائي"، يقول أمين المتحف. كذلك يتم عرض البيوغرافيا المصوّرة للمصمّم، وعدد من الرسائل.

ويستضيف المتحف ضمن فعالياته الأولى معرضاً فنياً للمستشرق ماجوريل تحت عنوان "مغرب جاك ماجوريل".

هذا المتحف ليس مجرّد استعادة تقدم الأعمال الأساسية للمصمم (المعطف القصير، والسموكينغ، وفستان موندريان، والسترة الصحراوية، إضافة إلى الرسومات الأولية)؛ بل يقترح قراءة مبتكرة لنماذج فنية نادراً ما تعرض على الجمهور.

إنها القصة الكاملة لإيف سان لوران، والعصر الذهبي للخياطة الرفيعة في النصف الثاني من القرن الماضي؛ تتكشف أمام أعيننا.

المساهمون