"أوبك" ومأزق الـ20 دولاراً

"أوبك" ومأزق الـ20 دولاراً

12 سبتمبر 2015
بافيت مع الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون (أرشيف/AFP)
+ الخط -

مع تفاعل أزمة الصين وفشل السلطات الصينية في السيطرة على اضطراب سوق المال، تتعمق أزمة "أوبك"، لأن الصين تعد ثاني أكبر مستورد للخامات النفطية في العالم.

وسيعني انخفاض معدل النمو الصيني وبنسبة تفوق تقديرات صندوق النقد الدولي، ربما بنقطة كاملة المزيد من تراجع الطلب العالمي على النفط، وسط تزايد التخمة الإنتاجية التي تفوق حالياً 3 ملايين برميل يومياً.

وهذا يعني أن هنالك معروضا نفطيا في الأسواق يفوق طلب المشترين بأكثر من 3 ملايين برميل يومياً. وهو ما دعا "العربي الجديد"، أن تقول قبل أسابيع إن السوق النفطية باتت سوق مشترين أكثر منها سوق بائعين.

وكان الصندوق قد قدر أن ينخفض معدل النمو الصيني خلال العام الجاري إلى 6.8% من معدلاته التي بلغت العام الماضي 7.4% في العام الماضي ، ولكن خبراء في معاهد بحثية أميركية يرون أن "تصحيح فقاعة اقتصاد الصين"، ستكون مؤلمة وستقلل معدل النمو الاقتصادي الصيني ربما إلى 6.0% أو أقل من ذلك في العام المقبل 2016.

وسيترجم انخفاض النمو الاقتصادي الصيني بشكل مباشر على الطلب العالمي للنفط، وبالتالي على انهيار الأسعار. وتستورد الصين حوالى 7.3 ملايين برميل يومياً، معظمها من الدول العربية، حيث تفوق وارداتها من النفط العربي مليار برميل سنوياً.

ويلاحظ أن هنالك مؤشرين، يدلان على أن دورة انهيار النفط ربما تتعمق خلال الشهور المقبلة وبداية العام المقبل. وذلك عكس التوقعات المتفائلة التي صدرت عن الفاتح بيرول، المدير الجديد لوكالة الطاقة الدولية، والتي أشار فيها إلى إنتاج النفط الصخري الأميركي سينخفض خلال العام المقبل، ولا تدعمها أدلة عملية. فالشركات الأميركية تواصل خفض كلف الانتاج، كما أن هنالك إحتمالات ان تمكن التقنية الأميركية في إنتاج النفط الرملي بكلفة أقل لا تفوق 30 دولاراً للبرميل.

فالمؤشر الأول على أن الأسعار ستنهار أكثر ، جاء من أميركا، حيث باع المستثمر الدرب في أسواق المال وارن بافيت، أسهمه في شركة "أكسون موبيل"، كبرى شركات النفط في العالم خلال الأسبوع الماضي، وقال صراحة إن مستقبل تحقيق أرباح في أسهم شركات النفط أصبحت مستبعدة. وهو ما يعني عملياً أن مبيعاتها النفطية ستواصل التدهور تبعاً لتدهور أسعار النفط.

أما المؤشر الثاني على تواصل دورة إنهيار أسعار النفط، فقد جاء من مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، الذي يعد من كبار المتاجرين في النفط. لقد رجح غولدمان  ساكس أمس، ولأول مرة احتمالية انخفاض سعر النفط إلى قرابة 20 دولاراً للبرميل. وهو ما أسبق أن أشارت إليه" العربي الجديد" قبل أسابيع.
وسط هذه السيناريوهات المرعبة، تجد منظمة "أوبك"، نفسها في مأزق حقيقي، فالمشهد النفطي، أصبح خارج نطاق سيطرتها تماماً، خاصة أن المعروض النفطي يتضخم والطلب ينكمش. فحتى إذا وافقت المنظمة على عقد اجتماع مع المنتجين خارجها، وهو احتمال مستبعد في الوقت الراهن، فلن تتمكن من سحب التخمة النفطية من السوق. وذلك لأن إعادة السوق إلى توازنها يحتاج إلى سحب 4 ملايين برميل يومياً من السوق النفطية على الأقل. وسحب هذه الكميات الضخمة من سقف إنتاج "أوبك"، سيخلق مجموعة من الخلافات داخل المنظمة البترولية، التي يواجه أعضاؤها ضغوطاً مالية بالغة إضافة إلى المشاكل السياسية. وربما تنتهي " أوبك" في حال الموافقة على عقد إجتماع بشأن الحصص النفطية أن تدخل في مشاكل معقدة تنتهي بالمزيد من إنهيار الأسعار وربما إلى أقل من 20 دولاراً.

 
اقرأ أيضاً: "غولدمان ساكس" يتوقع تراجع النفط إلى 20 دولاراً للبرميل

المساهمون