"أمل" طالبة تونسية تتحدى إعاقتها وتتحول إلى مثال للإرادة

الأولى على دفعتها: "أمل" طالبة تونسية تتحدى إعاقتها وتتحول إلى مثال للإرادة

03 يوليو 2020
حصلت على المرتبة الأولى في دفعتها (فيسبوك)
+ الخط -

حظيت الطالبة التونسية أمل قندوز بإعجاب التونسيين بفضل عزيمتها الفولاذية وقوة إصرارها وتحديها لإعاقتها الجسدية والصعوبات المادية، وتحولت إلى مثال في الطموح والتحدي والإرادة لتفوقها في جميع مراحل دراستها، وإحرازها المرتبة الأولى في كليتها بمحافظة قفصة، جنوب غرب البلاد.

تغلبت قندوز بعزيمة وطموح كبيرين على الإعاقة الجسدية التي رافقتها منذ ولادتها وحالت دون تحريكها لقدميها، إلّا أنّها لم تستسلم، فتحدّت حواجز الجسد وتشبثت بمواصلة تعليمها ودراستها حتى بلغت مقاعد الجامعة بكل تميز.

حصلت الطالبة أمل قندوز، من مدينة المظيلة التابعة لمحافظة قفصة، جنوب تونس، على المرتبة الأولى بالمعهد العالي لإدارة المؤسسات بقفصة بمعدل 18.16 من 20 وذلك خلال السنة الأولى من الإجازة الأساسية في التصرف.

وتقطع قندوز نحو 12 ميلا يوميا لتبلغ كليتها انطلاقا من منزلها في مدينة المظيلة، المعروفة بطبيعتها القاسية وارتفاع درجات الحرارة فيها والانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب عنها، وهي تصنف ضمن المدن المهمشة والأقل تنمية، رغم وجود مصانع ومغاسل الفوسفات التابعة  للمجمع الكيميائي.

تغلبت على إعاقتها (فيسبوك)


وتعرضت أمل لوعكة صحية خلال العام الماضي حالت دون التحاقها بصفوف الجامعة رغم تفوقها خلال العام قبل الماضي في امتحان البكالوريا شعبة تصرف، وباستعادتها لقواها اختارت الدراسة بالمعهد العالي لإدارة المؤسسات وتميزت في دفعتها رغم الصعاب والعراقيل.
وقال أستاذ قندوز بالجامعة، وليد علي، على حسابه بـ"فيسبوك": "أهنّئ أبناءنا طلبة السّنوات الأولى من الإجازة بالنجاح، فالنجاح دائما ثمرة كدّ وتعب أيّام وشهور وحتى سنوات، أهنّئكم وأستسمحكم أن أوجّه تهنئة خاصّة وتحيّة خالصة من القلب إليك أمل قندوز.. إليك أيتها الطّالبة المتميّزة، الذكيّة، القويّة...".

 

مثال للقوة والعزيمة (فيسبوك)


وأضاف علي بعبارات مليئة بالفرحة والفخر "إليك يا عنوانا للنّجاح والتّميّز والتألق، إليك يا من كسرت كلّ حواجز ومصاعب الحياة لترسمي لنا اليوم ابتسامة جميلة على محيّانا وفرحة على وجوه أساتذتك وعائلتك بالمعهد وأصدقائك... ألف تحيّة منّا إليك وألف شكر وألف مبروك النّجاح والتميّز... دمت فخرا لنا ودام تألقك.".
وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خبر نجاح أمل قندوز وصورها بكثير من التأثر والاعتزاز بهذه الشابة المقعدة التي لم تمنعها إعاقتها من تحقيق التفوق، معبرين عن إعجابهم بقوة إصرارها وعزيمتها.

 

وتحولت قندوز، بحسب مدونين، إلى مثال للأمل والطموح وقوة الإرادة التي لا تكسر ولا تقهر. وقال أستاذ علم الاجتماع حسن موري لـ"العربي الجديد"، إن الشابة أمل قندوز قصة نجاح لذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف أوجه الحياة، ومثال حي على قوة الإرادة والعزيمة التي تحتاج التعريف والإحاطة بها من قبل الدولة حتى تتمكن من إتمام دراستها وتألقها.

وأضاف موري أن قصة قندوز تدفعنا لمراجعة علاقة الدولة بذوي الإعاقة من حيث ضرورة تمكينهم من حقوقهم في الاندماج في المجتمع باعتبارهم عناصر فاعلة ومنتجة تميز معظمهم في العديد من المجالات.

المساهمون