في فناء مدرسة على الحدود السودانية المصرية علق عشرات السودانيين الذين فروا من جحيم الحرب المندلعة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، لا يستطيعون العودة لمنازلهم أو مغادرة الحدود لمصر.
غابت الأجواء الاحتفالية المبهجة المعتادة عن السودان في شهر رمضان هذا العام وسط نزوح الملايين من ديارهم ومعاناتهم من الجوع مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تقترب من إتمام عامها الأول.
لم يكن النازح السوري فيصل حاج يحيى يتوقع أن ينتهي به المطاف في مخيم صغير يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة غرب مدينة سرمدا، فاقداً قربه من أسرته الكبيرة ولمّتها وغيرها من عادات وطقوس دأب عليها خلال شهر رمضان.
تحكي أسرة سودانية لجأت إلى دولة أوغندا، كيف تقضي شهر رمضان هذا العام، بعد الابتعاد عن الوطن والأهل، وانتقالها إلى بلد آخر، هرباً من الاشتباكات الجارية في السودان منذ أشهر طويلة.
تبدو ساعة ما قبل الإفطار في السودان مختلفةً عن الدول الإسلامية الأخرى. ففي الوقت الذي يهرع فيه المسلمون إلى بيوتهم لتناول الإفطار مع أسرهم، يتحرَّك السودانيون بشكل معاكس، إذ يحملون طعامهم لتناوله في تجمعات وسط الأحياء السكنية على امتداد مدن وأرياف البلاد، رغم ظروف الحرب.