أحرجت الاتهامات التي وجهها رئيس حكومة كردستان نيجيرفان البارزاني، أخيراً، بوجود "حملات للتعريب" في مناطق إقليم كركوك شمالي العراق، حكومة بغداد، الأمر الذي دفعها إلى تشكيل لجان خاصة لمتابعة الملف، وسط تشكيك بصدقية التحقيقات.
في وقت أنهى زعيم فيلق القدس الإيراني، المسؤول عن الملف العراقي في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، زيارة استمرت يومين إلى كردستان، أكّدت مصادر كردية على أن أربيل متجاوبة مع جهود الحلّ أكثر من أي وقت مضى
تستخدم بغداد ورقة الموازنة لإخضاع إقليم كردستان لشروطها، وهو ما يبدو أنه سيحصل، إذ إن كردستان اليوم معزول عن العالم، ولا موارد له بسبب الاستفتاء، كما أن إقرار الموازنة يهدد اقتصاده بانهيار كبير، ما قد يخلق أزمات سياسية خطيرة.
بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم الأربعاء، مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، الأزمة بين بغداد وأربيل، في إطار مساعيه لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، والتوصل إلى حل للأزمة.
وافقت حكومة كردستان على نص قرار المحكمة الاتحادية العراقية، والذي اعتبرت فيه استفتاء انفصال الإقليم غير دستوري، بينما تستعد الأحزاب الكردية لتشكيل وفد لزيارة بغداد قريباً.
طويت الصفحة السياسية الطويلة لرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، عبر توزيع صلاحياته الرئاسية على السلطات الثلاث في الإقليم. لكن البارزاني لن يخرج نهائياً من الصورة، إذ إن عائلته تمسك المفاصل الاقتصادية والأمنية في الإقليم.
فتحت مراكز الاستفتاء في إقليم كردستان والمدن المتنازع عليها، صباح الإثنين، أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على الانفصال، وسط أجواء يسودها التوتر في ظل رفض عراقي وإقليمي ودولي لهذه الخطوة.
يهدد انفصال إقليم كردستان عن العراق استثمارات تركية داخل الإقليم تقدر قيمتها بحوالي 40 مليار دولار، وتزداد حدة هذه الخسائر في حال دخول التهديدات التركية بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية ضد الإقليم حيز التنفيذ، في حال إقرار الاستفتاء.
يراهن إقليم كردستان العراق على إحياء قطاع السياحة الذي تضرر كثيراً خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكذلك استمرار أزمة انخفاض أسعار النفط التي أضرت باقتصاد الإقليم بشكل كبير.
اعتبر مسؤول كردي عراقي بارز، أن توقيت رفع علم كردستان العراق في كركوك "غير مناسب"، لكنه اعتبر القضية محسومة لجهة تمسّك الكرد ببقاء العلم مرفوعاً ولن يقبلوا بإنزاله حتى لو تمت التضحية بكل قوات البشمركة، حسب قوله.