يسود الهدوء في إدلب ومحيطها شمالي سورية، اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من تصعيد قوات النظام وروسيا، حتى وقت متأخر من مساء الخميس، فيما تترقب المنطقة تسيير دورية مراقبة من قبل الجيش التركي.
ارتفع إلى خمسة عشر قتيلاً وخمسين مصاباً عدد ضحايا القصف الجوي والصاروخي على مدينة إدلب، الذي نفذته قوات النظام السوري وحليفته روسيا، فيما قام تنظيم "هيئة تحرير الشام" بالاستنفار بحثاً عن معتقلين فارّين من سجن إدلب المركزي.
يواصل النظام السوري وحليفته روسيا الضغط على إدلب ومن ورائها الضغط على تركيا من أجل الحصول على تنازلات من الأخيرة في ملفات أخرى، في وقت تستعد المعارضة السورية لإعلان مواقف "مهمة" بشأن التطورات المتسارعة
تواصل موسكو بعث الرسائل إلى أنقرة، بدماء السوريين في محافظة إدلب، عبر عودة طيران النظام إلى قصف المنطقة، التي لم تتوقف قوات النظام عن استهدافها بالصواريخ، في ظل تأجيل زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا.
بدأ الجيش التركي، اليوم الجمعة، بتسيير دوريات مراقبة في المنطقة منزوعة السلاح في محيط محافظة إدلب، شمال غربي سورية، في خطوة وصفها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بأنّها "هامة" لحفظ الاستقرار وضمان وقف إطلاق النار في المنطقة.
بعد الخروقات الكبيرة من النظام السوري لاتفاق وقف النار في إدلب ومحيطها، تستعد المعارضة السورية المسلحة والسياسية لعقد مؤتمر عام ويُتوقع أن تخرج عنه قرارات "مهمة جداً"، بما يضع اتفاق سوتشي على حافة الانهيار.
صعّد النظام السوري أخيراً من تهديداته لريف حماة الشمالي، ببث تسريبات عن تحضير قواته لعملية عسكرية هناك، لكنها تبقى رهن موافقة موسكو عليها، فيما سيواجه النظام والمليشيات الموالية له مقاومة شرسة من فصائل المعارضة إذا أقدم على شنّ العملية.
في خضمّ التصعيد العسكري والسياسي للنظام السوري وحلفائه في شمال غربي سورية، جاء الهجوم الأخير لفصيل "أنصار التوحيد" وأدى لمقتل عدد من قوات النظام، ليشكّل ذريعة للنظام بهدف الضغط لشنّ عملية عسكرية في إدلب، بالتوازي مع الضغط الروسي على تركيا.