لم تكن المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، المعروفة في السودان باسم "مليشيا الجنجويد"، في الخرطوم، الإثنين الماضي، الأولى في تاريخ هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو، إذ سبقتها مجزرة بحق المتظاهرين في سبتمبر/ أيلول 2013.
لم ينتظر رئيس الحكومة الإثيوبية، أبي أحمد، الذي بدأ وساطة اليوم الجمعة بين المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير" عقب المجزرة، تسلّم مقترحات المعارضة بشأن كيفية الخروج من الأزمة، بل إنه سارع للدعوة إلى انتقال ديمقراطي سريع في السودان.
أبدت المعارضة السودانية موافقتها المبدئية على وساطة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، للتوصل إلى حل مع المجلس العسكري، المسؤول الرئيس عن مجزرة فض اعتصام الخرطوم التي راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل.
وصل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إلى العاصمة السودانية، اليوم الجمعة، للقيام بـ"وساطة" بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية، بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع لفض اعتصام الخرطوم، وما تلاها من موجة تنديد دولية.
شددت المعارضة السودانية، ممثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير، على رفضها المطلق لأي عودة للمفاوضات مع المجلس العسكري، الذي انقلب على المخلوع عمر البشير، ويمسك بالسلطة بحكم الأمر الواقع، مجددة المطالبة بتسليم السلطة للمدنيين.
أفادت مصادر سودانية بانطلاق الاجتماع الطارئ لمجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث تطورات الوضع في السودان، وسط رفض المعارضة عرض المجلس العسكري الانتقالي الحاكم للتفاوض، مطالبة بالعدالة.
قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة، الأربعاء، إن المنظمة الدولية بصدد سحب بعض موظفيها بصورة مؤقتة من السودان، بينما قالت لجنة الأطباء إن عدد قتلى مجزرة فض اعتصام الخرطوم ارتفع إلى 101.
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، يوم الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا مجزرة فض الاعتصام بمحيط مقر القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم، إلى 101 قتيل، فضلاً عن مئات الجرحى. بينما قالت المعارضة إنه "لا تراجع عن المقاومة ولا تفاوض مع القتلة".