أدى غزو أوكرانيا قبل عامين إلى تغيير أوروبا السياسة التي كانت تتبعها مع روسيا، إذ هرولت دولها للاستعداد لدفع أثمان لدرء مخاطر انتشار شرر الحرب الأوكرانية إليها.
تكمن العلّة العميقة في عطالة المركزية الأوروبيّة التي تُفاضل بين إنسان وآخر، فتتحرّك تجاه الأوروبي، ولا يرفّ لها جفنٌ حين يتعلّق الأمر بما يجري في فلسطين.
تعد البراغماتية السياسية نوعا من الفعل "الابتزازي المقنَّع"، لأنّ معيار صحّتها رهن بارتباطها العضوي بالأكاذيب التي يجب تصديقها، وهذا ما ينطبق على الموقف الفرنسي
تشهد فرنسا ضجيجاً سياسياً وشعبياً على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، خصوصاً مع اصطفاف الإعلام ومعظم السياسيين إلى جانب إسرائيل، في مقابل أصوات اعتراضية وازنة، تسعى باريس إلى قمعها.
اليمين التقليدي في فرنسا، إرث الجنرال ديغول والرئيس جاك شيراك الذي غالبا ما كان معتدلا ومتوازنا، بل ترميه أقلام صهيونية في فرنسا "بسياسته العربية"، انحاز إلى موقف الرئيس ماكرون مع دولة الاحتلال افسرائيلي بدون أي قيد.
ألقى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بظلاله على الوسط السياسي الفرنسي، مظهراً تحوّلات باريس منذ انتهاء عهد خلفاء الرئيس شارل ديغول إلى اليوم، واقترابها أكثر من تل أبيب.
تحليلات
مباشر
التحديثات الحية
بشير البكر
03 نوفمبر 2023
محمد طيفوري
كاتب وباحث مغربي في كلية الحقوق في جامعة محمد الخامس في الرباط. عضو مؤسس ومشارك في مراكز بحثية عربية. مؤلف كتاب "عبد الوهاب المسيري وتفكيك الصهيونية" و "أعلام في الذاكرة: ديوان الحرية وإيوان الكرامة". نشر دراسات في مجلات عربية محكمة.
باريس المعروفة تاريخياً باتخاذ موقفٍ متوازن إلى حدّ ما في الصراع العربي/ الفلسطيني الإسرائيلي، تشهد حالياً مع مواقف الرئيس إيمانويل ماكرون المنحازة بالمطلق لإسرائيل، تحوّلاً كبيراً، يستحق وصفه بالانقلاب، في مواقف الدبلوماسية الفرنسية.
أصابت شرارة الانقلابات العسكرية التي تعصف بوسط وغرب أفريقيا، الغابون، إحدى مستعمرات فرنسا السابقة، ما يوجه ضربة جديدة لنفوذ فرنسا في القارة، والمتراجع أصلاً بسبب دخول لاعبين دوليين كثر على خط المنافسة.
لم يكن الأربعاء 26 يوليو/ تمّوز يوماً عادياً في النيجر ولا في فرنسا، حيث اصطفَّ تسعة من كبار ضباط الحرس الوطني والرئاسي في مشهد مهيب خلف الكولونيل ميجور أمادو عبد الرحمن أثناء إعلانه إطاحة رئيس النيجر المنتخب محمد بازوم، واحتجازه داخل القصر الرئاسي.