بقدر ما كان للكرد من حرب دعائية من أجل الاستفتاء والتغنّي بالدولة الوليدة القادمة، كانت للطرف العراقي المقابل لغته المتهتكة وشتائمه التي يعاف المرء سماعها، وما ألصق من بشاعات في التعليقات، وإفراغ ما في الصدور من كراهية وأحقاد وانفضاح للأدوار.
بحكم القرب الجغرافي ومعطيات التداخل، فإن كل قرار، سياسة أو ردّات فعل من السلطة المركزية، سيكون له عظيم الأثر في اتجاهات التفكير لدى النخب المسيرة لمسارات تلك المطالبات الهوياتية في بلدان المغرب العربي الثلاثة، المغرب والجزائر وليبيا.
يرى الأمين العام لوزارة البشمركة في العراق، جبار الياور، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد تعمل على العودة إلى حدود عام 2003"، أي الحدود التي كانت مرسومة سابقاً لإقليم كردستان، وفقاً لمفهوم الرئيس الراحل صدام حسين.
تعاملت الولايات المتحدة مع أحداث كركوك، وكأنها غير مرتبطة بها، خصوصاً لجهة تواصلها مع البشمركة وتدريبهم عسكرياً. وشبّه البعض التواصل الأميركي مع القضية، بسيناريو "الصحوات" عام 2008.
قد تنتهي المظالم والاستحقاقات التي تخص أي طرف في المعادلات السياسية الوطنية أو الدولية بزوال أسبابها، لكن تكريس الكراهية في نفوس الأجيال المتعاقبة يضع حاجزا نفسيا عميقا وخطيرا جدا لا يمكن إزالته بأي وسيلة كانت.
على وقع التشنّج الميداني في المناطق المتنازع عليها في شمال العراق، والخشية من تحوّلها لحرب استنزاف قومية، أعلنت حكومة إقليم كردستان ترحيبها بـ"الحوار مع بغداد، وفقاً للدستور وضمن إطار الشراكة والتوافق، مطالبة المجتمع الدولي بتقديم المساعدة للجانبين"
حذّرت وزارة النفط العراقية، جميع الدول والشركات النفطية العالمية، من التعاقد أو الاتفاق مع أية جهة داخل العراق من دون الرجوع إلى الحكومة الاتحادية، بعد توقيع شركة "روسنفت" الروسية مع حكومة إقليم كردستان العراق، اتفاقا لاستثمار خمسة حقول نفطية
مع وجود المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كولر، في منطقة المغرب العربي، حالياً في أول زيارة منذ تعيينه خلفا لكريستوفر روس، تبدو الأجواء الدولية مؤاتية حالياً للمغرب، كي ينتزع بعض النقاط لصالحه في أزمة الصحراء