تواجه القوات العراقية المنتشرة على الحدود مع سورية، تحديات كبيرة، في ظل توقعات بمحاولة مقاتلي "داعش" الفرار من الأراضي السورية باتجاه العراق، إضافة إلى عودة عمليات تهريب المخدرات والأموال، وكلها تصعّب من مهمة آلاف الجنود على الحدود.
تترقب عائلة أبو فائز، موسم الكمأ السنوي لتجني منه أرباحا تعوّض ما خسرته خلال فترة نزوحها خارج محافظة الأنبار، واستبشرت العائلة والعوائل التي تعمل معها خيرا هذا الموسم بسبب غزارة الأمطار، والذي يعني وفرة الإنتاج.
تتجه السلطات العراقية نحو عزل صحراء الأنبار وبادية الموصل عن المدن والمناطق المحيطة بهما، ضمن خطة أمنية هدفها تضييق الخناق على ما تبقى من خلايا "داعش" ومنعها من تنفيذ اعتداءات جديدة، فيما تبرز مخاوف من تأثيرات الخطة على حياة المدنيين.
للأسبوع الثاني على التوالي، يواصل عراقيون رحلات بحثهم وتنقيبهم عن نبات الكمأ أو "الجمة" كما يعرف في اللهجة العراقية، وتعتبر صحراء الأنبار والسماوة والنجف ووسط والبصرة والموصل وصلاح الدين، أبرز المناطق الصحراوية التي يكثر فيها بعد موسم الأمطار
تحوّلت المنطقة الحدودية العراقية - السورية، إلى حلبة صراع بين أطراف مختلفة، أميركية وعراقية وسورية وفرنسية ومليشيات مدعومة من إيران، تتسابق كلها في سعيها لاعتقال زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي أو قتله، بعد معلومات عن وجوده في تلك المنطقة.
حصلت القوات العراقية أخيراً على طائرات مراقبة مسيرة وأجهزة كشف ليلية لتتبع مسلحي "داعش" والكشف عن الأوكار التي يتواجدون فيها بمناطق حمرين وكركوك وبادية الموصل شمالي العراق، إضافة إلى صحراء الأنبار غربي البلاد، إلا أن الهجمات والاعتداءات الإرهابية لم
لم يوقف انتهاء المعارك ضد تنظيم "داعش" في الأنبار، معاناة أهلها، فالكثير من مدن غربي المحافظة العراقية تشهد انتهاكات ضد الأهالي من قِبل مليشيات تابعة لـ"الحشد الشعبي" وأخرى عشائرية، من تعذيب وابتزاز واعتقالات، وتبقى بلا محاسبة من السلطات.
لم تنته تبعات الحرب على "داعش"، إذ خلفت الحرب آلاف الجثث التي لم يُكشف بعضها ولا يزال مرميا أو تحت الأنقاض، في حين دُفنت أخرى بالقرب من الطمر الصحي، ما يهدد أهالي المناطق المحررة من التنظيم بالأوبئة، كما يكشف التحقيق.