بلغت ساحات الاحتجاج في العراق منحنى خطيراً، بعد محاولة جماعات ما بات يعرف في العراق بـ "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح المسلح للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر فض عدد من الاعتصامات.
بعد ساعات قليلة من انسحاب أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من ساحات التظاهر في بغداد ومدن جنوب ووسط العراق، نفّذت القوات العراقية هجمات على عدة ساحات في بغداد والبصرة، واقتحمتها وأحرقت خيام المعتصمين واعتقلت عدداً كبيراً منهم.
يتواصل مسلسل ترويع الناشطين في الحراك الشعبي العراقي، والذي تمثل بارتفاع معدل جرائم القتل التي باتت تستهدفهم، ما جعلهم فرائس سهلة لملاحقيهم، في عملية منظمة تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة لأداء الحكومة وارتباطاتها الخارجية.
لا تزال تداعيات المجزرة التي وقعت ليلة الجمعة وسط بغداد تتفاعل، في ظل معلومات تؤكد وقوف "حزب الله" (العراقي) خلفها، بينما لا يزال الحراك السياسي لاختيار شخصية جديدة لترؤس الحكومة يراوح مكانه، وذلك مع بروز فيتوهات على أسماء عديدة طُرحت.
لم تكن ليلة أمس، الجمعة، في بغداد، ليلة عادية، خصوصاً على المحتجين في ساحة الخلاني، ثاني ساحات التظاهر بالعاصمة، الذين واجهوا أوقاتاً غير مسبوقة بعد هجوم لمليشيات مسلّحة أسفر عن مقتل نحو 20 متظاهراً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
تتسابق قوات الأمن العراقية في العاصمة بغداد، والمحافظات الجنوبية، مع المتظاهرين على إطارات السيارات المستعملة التي تعتبر الطريقة الأشهر لقطع الطرقات خلال التظاهرات وتنظيم الإضراب الذي اتسع بشكل كبير خلال الأيام الماضية.
تكثّف وزارة الداخلية في العراق من إجراءاتها، عند المداخل والطرق المؤدية إلى العاصمة بغداد، في سبيل تقليل أعداد المتظاهرين، عبر البحث عن مشاركين في الاحتجاجات المستمرّة في ساحات: التحرير والطيران والخلاني، والاستفسار عن هوياتهم وأهدافهم واستجوابهم في
بدأ العراقيون في مدن جنوب ووسط البلاد وبغداد بالتوافد، مساء اليوم الاثنين، على ساحات وميادين التظاهر والاعتصامات، وذلك بالتزامن مع قطع عدد من الطرق الرئيسة التي تربط محافظات جنوبية عدة مع بعضها، وإقامة حواجز تفتيش.
قالت مصادر أمنية وطبية عراقية، مساء الجمعة، إن عراقيين اثنين قتلا وأصيب نحو 25 آخرين بتفجيرات متزامنة، استهدفت متظاهرين في بغداد، والناصرية مركز محافظة ذي قار، في حدث يعكس تطوراً خطيراً في المشهد العراقي.
وسط إجراءات عسكرية وأمنية غير مسبوقة، ضجّت شوارع جنوب ووسط العراق ومركز العاصمة بغداد، بحشود كبيرة من المتظاهرين، وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة من حيث عددهم، تركزت في الساحات والميادين والطرق الرئيسة.