تحولت ظاهرة "التعفيش" في سورية إلى سياسة يتبعها النظام لمكافأة جنود وعناصر المليشيات التابعة له، وإفقار سكان مناطق المعارضة ومعاقبتهم. ولم تعد الظاهرة تنطبق فقط على مناطق المعارضة السورية، بعدما أصبح الموالون للنظام أيضاً ضحية لها.
بعدما تعرض أهالي داريا لتهجير قسري، بدأت قوات النظام والمليشيات التابعة له بسرقة أرزاقهم لبيعها، في إطار ما يسمى "التعفيش"، المصطلح الذي يطلقه السوريون لوصف سرقة المنازل في المناطق التي يتمكن النظام السوري من السيطرة عليها.
حطّ أكثر من ألف مهجّر من أهالي مدينة داريا ومقاتليها الرحال في مدينة إدلب السورية وريفها، وكانوا قد وصلوا إليها في تسع قوافل، على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
مع تفاقم المأساة الإنسانية وتوسعها وتعمقها وامتدادها لكل جوانب الحياة، صارت الحالة أكثر سوءاً، فالعالم لم يعد يقف مكتوف الأيدي، وهو يشاهد الشعب السوري يذبح، العالم توقف عن المشاهدة أصلاً، ملّ من موتنا، ضجر من خرابنا، سئم من منظر دمائنا.
يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يرمي حجره في الهواء في إدارة حملته الانتخابية، بل يتبع وصفة مضمونة وخطة مجرّبة في التسويق لها، تحضيراً للاقتراع المزمع عقده في الثالث من حزيران، فقد اعتمد على تجارب سابقين له، حلفاءً وأعداءً.